خاص بالمنقول من النثر و القصص .

المعجزة..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    المعجزة..؟؟

    المعجزة..؟؟

    توجهت الطفلة سارة ذات السادسة إلى غرفة نومها ،
    و من مخبئها السري في خزانتها ، تناولت حصالة نقودها ،
    ثم أفرغتها مما فيها فوق الأرض
    و أخذت تعد بعناية ما جمعته من نقود خلال الأسابيع الفائتة ،

    ثم أعادت عدها ثانية فثالثة
    ثم همست في سرها : " إنها بالتأكيد كافية ، و لا مجال لأي خطأ" ؛
    و بكل عناية أرجعت النقود إلى
    الحصالة ثم ألقت رداءها على كتفيها ،

    و تسللت من الباب الخلفي ،متجهة إلى الصيدلية التي لا تبعد كثيرا عن دارها
    كان الصيدلي مشغولا للغاية ، فانتظرته صابرة ،
    و لكنه استمر منشغلا عنها ، فحاولت لفت نظره
    دون جدوى ،

    فما كان منها بعد أن يئست إلا أن أخرجت قطعة نقود معدنية
    بقيمة ربع دولار من الحصالة ،
    فألقتها فوق زجاج الطاولة التي يقف وراءها الصيدلي ؛
    عندئذ فقط انتبه إليها ،

    فسألها بصوت عبر فيه عن استيائه :
    - ماذا تريدين أيتها الطفلة ؟
    إنني أتكلم مع شقيقي القادم من شيكاغو ،
    و الذي لم اره منذ زمن طويل ..

    فأجابته بحدة مظهرة بدورها إنزعاجها من سلوكه :
    شقيقي الصغير ، مريض جدا و بحاجة لدواء اسمه / معجزة /
    و أريد أن أشتري له هذا الدواء .
    أجابها الصيدلي بشيء من الدهشة :
    - المعذرة ، ماذا قلتِ ؟
    فاستأنفت كلامها قائلة بكل جدية:

    شقيقي الصغير و اسمه ( أندرو ) ، يشكو من مشكلة في غاية السوء ،
    يقول والدي أن ثمت ورما في رأسه ،
    لا تنقذه منه سوى معجزة ،هل فهمتني ؟
    إذاً كم هو ثمن / معجزة / ؟ أرجوك أفدني حالا !
    أجابها الصيدلي مغيرا لهجته إلى أسلوب أكثر نعومة :

    - أنا آسف ، فأنا لا أبيع / معجزة / في صيدليتي !
    أجابته الطفلة ملحَّة:
    إسمعني ِجيدا ، فأنا معي ما يكفي من النقود لشراء الدواء ،
    فقط قل لي كم هو الثمن !
    كان شقيق الصيدلي يصغي للحديث ، فتقدم من الطفلة سائلا :
    - ما هو نوع / معجزة / التي يحتاجها شقيقك أندرو ؟

    أجابته الفتاة بعينين مغرورقتين:
    لا أدري ، و لكن كل ما أعرفه أن شقيقي حقيقة مريض جدا ،
    قالت أمي أنه بحاجة إلى عملية جراحية ،
    و لكن أبي أجابها ، أنه لا يملك نقودا تغطي هذه العملية ،
    لذا قررت أن أستخدم نقودي !

    سألها شقيق الصيدلي مبديا اهتمامه :
    - كم لديك من النقود يا بنية ؟ "
    فأجابته مزهوة :
    دولار واحد و أحد عشرة سنتا ، ثم استدركت : "
    و يمكنني أن أجمع المزيد إذا احتجت !..

    أجابها مبتسما :
    - يا لها من مصادفة ، دولار و أحد عشر سنتا ،
    هي بالضبط المبلغ المطلوب ثمنا ل ( معجزة ) من أجل شقيقك الصغير .

    تناول منها المبلغ بيد وباليد الأخرى أمسك بيدها الصغيرة ،
    طالبا منها أن تقوده إلى دراها ليقابل والديها ، ثم أضاف :
    - و أريد رؤية شقيقك أيضا ..

    *****

    // ذلك الرجل كان الدكتور كارلتُن أرمسترنغ ، جراح الأعصاب المعروف.//
    وقد قام الدكتور كارلتن بإجراء العملية للطفل أندرو مجانا ،
    وكانت عملية ناجحة تعافى بعدها أندرو تماما .

    بعد بضعة أيام ، جلس الوالدان يتحدثان عن تسلسل الأحداث
    منذ التعرف على الدكتور كارلتون
    و حتى نجاح العملية و عودة أندرو إلى حالته الطبيعية ،
    كانا يتحدثان و قد غمرتهما السعادة ..

    و قالت الوالدة في سياق الحديث: " حقا إنها معجزة ! "
    ثم تساءلت : " ترى كم كلفت هذه العملية ؟. "

    رسمت الطفلة سارة على شفتيها ابتسامة عريضة ،
    فهي تعلم وحدها ،
    أن / معجزة / كلفت بالضبط
    دولار واحد وأحد عشر سنتا ..

    *ومضة قلم صادق
    عندما يكون حب الأخرين ..صادقا..
    ونابعا من القلب..عندها تكون
    المعجزة ..
    ولا تكلف الكثير ..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
يعمل...