الحرب الآسيوية على مواهب الصرافة تزداد شراسة
- جون بورتون من لندن - 01/10/1427هـ
منذ وقت مبكر من العام الحالي، بدأت الأحلام تراود العديد من مصرفييّ التجزئة العاملين لدى فرع بنك سيتي جروب في سنغافورة للتحول إلى مصرفيين خصوصيين, وذلك عن طريق قبول عروض الوظائف المقدمة من بنك يو بي إس UBS، أكبر مصرف لإدارة الثروات في العالم.
غير أن تحولهم إلى مجموعة الصيرفة السويسرية، بات يواجه العقبات جراء قرار بنك سيتي جروب مقاضاة موظفيه السابقين, في إجراء أثار الاستغراب في أوساط صناعة إدارة الثروة الآسيوية المزدهرة في الوقت الحاضر. إن الإجراء القانوني الذي يركز على مخالفات مزعومة لاتفاقيات سرية، يسلط الضوء أيضا على الحرب الشرسة بشكل متزايد لاستقطاب المصرفيين الآسيويين الموهوبين بين أكبر البنوك الخاصة في العالم.
وفي مايلي مزيداً من التفاصيل
منذ وقت مبكر من العام الحالي، بدأت الأحلام تراود العديد من مصرفييّ التجزئة العاملين لدى فرع بنك سيتي جروب في سنغافورة للتحول إلى مصرفيين خصوصيين, وذلك عن طريق قبول عروض الوظائف المقدمة من بنك يو بي إس UBS، أكبر مصرف لإدارة الثروات في العالم.
غير أن تحولهم إلى مجموعة الصيرفة السويسرية، بات يواجه العقبات جراء قرار بنك سيتي جروب بمقاضاة موظفيه السابقين, في إجراء أثار الاستغراب في أوساط صناعة إدارة الثروة الآسيوية المزدهرة في الوقت الحاضر.
إن الإجراء القانوني الذي يركز على مخالفات مزعومة لاتفاقيات السرية، يسلط الضوء أيضا على الحرب الشرسة بشكل متزايد لاستقطاب المصرفيين الآسيويين الموهوبين بين أكبر البنوك الخاصة في العالم.
وفي أحدث شهادة خطية مدعومة بالقسم، قدمت أمام محكمة سنغافورة العليا في الأسبوع الماضي، قال بنك سيتي جروب إن مدير فرع واستشاري استثمار سابق هو جوناثان سياه, بعث 149 مرفقة تحوي معلومات سرية إلى عنوان البريد الإلكتروني الخاص به في أيار (مايو) الماضي، إثر تلقيه إخطارا بالإقالة من وظيفته.
ويزعم بنك سيتي جروب أن هذه المعلومات تشمل تفاصيل حول عمليات صرافة التجزئة ذات الصفقات الضخمة في سنغافورة، التي تعرف بـ "سيتي جولد"، شاملة سجلات الأداء ونظام الحوافز لمديري علاقة العملاء التابعين له. وتشمل المعلومات المزعومة أيضا بيانات تتعلق بعملاء "سيتي جولد".
وفي شهادة موثقة قدمت في وقت أبكر قال سياه إنه بعث بهذه المعلومات إلى عنوان البريد الإلكتروني الخاص به, حتى يتسنى له متابعة العمل في المنزل وأنه لم يرسل هذه البيانات إلى أي طرف آخر.
وقال إنه أعاد الوثائق التي اعتبر بنك سيتي جروب وجودها بحوزته مخالفا لاتفاقية السرية.
ويقول آدم رحمان مدير شؤون الشركة لدى "سيتي جروب سنغافورة": خصوصية عميلنا، واحترام حق ملكيته أو المعلومات السرية تأتي على رأس أولوياتنا, وسوف نسعى دائما إلى حماية خصوصية مثل هذه المعلومات.
ونفى بنك سيتي جروب صحة بعض التعليمات التي أشارت إلى أن آخر إجراء قانوني اتخذه البنك, كان يهدف جزئيا إلى بعث رسالة إلى أولئك الموظفين الذين يدرسون إمكانية الانتقال إلى البنوك المنافسة.
غير أن خبراء الصناعة يعتقدون أن هذه الدعاوى القضائية لم تذهب سدى بالنسبة إلى عدد متزايد من البنوك الخاصة, التي تعتبر عمليات بنك سيتي جروب المتمركزة في آسيا مكانا مفضلاً لاصطياد العقول.
وفي ظل نقص المصرفيين الخصوصيين الآسيويين المتمرسين، تضطر المجموعات الدولية لنصب شبكة أوسع عن طريق استقطاب وتوظيف مصرفييّ الشركة ومصرفييّ التجزئة الكبرى، الذين يرغبون في تغيير حياتهم المهنية.
ويقول خبير صناعي يمارس نشاطه في هونج كونج: أهم عنصر في عملية التوظيف هو مقدرة المرشح للوظيفة في إقناع العملاء السابقين بالتحول إلى المتجر الجديد. ويواصل قائلا: بوسع كبار الموظفين في "سيتي جولد" تأسيس علاقات شخصية مع المهنيين الأثرياء. كما أن البنوك تحب أيضا حقيقة أن منفذي "سيتي جولد" غالبا لديهم مهارات بيع رفيعة للغاية.
