قصص و أمثال شعبية عند العرب

قصة مثل وبيت شعر من التراث..؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجد سليمان البلوي
    مشرف قسم التراث

    • 28 - 8 - 2009
    • 9524

    #1

    قصة مثل وبيت شعر من التراث..؟؟

    قصة مثل وبيت شعر من التراث..؟؟

    كيد النساء كيدين ومن كيدهم يا حزوني *** ركبتها فوق صيد قالت الحدا ياكلوني

    قصة هذا المثل أن هناك رجل صالح معروف عنه الاستقامة.
    والحكمة والصلاح متزوج من مرأة تبغضه جداً ،
    وكانت تسير بين الناس بالحسد وتفريق وبغض ،
    فحاول عدة مرات أن يجعلها تحبه وتحسن معاملة الناس معها,
    وتنسى تلك الأعمال الدنيئة التي يعلمها كل جيرانها ،
    فهي لا تراع فيهم أي خلق حسن ، وكل الناس يتمنون لها الموت عاجلاً ،
    وكان زوجها الرجل الصالح يدعو لها وينصحها فلم تنفع معها كل الطرق ،
    فطلب من الله تعالى أن ييسر له طريقة تجعلها تحبه ، فلم تفلح معها أي طريقة ،

    وكل أهله يعلمون مدى كراهيتها له ولكل الناس.
    فهي دائماً ما أن يشكره أحد أو يثني عليه أحد إلا وقالت له :
    أنت لا تعرفه بل هو عكس ما تقول وهو غير ذلك ، ولكنه صبر ما فيه الكفاية ،
    فذات مرة ذهبت لإحضار الحطب مع رفيقاتها من مكان بعيد عن خيامهم ،
    فرأوا مجموعة الطيور الجميلة والغريبة على الأرض ذات ريش ملون غاية في الجمال ،
    وتلك الطيور الجميلة واقفة تارة وتارة تمشي على الأرض ،
    ثم بعد ذلك طارت تلك الطيور وصعدت في كبد السماء حتى أختفت ،
    وعندما رجعت النساء إلى خيامهم تحدثوا بما رأوا من تلك الطيور العجيبة الغريبة لأهلهم ،

    وأخبرت تلك المرأة المتزوجة زوجها الرجل الصالح عن تلك الطيور ،
    فرد عليها زوجها الرجل الصالح قائلاً :
    هل رأيت ذلك الطير الواقف على يمين المجموعة فهو قائدهم ،
    وهو الذي طار أولاً ثم لحقت به بقية الطيور ، قالت :
    نعم إنه طائر جميل جداً بل أجملهم على الاطلاق ، فقال الرجل الصالح :
    ذاك هو أنا ، فقالت بامتعاض وتململ وتهكم :
    وأنا أقول لماذا كان طيرانه أعوج من الجميع ،
    فعلم زوجها الصالح ما تكنه له من كراهية وحقد أعمى,
    وعرف أنه قد وصل الأمر إلى نهايته ولم يبق له حيلة معها ،
    وفي اليوم قال لها : سوف أذهب معك اليوم لإحضار الحطب لإساعدك في عملك ،
    حتى يريها أنه من الصالحين لعلها تقتنع به وتحبه وتسمع لنصائحه ،

    فوافقت – لا لشيء إلا أنها تريده أن يصاب بشيء أو يحدث له مكروه ويموت ،
    فذهبا إلى جلب الحطب ولم يأخذ معه حبل لربط الحطب ،
    أو دابة لحمله إلى الخيام إلا الفأس فقط ،
    وعندما وصلا إلى مكان الحطب بدأ بقطع الحطب بالفأس ،
    رأت زوجته أن الفأس يقطع الحطب بسهولة تامة وسرعة كبيرة ، فلم تبد لذلك أي أهمية ،
    وبسرعة تحصلا على الكمية المطلوبة فجمعا الحطب وقالت له :
    كيف نربط الحطب بدون حبل؟
    فقال لها : انتظري لحظات حتى ظهرت أفاعي من جحورها وجاءت إليه مسرعة ،
    ففرحت زوجته طبعاً لأن الأفاعي سوف تلسعه وينتهي أمره ، وهذا حلمها – قد يتحقق ،

