بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – ( قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان , فتطعمه , وكانت تحت عبادة بن الصامت . فدخل عليها رسول الله عليه وسلم يوما , فأطعمته , ثم جعلت تفلي رأسه , فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم استيقظ وهو يضحك .
قالت : فقلت : ما يضحك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي , غزاة في سبيل الله , يركبون ثبج هذا البحر , ملوكا على الأسرة – أو قال مثل الملوك على الأسرة - شك إسحاق , هو ابن عبدالله بن أبي طلحة – قالت : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم . فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم وضع رأسه فنام . ثم استيقظ وهو يضحك قالت : قلت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله – كما قال في الأولى – قالت : فقلت : يا رسول الله , ادع الله أن يجعلني منهم . قال : أنت من الأولين . فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان , فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر , فهلكت . ) أخرجه البخاري ومسلم ومالك والترمذي و أبوداوود والنسائي , جامع الأصول , الجزء العاشر , ص 95- 98 .
التعليق
الخلاف الحقيقي بين المسلمين , فقهاء وعامة , حول المرأة , ليس بين الذين يعتقدون أن زي المرأة المسلمة يسمح بظهور الوجه و الكفين من جهة , وبين الذين يرون أن هذا الزي لا يسمح بظهور شيء , من جهة أخرى . لو كان الخلاف يقتصر على هذه الجزئية لهان الأمر , سواء أخذنا بهذا الرأي أو ذاك , خاصة أن الكتب الفقهية مليئة بما يساند أحد الموقفين , مع أغلبية واضحة لصالح الرأي الأول .
الخلاف الأساسي , المسكوت عن طبيعته , هو بين الذين يعتقدون أن النساء شقائق الرجال , لهن حقوق وعليهن واجبات , شأنهن شأن الرجال , وأن القوامة تكليف للرجل وليست حطا من قدر المرأة , من جانب . وبين الذين يرون أن النساء مخلوقات دون الرجال , ليس لهن من دور سوى الإنجاب , لا يجب أن يتحركن من دار الأب أو الزوج إلا إلى القبر ( ودفن البنات من المكرمات !) . وفي تراثنا بيت شائع , كثيرا ما يستشهد به المستشهدوت , يذهب إلى أنه ليس للمرأة من حق سوى أن تجعل الرجل ( ينام على جنابة ) !!
الذين يرون الرأي الأول يذهبون إلى أنه من حق المرأة أن تتعلم إلى أقصى درجات التعلم , وأن تمارس وجوه الإبداع الفكري والعلمي كافة , وان تكون عضوا فعالا في حياة المجتمع الثقافية والسياسية . أما الذين يرون الرأي الثاني - جماعة الجنابة !- فينزعون إلى أن يجرموا عقل المرأة من كل علم , وفكرها من كل ثقافة , وأن يشلوا كل ما منحها الله , سبحانه وتعالى , من طاقات وإمكانيات و مواهب , لتبقى تمارس دورا يتيما يبدأ بالجنس وينتهي بالجنس .
و الجدال بين الفريقين , بخلاف ما يتصور الكثيرون . ليس جدالا فقهيا بقدر ما هو نزاع نفسي / سياسي / اجتماعي / حضاري بين رجال يرون في الاعتراف بحقوق المرأة إثراء لرجولتهم , ورجال يروم في الاعتراف إلغاء لفحولتهم . ومثل هذا الخلاف لا ينتهي , ولا يمكن أن ينتهي , بمحاورات أو مناظرات .
النص الذي أوردته يبين بوضوح ما بعده وضوح , كيف نظر إمام الهدى ,عليه الصلاة والسلام , إلى دور المرأة في المجمع فرأي أنه يشمل الغزو في البحر مع الرجال , وأنا به , عليه السلام , من المقتدين , ولو رغمت أنوف !
معالي الدكتور / غازي بن عبدالرحمن القصيبي
________________________________________________
إخواني الاعزاء هذه المقالة قرأتها في أحد كتب معالي الدكتور / غازي القصيبي . وودت أن أضعها في المنتدى ليعلم الجميع أن الإسلام هو الدين الذي كرم المرأة وأعطاها حقوقها كاملة وحثها على العلم والعمل خلافا لما يدعيه عدد من الأشخاص .
وبالله التوفيق
مع التحية
المفضلات