( الحمد لله الحمد لله ) تتكرر مع كل أبره تفترس كتفها ..
تغمض عينيها .. وتكتفي بالحمد ...
يزول الالم ، فتعود ابتسامتها عذبه عذوبه صباحها المعطر بانفأسها ..
حضورها الطاغي .. ونبره صوتها الاخاّذه .. ومبادئها الساميه كل ذلك كان لها وحدها
لم يشاركها به احد
لم اجد من يشبهها بشيء ..
تمنيت ذلك لاجد بعض العزاء لفقدها ...
انطفأت بصمت حبيبتيها تساوى نهارها بليل مظلم حالك ومازال اللسان معطرا بالحمد ...
تتحسس باناملها وجوه الصغار تحتضن اجسادهم الغضّه ....
تمرر كفها على ملامحهم ميعاد .. عبدالرحمن .. رغد .. محمد .. شادن
تقبلهم بحنان تغالب دميعاتها .. ( تمنيت فقط ان اراكم )
تنظر ببصيرتها الى قلوبنا المثخنه جراحا .. تهمس مواسيه مذكره فيمتليء القلب بالله ايمانا
ولها حبا وعرفانا ...
في رمضان الماضي حذّرها الطبيب الصيام .. لم تستجب ، اشفقنا عليها
( لايكلف الله نفسا الا وسعها ) ابت وامضت رمضان بايمان وصيام وصلاه ...
في نهايه الشهر قالت ( مامر علي مثل رمضان هذا ) فكان درسا لنا وللطبيب
عيد الاضحى كان مختلفا .. باردا . . مملا .. خاليا من الاحباب
لكنّي عجبتُ حين قالت ( هذا احسن عيد )
فكانها تودع سنتها الاخيره بسعادتها .. وصبرها .. وتذهب راضيه مطمئنه تسبقها انفاسها
العبقه الزكيه .. ورضاها اللامتناهي مُبشره بالجنه ( من فقد حبيبتيه فصبر فله الجنه )
بهدوء .. بلا ضجيج .. كالملاك طهرا .. نقاء .. سمّوا .. ودعتنا
وكان اخر ماسمعته ممن تحب ( سوره البقره ) وكانها توصينا بها
ورذاذا باردا من ماء زمزم يعطر محياها .. خرجت من دنيانا تحفها رهبه الوداع وتشيعها هيبه
لازمتها فلا المرض نال منها ولا الموت سلبها ايّاها ....
هيبه تبعتها حتى رحلتها البرزخيه ....
بهدوء .... بلا ضجيج .. كالملاك .. ذهبت وتركت لنا ذكراها النقيه نقاء صدقها ....
وطيف من صورتها الوضاّءه المشعّه تفاؤلا وصدى من صوتها العذب ( الحمد لله الحمد لله )
اللهم اغفر لامي وادخلها فسيح جنّاتك
المفضلات