ويقول بنك يو بي إس UBS إنه سينتظر نتيجة الدعوى القضائية قبل اتخاذ أي قرار بشأن عروض العمل المقدمة لموظفي بنك سيتي جروب السابقين, الذين يعتقد أنهم في إجازة مؤقتة.
ويعتقد بعض خبراء الصناعة أنه من خلال توظيف العاملين في أجزاء أخرى من القطاع المالي، فإن البنوك الخاصة تعرض نفسها إلى المخاطر بما في ذلك نقص ملموس في جودة الخدمات والمعايير الأخلاقية التي تحكم عملها.
والواقع أن كون العديد من هذه الإضافات الجديدة من الموظفين غير المتمرسين نسبيا، لا يساعد هؤلاء المصرفيين الذين يتطلعون إلى كسب رضا مخدميهم الجدد.
وتقول كريستين أونج رئيس قطر سنغافورة لإدارة الثروة لدى بنك يو بي إس، إن مجموعتها قادرة على حماية سمعتها عن طريق توفير تدريب فاعل داخل الشركة, حول طريقة خدمة احتياجات عملاء الصرافة الخاصة المحنكين.
وحذا بنك يو بي إس UBS أخيرا حذو بنك كريديه سويس المتضمن في سجلاته إطلاق "فرع إدارة الثروة" التابع له في سنغافورة.
ووفقا لأونج فإن بنك يو بي إس UBS يعترم استثمار "مبلغ مكون من رقمين من ملايين الدولارات"، على مرفقه الجديد الخاص بالتدريب، وهو إجراء يعزز عزم المجموعة على إنشاء بديل للمجموعة المحدودة العدد من المصرفيين الخصوصيين الآسيويين، الذين شهدوا زيادة حادة في رواتبهم ومكافآتهم المالية خلال الأعوام الأخيرة.
وتقول أونج "إذا اضطررنا إلى دفع أسعار سخية لاستقطاب مهارات جديدة، تخيل ما يجب علينا دفعه لكي نحافظ على موظفينا الموجودين حاليا". ويضيف "إن موظفينا يتم الاتصال عليهم يوميا من قبل صائدي العقول. ولكن بسبب البنية القوية والمتماسكة لأعمالنا، فإن الاستشاريين الذين يعتزمون المغادرة من غير المحتمل أن يقنعوا العملاء بالتحول إلى شركة أخرى".
وفي مسعى يهدف إلى منع تدفق محتمل للأصول إلى الخارج، فإن البنوك الخاصة أيضا تلزم موظفيها بالتوقيع على شروط إغراء صممت من أجل منع الموظفين السابقين, من الاتصال بعملائهم السابقين طوال فترة تمتد إلى عام من مغادرتهم.
غير أن المصرفيين المتمرسين من المحتمل أن يستفيدوا من علاقاتهم الطويلة مع العملاء، الذين ربما يميلون إلى استمرار علاقتهم مع هؤلاء الموظفين.
ويقول أحد صائدي العقول المتمركزين في هونج كونج "إذا بادر العميل بالاتصال فإن ذلك لا يعتبر إغراء"، مشيرا بذلك إلى حيلة قانونية يتم اللجوء إليها بشكل متزايد كنوع من الممارسة المقبولة في الصناعة.
وتقول أونج من بنك يو بي إس UBS "إذا كنت في الصناعة لمدة طويلة، فإن أفضل عملائك يصبحون أصدقاءك تقريبا".
وتستطرد قائلة "إذا اضطر العملاء إلى التحول إلى شركة أخرى، يصبح إيقافهم من التصرف المهني غير لائق إلى حد كبير، فمثلا لن يحدث أي تأخير من جانبنا في استجابتنا لأوامر نقل (تحويل حساب عميل ما إلى جهة أخرى)".
وتسعى بنوك مثل بنك يو بي إس UBS أيضا إلى إحداث ولاء عميل أكبر عن طريق التركيز على أهمية المؤسسة وعلاقتها التجارية.
وتقول أونج "في الوقت الذي نشجع فيه استشاريا ما على تطوير علاقة شخصية مع العملاء، فإن عملاءنا يدركون أن المنتج والخبرة، بدرجة ما، يأتيان من الشركة وليس من الفرد".
وتواصل "لدينا فريق عالمي يتولى مهمة تطوير نظرة شاملة للشركة, وبالتالي فإننا لا نعوّل بشكل مطلق على مدير العلاقة الفردية لتقديم رؤيته حول منتجات الاستثمار واتجاهات السوق".
ولكن ما زالت البنوك في الوقت الذي تعلق آمالها على "النظرة المؤسساتية" للعميل، ومن غير المحتمل أن نبدل الأساليب الأساسية والعميقة لأعمال تعتمد على الفردانية بدرجة كبيرة.
على سبيل المثال، سيواصل العديد من العملاء اتباع نصائح مستشاريهم، لأنهم ينفرون من فكرة تبادل تفاصيل حياتهم المهنية والخاصة مع مصرفي جديد.
وفي مسح حديث أجري بواسطة "بوسطن كونساتينج جروب" استشهد بقول أحد عملاء الصرافة الخاصة المقيمين في هونج كونج "سوف أذهب إلى أي مكان يذهب إليه مدير العلاقة الخاصة بي. وحتى الآن غيرت ثلاثة بنوك بسببه".ِ
المفضلات