{{ خْطّـــابـِيـات }}

ان الله عز وجل تفضل علينا بانعام كثيرة لا يسعنا أبدآ حصرها

قال تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل 18

والواجب على العبد ان يقابل هذه الانعام بالحمد والشكر والثناء عليه عز وجل وهو أهل الثناء والمجد

ومن تلكم الانعام الذرية التي يهبها الله لنا من ازواجنا من ابناء وبنات

وجميعنا نعلم بان هؤلاء الاطفال بمجرد ولادتهم

وقدومهم لهذه الحياة نتعلق بهم كثيرآ ونعاملهم بكل حب ومودة ورحمة

فيقوم الوالدين بالاعتناء بهم في جميع شئونهم

من كساء وغذاء وتربية ومراقبة وتسلية أيضآ الى ان يكبر هذا الطفل او الطفلة

ويبلغ اشده ، وكلنا نؤمن بان هذا هو دور الاب والأم تجاه ابناءه

ولاكن هناك امر خطير جدآ يكاد يغفل عن الكثير من الناس ولا يجب التهاون فيه

وقد لاحظته اكثر من مره وكنت اتألم لذلك

رأيت ان بعض الوالدين هداهم الله عندما يقوم الطفل أو الطفله بأمر ما

يكون مزعج كالاستطلاع للاشياء وحب المعرفة

او العبث في اشياء تشكل خطورة على الطفل او على حياته ،

سرعان ما يغضب الاب او الام فيقومون بنهر الطفل


وبصوت عال ويصل الامر الى الدعاء احيانا على الطفل !

وهذا ما اردت الحديث عنه هنا بالذات

كيف للوالد أن يدعوا على ابنه باللعن او بغيره وانتم تعلمون ان هذا كثيرا ما يقع اليوم

وتعلمون ايضا ان هناك الفاظ كثيره للدعاء

مثل ( الله ياخذك ، حسبي الله عليك ،الله يلعنك .. والعياذ بالله ....وغير ذلك كثير)

وهذا عموما لايجوز فهو من باب الاعتداء بالدعاء

وأيضآ كلن منا يعلم بان اللعن هو (الطرد والابعاد من رحمة الله )

ولو قلت للوالدين ذلك سيقولون ( لا والله ما قصدنا ذلك )

الا يعلم هؤلاء بان دعوة الوالدين مستجابه بمشيئة الله سبحانه وتعالى

كما وان هذا الدعاء قد يوافق وقت استجابه فيكون قضاء الله وقدره

ويقع بعد ذلك الندم حيث لا ينفع الندم !

واغلب هؤلاء الوالدين والذي يحدث منهم هذا الاعتداء في الدعاء يدعون بانه كان في لحظة غضب


او ان هذا الطفل يحدث منه هذا الامر مرارا وتكرارا فيتسبب ذلك بفقدان شعورهم
واللا مبالاه مع الوقت


اخواني واخواتي :

والله ان هؤلاء الاطفال فلذات اكبادنا لهم كل الحب وكل الرحمه والحلم

فمهما حدث منهم من خطا او جهل او عناد فهو اولا من قلة ادراك ووعي

ومن حب استطلاع ومعرفه وهذه هي فطرتهم


حب التعلم والمعرفة واستكشاف كل شيء

ان هذا الأمر خطأ كبير وانا شخصيا اعرف من دعا على طفله ثم ندم بعد ذلك .. !

ان الواجب والمفروض بل هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها

ان يكون دعائهم لابناءهم لا عليهم

لماذا عندما يقوم الطفل بخطا يقال له ( الله ياخذك )

لماذا لا يقال له ( الله يهديك ) او (الله يصلحك)

لماذا لا يعود هؤلاء انفسهم على ذلك ؟

لماذا لا ننصح ونحث ونوعي على ذلك كل اخوتنا او اقاربنا او اصدقائنا وقبل ذلك انفسنا

لماذا لا نقوم بحمله النصيحه وان تكون على مستوى مجتمعنا

لتنادي بالتوعية لهذا الامر ويحملها كل منا

عل الله ان ينفع بها ويدرك الجميع هذا الخطا لكي لا يتكرر في المستقبل ممن يقترفونه

ورحمةً ... بأبنائنا ....ورأفةً.... باألاباء ...وباألامهات واحتساباً للثواب والاجر عند الله سبحانه