سياحة في بيت عربي متهالك
بيت عربي من الخشب والطوب والاسمنت والحجر ..
بني كما تبنى الخيام وبيت الشعر.. ليس بقلعة ولا قصر مجرد حجر
في حجر ... متهالك !!!! .. متماسك !!!.... آيل للسقوط !!!
ولكن لماذا لم يسقط ؟ !!! هل هو حقا متماسك ؟!!!
هو الأثنين معاً متماسك وآيل للسقوط !!!
هذا ما عرفته لاحقا ...
في داخل البيت نساء كثر عشرة أو يزيد متناثرات في أطراف البيت في حضن كل واحدة منهن طفل نائم وفي الطرف الآخر عجوز خرفة مستلقية على جنبها تمسك بيدها وسادة تحلبها كما تحلب الماعز وتصيح لبن حليب... لبن حليب ...
ولا مجيب لها إلا صدى رواق البيت المتصدع .
وفي الركن الآخر كهل نائم ولكنه لايتنفس !!! طننته نائم لكنه صدره لايتحرك شهيقا وزفيرا.. أجزم إنه ميت لكنه مهملا كبقية أثاث البيت
وفي كل ركن من أركان البيت أما نائم أو نيام وفي كل حجرة نيام ...
فناديت يا أهل البيت هل من مجيب... ولامجيب
ناديت ضيف حل يا أهل البيت الا يوجد رجل يجيب... ولامجيب
ناديت يا أهل البيت أخ قريب ينادي هل من مجيب.... ولامجيب
ناديت موت قادم من بعيد ألا مجيب فأجابني صوت خافت من خلفي...
- تعال حللت أهلا ياموت..
تفضل هاهنا بجانبي أين أنت اسمع بك ولم أرك طال انتظاري لك يامنقذي لماذا كل هذا
الصدود وذهني لاينفك منك في شرود ...
فقلت من أنت ياشاحبة الوجه من أنت يامسكينة ؟!!!!
قالت سأخبرك ياموت .... فقلت لها أنا لست الموت ... ولكن هالني حال البيت
وأهل البيت فتذكرت الموت ..
قالت قم إذاً مت أو نم !!!
كالنيام يملئون الدار ولا...حياة ، نوم في نوم ، يأكلون لينامون ، ينامون لكي لايستيقظون ، وان ناموا نامت معهم شيمهم وقيمهم وحتى نخوتهم، إن نام الكبير استيقظ الصغير ليرضع وينام ، كتب علي لكي أعيش بين الشخير والنهيق ، حياة كلها زفير وشهيق ،
ياسيدتي ألايعملون !!! ألا يأكلون !!! ألا يستقبلون الضيوف !!!
بل يعملون ولكن عمل بلانفع ويأكلون لكن أكل بلانشاط ويستقبلون الضيوف بالوسائد والمفارش كبروا وهم نيام ، تزوجوا وهم نيام ، وانجبوا أطفال نيام
في هذا البيت لامكان للأحياء بين الأموات ...
- حدثيني فجري مافي ... فقاطعتني قول تفجري ولاتقل فجري فمثلي يتفجّر ولايفجِر
إذن تفجري
فنظرت إلي نظرة اليائس ونامت !!!
فنظرت إليها نظرت الشفقان و رحلت
وعندها عرفت أن البيت آيل للسقوط ولكن لايستطيع أن ينهض ليسقط !!!!
وأدركت جيداً أن البيت متماسك فسيتعاقب عليه جيل بعد جيل من النيام أبد الدهر تربطهم اواصر النوم وانعدام الشيم والقيم وسيظل البيت خامدا فلن ينهض يوما ليقع... مالم تنهضه تلك السيدة المريضة ولكن أين الطبيب !!!!
في حديثي مع السيدة حذفت أسطر من أجل حفظ الحقوق وسأزيد في كل اسبوع سطر !!!!
لاتقولون لماذا ....سر المهنة يتطلب حماية الحقوق كما يفعل المطربون ودعاة آخر زمان ...فمن غير الحقوق لانستطيع أن نأكل الخبز لكي ننام!!!!!
المفضلات