جنة الارض وكنزها الاندلس(2)

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبوجهاد العرادي
    عضو جديد

    • 31 - 7 - 2005
    • 3547

    #1

    جنة الارض وكنزها الاندلس(2)

    قصيدة أبو البقاء صالح بن شريف الرندي المتوفي سنة 798 هجرية يرثي الأندلس



    لكـل شـيء إذا مـا تـم iiنقصـان فـلا يغـر بطيـب العيـش iiإنسـان
    هـي الأمـور كمـا شاهدتهـا iiدول من سـره زمـن ساءتـه iiأزمـان
    وهذه الـدار لا تبقـي علـى iiأحـد ولا يـدوم علـى حـال لهـا iiشـان
    يمـزق الدهـر حتمـا كـل iiسابغـه إذا نبـت مشرفيـات iiوحـرصـان
    وينتضي كـل سيـف للفنـاء iiولـو كان ابن ذي يزن والغمـد iiغمـدان
    أين الملوك ذوي التيجان من iiيمـن وأيـن منهـم أكالـيـل iiوتيـجـان
    وأيـن مـا شـاده شـداد فـي iiإرم وأين ما ساسه في الفرس iiساسـان
    وأين ما حازه قـارون مـن iiذهـب وأيـن عــاد وشــداد iiوقـطـان
    أتى على الكـل أمـر لا مـرد iiلـه حتى قضوا فكان القـوم مـا iiكانـوا
    وصار ما كان من مُلك ومـن iiمَلـك كما حكى عن خيال الطيف iiوسنـان
    دار الزمـان عـلـى دارا iiوقاتـلـه وأم كسـرى فـمـا آواه iiغـيـوان
    كأنمـا الصعـب لـم يسهـل iiلــه سبب يوماً ولا ملك الدنيـا iiسليمـان
    فجائـع الدنيـا أنــواع iiمنـوعـة وللـزمـان مـسـرات iiوأحــزان
    وللـحـوادث سـلـوان iiيسهلـهـا ومـا لمـا حـل بالإسـلام iiسلـوان
    دهى الجزيـرة أمـر لا عـزاء iiلـه هـوى لـه أحـد وأنهـد iiثـهـلان
    أصابها العين في الإسلام iiفارتـزأت حتى خلـت منـه أقطـار iiوبلـدان
    فاسأل بلنسيـة مـا شـأن iiمرسيـة وأيـن شاطبـة أم أيــم iiجـيـان
    وأيـن قرطبـة دار العلـوم iiفـكـم من عالم قد سمـا فيهـا لـه iiشـان
    وأين حمص وما تحويه مـن iiنـزه ونهرهـا العـذب فيـاض iiومـلآن
    قواعـد كـن أركـان البـلاد iiفمـا عسى البقـاء إذا لـم تبـق iiأركـان
    تبكي الخيفية البيضـاء مـن iiأسـفٍ كما بقـى لفـراق الإلـف iiهيمـان
    علـى ديـار مـن الإسـلام iiخاليـةٌ قد أقفـرت ولهـا بالكفـر iiعمـران
    حيث المساجد قـد صـارت iiكنائـس مـا فيهـن إلا نواقيـس iiوصلبـان
    حتى المحاريب تبكي وهـي iiجامـدة حتى المنابر تبكـي وهـي iiعيـدان
    يا غافلاً وله فـي الدهـر iiموعظـة إن كنت في سنـةٍ فالدهـر iiيقظـان
    وماشيـاً مرحـاً يلهيـه iiموطـنـه أبعد حمـص تغـر المـرء iiأوطـان
    تلك المصيبـة أنسـت مـا iiتقدمهـا وما لها من طـوال الدهـر iiنسيـان
    يا راكبين عتـاق الخيـل iiضامـرة كأنها فـي مجـال السبـق iiعقبـان
    وحامليـن سيـوف الهنـد iiمرفهـة كأنهـا فـي ظـلام النقـع iiنيـران
    وراتعيـن وراء البحـر فـي iiدعـةٍ لهـم بأوطانهـم عـز iiوسلـطـان
    أعندكـم نبـأ مـن أهـل iiأنـدلـس فقد سرى بحديـث القـوم iiركبـان
    كم يستغيث بنا المستضعفـون iiوهـم قتلى وأسـرى فمـا يهتـز iiإنسـان
    لماذا التقاطع فـي الإسـلام iiبينكـم وأنتـم يـا عـبـاد الله iiإخــوان
    يا مـن لذلـة قـوم بعـد iiعزتهـم أحـال حالهـم جــور iiوطغـيـان
    بالأمس كانوا ملوكـاً فـي iiمنازلهـم اليوم هم في بـلاد الكفـر iiعبـدان
    فلو تراهـم حيـارى لا دليـل iiلهـم عليهـم فـي ثيـاب الـذل iiألـوان
    ولـو رأيـت بكاهـم عنـد iiبيعهـم لهالك الأمـر واستهوتـك iiأحـزان
    يـا رب أمٍ وطفـلٍ حيـل iiبينهـمـا كـمـا تـفـرق أرواح iiوأبـــدان
    وطفلـة مثـل حسـن الشمـس iiإذ طلعت كأنما هـي ياقـوت iiومرجـان
    يقودهـا العلـح للمكـروه iiمكرهـةً والعيـن باكيـة والقلـب iiحـيـران
    لمثل هذا يبكـي القلـب مـن iiكمـدٍ إن كان في القلـب إسـلام iiوإيمـان


    [move=left]ولا حول ولا قوة الا بالله[/move]
    [move=down]
    أبو جهاد العرادي
    [/move]
    والسلام عليكم ولرحمة الله وبركاتة


يعمل...