ديننا الحنيف الذي ارتضاه ربنا لنا قد جعل معاملة المسلم لأخيه المسلم على ثلاثة مراتب:
مرتبة عليا ،
ومرتبة دونها -بيد أنها عليا أيضاً- نستطيع تسميتها مرتبة وسطى،
ومرتبة أخيرة لا يعذر أحد من أفراد المسلمين بتركها،بل يعاقب على عدم فعلها فهي واجبة على كل مسلم0
ومراتب معاملة المسلم للمسلم الثلاث هي :-
1-المرتبة العليا ((الإيثار))وهي أن يبذل المسلم لأخيه المسلم ما هو في أمس الحاجة إليه، وهي التي قال الله تعالى عنها في كتابه الحكيم(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)وقد ضرب الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين- أروع الصور في الإيثار-وأنوي بإذن الله- كتابة موضوع بعنوان / صور من إيثار الصحابة/ وذلك ليزداد الذين آمنوا إيماناً ،ويموت المنافقون بغيظهم، فمرتبة الإيثار مرتبة عظيمة .
2- المرتبة الثانية : الإحسان وهي أن يعطي المسلم أخاه المسلم الزائد عن ضرورياته فيحسن إليه بذلك،وهي مرتبة عظيمة أيضاً .
3-المرتبة الثالثة : والأخيرة والتي لا يعذر أحد بتركها ألا وهي ((((كف الأذى))فهي واجبة على كل مسلم تجاه أخيه المسلم ،وفي هذا يقول الرسول-صلى الله عليه وسلم- ( المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه )
فالمسلم مأمور بكف الأذى عن المسلمين ، تتجلى أهمية هذه المرتبة (كف الأذى)واضحة جلية في الحديث المروي عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عندما ذكروا له امرأة كانت تكثر الصلاة والصيام غير أنها كانت تؤذي جيرانها فقال الرسول صلوات ربي عليه : (هي في النار)
فهذه المرأة لم تكف أذاها عن جيرانها لم تحقق مرتبة كف الأذى
فحري بنا أن نخطط لتحقيق هذه المرتبة ، وتربية أنفسنا ومن حولنا على الاعتناء بتحقيق مرتبة (كف الأذى)
مستحضرين أوامر رسولنا الكريم الذي هم بإحراق قوم لايشهدون صلاة الجماعة ،غير أنه منع من أكل الثوم أو البصل من حضور المسجد حتى لايؤذي غيره من المسلمين بأذى الرائحة الكريهة فكيف بالله بما هو فوق أذى الرائحة ؟!!!!
بل المسلم مأمور بكف أذاه عن الحيوان فضلاً عن الإنسان فقد أخبر الصادق المصدوق أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض .
ولسان حال كثير من المسلمين اليوم : يا أخي لا أريد منك أن تؤثر أحد على نفسك ، ولا أريد منك أن تحسن إلى أحد ، كل ما أريده منك أن تكف أذاك عن الناس
فكف الأذى أدنى حقوق المسلم على المسلم ، فهل أعطيت من حولك أدنى حقوقهم عليك؟
المفضلات