    ولكنها لم تهاجمه بل وقفت بقرب الحطب منتظرة أمره ،
    فأخذ الافاعي بيده وقام بربط الحطب بتلك الافاعي ، فلم تبد لذلك أي أهمية ، قالت زوجته :
    وكيف ننقل الحطب إلى الخيمة ؟
    فقال لها : انتظري لحظة ، حتى جاء أسد مسرعاً نحوه ،
    ففرحت زوجته بما أن الافاعي لم تلسعه وتقضي عليه,
    هاهو الأسد سوف يفترس وينتهي أمره إلى الأبد,
    فهذا أسد يخيف الجميع ويأكل الجميع ، ولكن الأسد وقف أما زوجها منتظراً أمره ،
    فقام زوجها برفع الحطب المربوط بالأفاعي ووضعه على ظهر الأسد ،
    ومع ذلك مازال لديها أمل في القضاء على زوجها الصالح ، ومع ذلك لم تبد لذلك أي أهمية ،
    فنادى الرجل الصالح زوجته بعد أن ركب على الأسد وقال لها :
    هيا اركبي ورائي على ظهر الأسد ولا تخافي ، فركبت وتحرك الأسد بهم ناحية الخيام ..

    فسار بهم زمناً وعندما اقتربوا من الخيام رأت طائر الحدأة يطير في السماء..
    فبدأت زوجته في الصراخ والعويل والندب الذي على ظهر الأسد ،
    فصار الرجل الصالح يهدئ من روعها ويطلب منها السكوت فلم تسكت تلك المرأة.
    وكانت تردد أن طائر الحدأة الذي يطير في السماء سوف يأكلها ، فقال لها زوجها :
    يا امرأة اتقي الله أنت قد سخر الله لك الافاعي لبرط حطبك الذي سوف تعيشين منه ،
    وسخر لك الأسد كي يساعدك في حمله إلى خيمتك ،
    وكل هذه الحيوانات مفترسة تأكل اللحم حتى وإن كان لحم آدمي ،
    فكيف يصل إليك هذا الطائر الضعيف ليأكلك وأنا معك وكذلك الأفاعي والأسد ،
    لماذا تفعلين بي هذا ؟ فقالت له : كل هذا سحر منك أيها الساحر البغيض القذر ،
    فقال لها زوجها الرجل الصالح : بل سخره لنا الله حتى يساعدنا في حياتنا ، فقالت له :
    أيها الساحر الكاذب تباً لك ولحياتك ولصلاحك ولسحرك ، فعرف أنها وصلت إلى نهاية المطاف ،

    فلا خير في حياتها مهما فعل لها ، فعندها قام الرجل برميها من على ظهر الأسد وقال للأسد:
    التهمها ولتكن وجبة لك فهذه المرأة ما هي إلا إمرأة سوء ، فهجم عليها الأسد والتهمها ولم يبق منها أي أثر .
    فهرع أهله يجرون إليه فقد سمعوا صراخ وعويل تلك المرأة فوجدوا أن الأسد قضى عليها ،
    فعرفوا أنه لم يقتلها هو بل الأسد ، وبعد أن انتهى الأسد من وليمته ذهب إلى المكان الذي جاء منه ،
    فرفعوا رؤوسهم إلى السماء فرأوا طائر الحدأة يجوب في السماء عالياً وحده ،
    فسألوا الرجل الصالح ماذا حدث ؟
    فقال لهم الرجل الصالح هذا البيت :-
    كيد النساء كيدين ومن كيدهم يا حزوني *** ركبتها فوق صيد قالت الحدا ياكلوني
    فعرف الناس القصة من هذا البيت ..؟

    معاني الكلمات :- كيدين : كيد كبير جداً ، يا حزوني : يا حزني العظيم ، الصيد : الأسد ،
    الحدا : طائر الحدأة ، ياكلوني : يأكلونني .
    انتهت القصة فهل من معتبر ..
    تحيات
    ماجد البلوي
يعمل...