رحيق الوجدان

اروي لكم هذا الموقف والذي حصل معي اثناء دراستي بامريكا قبل اكثر من 30 عاما ....
اخذت بالصيف موضوع عام وهو عن تاريخ المناجم في ولاية كولورادو وهذا الدرس عبارة عن رحلات لمواقع المناجم بين الغابات وكان الدكتور قمة في الاخلاق ومخلص في توصيل المعلومات.....
زرنا منجما وبعد ان شرح تاريخة وشاهدنا اثاره اشترى الدكتور لنا عصيرات وبيبسي ,,,, وانطلقنا برفقة الدكتور لموقع اخر بين اشجار الغابات الكثيفة والطريق بري وما حولنا احد .... وبعد ان شربت علبة البيبسي حذفتها بطريقة شبابية واذا بالدكتور يتوقف وينزل ويمشي اكثر من 100متر ويأتي بالعلبة الفارغة ويضعها في كيس للقمامة معلق على قيير الجيب .... خجلت من نفسي وبعد صمت عاد الطلاب للحديث والدعابة .... وبعد ان وصلنا السكن واستراح كل في غرفته اجتمعنا على العشاء .... فانتهزت الجو المناسب وطلبت الدكتور ان يسمح لي بالحديث فقال تفضل .... قلت يادكتور اليوم لفت نظري واثر بي الموقف عندما اوقفت السيارة وتكبدت عناء التقاط علبة البيبسي الفارغة التي انا رميت بها في الغابة.... وانا اعتذر.. ولكن سبب فعلي هو اننا في غابة ليس بها سكان او طرق او حضارة .... " قال الدكتور يا أحمد ان النظافة بشكل عام... النظافة الشخصية ونظافة المسكن ونظافة البيئة هي ثقافة.... لا بد ان تتجسد في سلوكنا في كل وقت وفي كل مكان .... لو ان كل من زار هذه الغابة رمى بها مخلفاته لتراكمت واصبحت مضرة بالبيئة وقاتلة للحيوانات البريئة .... كم من طير وحيوانات وجدت ميتة بعد ان اكلت من المخلفات وابتلعت مادة البلاستيك او انها داست على العلب,,,, فمسكت بارجلها فادمتها ونزفت وتعفنت فماتت .... انها مسئولية والانسان علية واجب المحافظة على نظافة مدينته ونظافة البيئة و المحافظة على الحياة الفطرية من حولة" .....
شكرته على هذا الدرس العملي وعلى كونه قدوة طيبة ... ووعدته بان اضع دائما كيسا بسيارتي .... وفعلا فعلت و ما زلت....
وارجو من كل قدوة ..... اب ... مدير ... مدرس ... مسئول ... ان يعزز ثقافة النظافة بكل انواعها: الشخصية المنزلية ونظافة الحي والمدينة والبيئة .... باسلوب القدوة فهي ابلغ من كل المحاضرات

ولكم مني اطيب الامنيات ....ودمتم سالمين @ابوفيصل </B></I>