ولا يوم الطين..؟؟
ذكر المقريزي المؤرخ أن المعتمد آخر ملوك بني العباد في الأندلس كان متزوجاً من جارية اسمها (اعتماد ) وكان يحبها حباً جما ويعاملها برفق ولين ويحرص على ارضائها وتلبية جميع رغباتها.
وذات يوم أطلت من شرفة القصر فرأت القرويات يمشين في الطين فاشتهت أن تمشي هي أيضاً في الطين. وحدثت زوجها بذلك فخاف على قدميها أن يمسها الطين …
فألحت عليه فأمر الملك أن يؤتى بالمسك والعنبر وأنواع الطيب المختلفه فطحنت وصبت في صالة القصر، ثم أمر أن يأتوا بماء الورد ويصبوه على الطيب …
وعجنوه بالأيدي حتى اصبحت كالطين. وعندئذ جاءت اعتماد مع جواريها تتهادى بينهن فخاضت بقدميها في هذا الطين الذي بلغت أثمانه آلاف الدنانير، وحققت رغبتها ومشت في الطين.
وذات يوم سمعت من زوجها كلمه أغضبتها فنظرت اليه وقالت له : والله مارأيت منك خيراً قط … فقال لها المعتمد: ولا يوم الطين …؟
فاستحيت واعتذرت وهو مصداق قول نبينا عليه الصلاة والسلام في حق النساء (( لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط )) .
وأخذ القول مثلاً ( ولا يوم طين )
وهنالك أبيات تقول :
و لا يوم طينٍ يا رميكية الهوى
و قد كان طيني طينة الفخرِ والجودِ
و من يأمن الأنثى فيا شر يومه
كما فعلت أنثى بطينِ ابن عبووودي
وفي أول يوم عيد بسجنه بأغمات، بالمغرب، أفطر على تمرات وقد دخل عليه بنيه وبناته عليهن أطمار وأقدامهن حافية ,
فقال المعتمد بن عباد:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ********* فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة ************يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة *************** أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية ************* كأنها لم تطأ مسكاً و كافـورا
لا خـد إلا تشكى الجدب ظاهره ******** وليس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عـادت مساءته ******** فكان فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً *********** فردك الدهر منهيـاً ومأمورا
من بات بعـدك في ملك يُسَرُّ به ********** فإنما بات بالأحـلام مغرورا..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
المفضلات