المواقع الاجتماعية والثورات العربية
بواسطة
, 05-14-2012 عند 07:55 PM (4484 المشاهدات)
الكثير منا اليوم من هو مشارك او مطلع على الاقل في المواقع الاجتماعية
عبر شبكة الانترنت العالمية
ومن أشهرها التويتر والفيس بوك
والاغلبية من افراد مجتمعنا اليوم ومن الجنسين من يتصفح هذه المواقع يوميآ
ولفترة من الوقت ليست ببسيطة
فهناك من يشارك بإطروحاته بالمواضيع
وهناك من يعبر عن وجهة نظره في المشاركة بالردود
وهناك من هو الناقد لمواضيع بعض الكتاب
وهناك من هو المتُصفح المُطلع المُلقن الذي يحمل الافكار ويروج لها بين افراد المجتمع.
ولا يخفى علينا جميعآ أن هذه المواقع في بداية نشأتها وإنتشارها
وهي ظاهرة جديدة على مجتمعنا العربي ككل
ولها من الايجابيات الشيء الكثير كما وان لها سلبيات ايضآ ولا اريد التحدث عنها .
ولكن من وجهة نظري أن فوائدها طغت على مساوئها بكثير.
واذكر هنا بعض فوائدها كـــ .. زيادة العلم .. والمعرفة .. والثقافة العامة .. والإطلاع
وكذلك حرية الرأي والتعبير عن كل أمر نرى أنه يمس أحوال الأمة عامة أو المجتمع وأفراده خاصة
ومن ذلك النقد السليم والواضح والصريح للتقصير.. وللأخطاء الفردية.. أو الجماعية ..او الحكومية ..او الأممية أيضآ
فيقوم كل مشارك بطرح وجهة نظره وقد تكون صحيحه أو عكس ذلك
ولكن الاغلبية يحترمون ويؤيدون النظرة المقبولة من ناحية المجتمع نفسه واعرافه.
وقد نجحت هذه الثقافة الجديدة بتغيير المستقبل وبسرعة مخيفة وتتطور صاعق
لم يستطيع أي متنبئ أو خبير او محلل سياسي ان يدرك ذلك أو يعيه.
لقد تمكنت هذه الثقافة من تلقين افراد المجتمعات وعلى اختلاف اجناسهم ومعتقداتهم
التواصل المفيد والصادق
والذي يصب في مصلحة المواطن والوطن على حد سواء.
فأصبح المثقف الواعي المدرك يوضح ويغُرد بالحلول والخطوات الصحيحة لتغيير حال المجتمع من الاسوء الى الافضل
فأنصتت له عقول البقية
وتضامنوا معه في هذه المطالب لإيمانهم بأنها هي الحل الافضل المتوفر.
لقد جعلت هذه المواقع المجتمع كالأرض الخصبة، لتوضع بها بذرة طيبة ،،
هي الحقوق المشروعة ودفع الظلم ،،
وسقيت بماء الامانة والضمير الحي ،،
فأنبتت شجرة هي التكاتف والوحدة ،،
ونمت بها فروع المطالب والاصرار والعزيمة ،،
فكل ورقة في هذه الشجرة كانت هي فرد من افراد المجتمع .
وسرعان ما أينعت هذه الشجرة بثمار الحرية والعدالة والانصاف والكرامة والمساواة .
وأنعم به من حصاد .
ومن وجهة نظري الخاصة أرى أن هذا المحصول قد بارك الله به لأمرين اثنين !
الاول : هو الحق في الطلب المشروع ورفع الظلم عن المظلوم واعبر عنها في ( كلمة الحق )
والثاني هو تكاتف المجتمع باختلاف اطيافه معآ كالجسد الواحد وهي ( الجماعة )
ويد الله مع الجماعة في كل مطلب مشروع.
إنما الغريب في هذا الامر ان هذه الصفات من اساسيات ثقافتنا الاسلامية وعروبتنا الاصيلة وعاداتنا وتقاليدنا
وقبل ذلك هي من سنن ديننا ان لم تكن من الثوابت
ولكن يبدوا اننا اضعناها وأرشدتنا لها هذه الثقافة الجديدة فلها الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى
ثم بفضل كل انسان واعي حريص كل الحرص على تصحيح مسار ... المجتمع وأفراده و... الحكومات ورؤسائها ... والعودة الى الطريق السليم ،،
ليسير عليه المجتمع بخطى هي كرامة الشعوب وحقوق المواطنة المشروعة والمساواة .
إن من افضل ما نجحت به هذه المواقع الاجتماعية هو كسر حاجز الصمت والخوف
فتحول الى سلاح فتاك في يد الشعوب ضد الطغاة والفساد
وتم بهما التغيير رغمآ عن الجميع .