هموم طفولة
بواسطة
, 10-04-2014 عند 11:32 PM (1041 المشاهدات)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وانتم بخير
غدا العيد فيا قلب لما لم تعد به تفرح وكنت تعزف ايقاعات العيد وبها تصدح كنت قبيل العيد بايام تحلم بالثوب الجديد وبالعيديات وبالفسح وتدعو الله مخلصا وقبيل ان تنام ان يعافي الوالد وان يرزقه لكي يوفي بكل التزام كان قد وعد به وقال ويعلو وجهه التفاؤل والابتسام "ان شاء الله بعطلة العيد"يكون كل شي على مايرام ....
ويأتي العيد ونفرح وتنعكس فرحتنا على وجوه الوالدين حيث لبوا لنا اكثر الوعود البسيطة مقابل ما ملكوا من المال واحيانا كان بالدين .... هذا ثوب وهذه فستان وكانت فرحة تحس بها تعيشها الاسرة من الجدات الى الى اصغر البنات ... كانت الطلبات صغيرة والرغبات متواضعة ... العائلة تنسق مع الارحام للخروج "قيلة" او طلعة بحر... حيث يخرجون من البيوت والاحياء الى البر الفسيح الارجاء ونلعب كورة ونتسابق و نقهوي ونجمع الحطب ونساعد الرجال بالطبخ والتقليط ونفرح بكل شئ .... والبنات لهن العابهن ويساعدون امهاتهن.... كل شي له طعم ,,,, الرز غير .... اللحم غير .... هذا بالوقت الجميل قبل 1400ههههه
اليوم ولله الحمد الثياب جديدة طوال السنة والالعاب تنهمر وبانواع كثيرة على الاطفال من كل افراد الاسرة ومن الاقرباء فتلاشت فرحة العيد بالثياب و بالالعاب لانها اصبجت "عادي"!!!!!!
نحن الكبار... كنا نشعر بالتغيير وكان بطيئا و مقبولا ولكن منذ حرب الخليج اصبح التغيير خارج السيطرة .... بدأت الرفاهية و بدأت الفضائيات ....وتسرطنت الانترنت في كل مكان حتى وصلت السرير.... اصبح الاباء المشغولون والجاهلون يشترون اجهزة للطفل ولما يبلغ الرابعة لكي يلتهي به الطفل ولكي ترتاح الام من مشاكله وعبثة!!! فادمنوا الاطفال ...وكلما كبروا تقدموا بالاجهزة وزاد تعلقهم بها واصبحت لا تحلوا الاوقات الا بها... بل لا حياة الا بها!!!! وانتقلت العدوى الى كثير من الكبار هههههه
وهكذا نحن من بدأ يشكل جيل المستقبل.... هذه حقيقة مرة قد لا يلاحظها البعض الا ان المشكلة قائمة حتى في الدول المتقدمة وبدأوا بانشاء عيادات لمعالجة ادمان الاجهزة .... فما بالك بمجتمعات تعتبر ان تملك الاشياء من اهم علامات الحضارة وان التربية تحصيل حاصل!!!
اين علماء الاجتماع لكي يعيدوا صياغة المفاهيم الاجتماعية وفقا للدين الاسلامي الذي اسس مجتمعا قال الله فيه "لو انفقت مافي الارض جميعا ما الفت بينهم ....." و وفقا للعادات الجميلة في كل مجتمع والتي لا تتعارض مع الدين ووفقا لمصالح الاوطان و هدفها بتكوين مجتمعات امنة صحيحة متحابة متعاونة سعيدة متحضرة تنبذ التفرقة والكراهية بجميع اشكالها و تعزز المواطنة في نفس المواطن و تلاحمة مع الدولة فلا يهدر المال العام ولا يكتب على الجدران و لا يعبث بالحدائق العامة و و و
اين هم علماء الاجتماع ليدرسوا الى اين تسير الاجيال القادمة اجيال "التواصل الاجتماعي الافتراضي" وليس الاجتماعي الواقعي ... كيف سيفرحون ؟؟؟ كيف سيحزنون؟؟؟ كيف ؟ و كيف ....
و بنظرة الى 1444هجرية يحق لنا ان نسأل كيف سوف تكون اعيادهم ؟؟؟ مناسباتهم ؟؟؟ سؤال يستحق الطرح
ارجو ان تكون افضل مما نتوقع @ابو فيصل