أصدقاء الرخاء
بواسطة
, 05-14-2011 عند 07:13 PM (6044 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".. متفق عليه.
كثيرمن الناس يعجبك فيهم حلو الحديث، ولباقة الأستقبال، وادعاء الوفاء وتكتشف عند أول امتحان لهم ان وقت الرخاء يسهل فيه الكلام وتكثر فيه الوعود الكاذبة وتعج فيه النخوة الزائفه وتسقط فيه الاقنعة وتتبين فيه الحقائق بأنهم أصدقاء رخاء وليسوا اصدقاء شدة.. وهنا علينا أن نتوقف ونعيد حساباتنا مع أنفسنا ونتسائل لماذا هم يمارسون ضدنا هذا النفاق المقيت ؟ هل لأننا نعاملهم بصدق وطيب واحترام وتقدير وبالتالي يعتقدون أننا بحاجتهم دائماً وينظرون لنا بدونية أم أن المشكلة في أنفسهم المليئة بالحسد والحقد والكبر وعدم حب الخير لغيرهم أم انهم يعانون من الشعور بالنقص وحب الظهور مستخدمين الكذب والخداع؟
ألا تدرك هذه الفئة من الناس أنهم يتمتعون بصفات ذميمة لا يقرها دين ولا أعراف وينكرها الصغير قبل الكبير آلا يدركون انهم قد يلحقون الضرر بغيرهم بأكاذيبهم المخادعة ووعودهم الزائفه؟ وهم بحقيقة الأمر غيرحريصين على علاقتهم بالآخرين و حفظ الود فيما بينهم.. أمثال هؤلاء عادةً ينسون أو يتناسون أفضال الآخرين عليهم لأن قلوبهم عامرة بالأنانية والكراهية.
وهنا يتحتم علينا أن نتفكر بالمعايير التي نبني عليها علاقاتنا مع الآخرين من أخوة وأصدقاء ومقربين وأن نختار أصحاب القلوب البيضاء الخالية من النفاق وآياته، التي تحب لك الخير وتدلك عليه وتبادلك الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق وتجدها ذخرا لك عند الشدائد والمحن..أمثال هذه القلوب البيضاء تنير لك الطريق وتسموا بها الحياة وترتقي وبدونها تتعكر وتنحدر..
وأخيرا..
نأمل أن نبادل اصدقائنا الود بالود والوفاء بالوفاء وأن تكون مواقفنا تجاه بعضنا البعض مواقف مشرفه وخاصة مع ذوي القربى منهم.
وخيرختام لهذا المقال المتواضع أبيات للإمام الشافعي يرحمه الله:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في خل يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سرا كان بالأمس في خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
اخوكم : ابو عبدالله
11\6\1432هــــ