يختص بمواضيع أشبال بلي ( تعليمي - ثقافي - ترفيهي - مواهب )

الحجة الدامغة في شريعة الغاب..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    الحجة الدامغة في شريعة الغاب..؟؟

    الحجة الدامغة في شريعة الغاب..؟؟

    السلام عليكم
    اصطاد ثعبان دراجا أعرج واستعد لالتهامه ، لكن ثعلبا سرقه منه
    بحركة سريعة بارعة ، ولم يترك له فرصة لاستعادته .

    قال الثعبان :
    - أنا من اصطاد هذا الديك البري فمن حقي أن أتمتع بأكله .
    رد عليه الثعلب :
    - سيكون من نصيبي يا ثعبان .
    فمنذ شهر ، أوقفته وعضضته من إحدى قائمتيه .
    أنظر مليا ، أليس هذا الدراج أعرج ؟
    أمام هذه الحجة الدامغة ترك الثعبان الدراج للثعلب .

    واستعد الثعلب لاتهام الدراج لكن ذئبا انقض على الفريسة وافتكها منه .
    فلم يستسلم الثعلب بسهولة ، وصار يحاجج الذئب :
    - إنه دراجي يا ذئب . أنا من اصطاده ، فهو ملكي ومن حقي التهامه .
    فلماذا تسطو على رزق غيرك أيها الظالم الغشوم ؟

    رد الذئب مبتسما :
    - هذا لن يكون أبدا يا ثعلبي العزيز .
    ولتعلم أنني اصطدت هذا الدراج منذ ستة شهور لكنني لم آكل
    هذا الطائر البري لأنه كان هزيلا . فربطته في كهف وجعلت أسمنه .
    ومع حرصي الشديد ، غافلني ابن الدراجة الملعونة وفر بجلده .
    أنظر مليا ، ألا ترى ذيله المنتوف يا ثعلب ؟

    كان الثعلب يعرف أن ما قاله الذئب كذب في كذب ،
    وإن مقولته لا أساس لها من الصحة مثلها مثل تأكيداته هو للثعبان .
    ولكن ما حيلته أمام حجج الذئب الدامغة ، فتخلى له عن الدراج .

    في تلك اللحظات ، وصل نمر بغتة .
    انقض على الدراج وافتكه من بين أنياب الذئب الذي صاح محتجا :
    - اترك لي دراجي أيها النمر ، فأنا من اصطاده .
    إنه رزقي الحلال يا سيد الغابة .

    فرد النمر على افتراءات الذئب :
    - هذا غير صحيح يا حبيبي لأن هذا الدراج ملكي الخاص .
    لقد حجزت هذا الطائر منذ سنة .
    والله لأقطعن اليد التي تمتد نحو ريشة من ريشه ..

    فارتفع لغط الذئب والثعلب والثعبان :
    - هذا كذب بائن يا نمر ، فعمر هذا الدراج أقل من سنة .
    هات حجة أخرى إن كنت من الصادقين .

    فقال لهم النمر هادئا مطمئنا :
    - كلامكم سليم يا أحبابي ، ولكن لتعلموا أنني اصطدت منذ سنة
    دراجة عرجاء وبلا ذيل ، فاستعطفتني هذه الدجاجة المسكينة
    وطلبت مني أن أطلق سراحها .

    ووعدتني بأن تهبني كل فراخها مقابل عفوي وكرمي .
    أنظروا أيها العميان ، أليس هذا الدراج أعرج وبلا ذيل ؟
    إنه بلا شك واحد من ذرية دراجتي .
    فمن العدل إذن أن يكون من نصيبي ..

    * نعم إنها شريعة الغاب..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
يعمل...