التدخين يضعف حاستي الشم والذوق والمخدرات تقلل من الشهية وتفقدك عادات النظام الغذائي السليم
د. خالد المدني *
إن تدخين السجائر وشرب الكحوليات وتعاطي المخدرات هي من السلوكيات المرضية التي غالباً ما تبدأ خلال مرحلة المراهقة.. وفي كثير من الحالات لا يقل تأثيرها على الحالة الغذائية ضرراً عن تأثيرها الخطير على الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية، ولهذه الأضرار نهانا عنها الله سبحانه وتعالى.
يعد تدخين السجائر من المخاطر الرئيسية على صحة الفرد، وتظهر آثارها السيئة مع مرور الوقت، نتائج تدخين السجائر يحتوي على (4000) مادة كيميائية مختلفة تشمل: الجذور الحرة والمواد المحدثة للتشوهات الجنينية والمواد المحدثة للسرطان.. فأسباب الوفاة التي لها علاقة بالتدخين تمثل (90%) في سرطان الرئة Lung Cancer، و(75%) من حالات التهاب القصبات الهوائية المزمن Chronic Bronchitis والنفاخ الرئوي Emphysema و(25%) من أمراض القلب الوعائي Cardiovascular، وحيث أن النكوتين يزيد من لزوجة الدم فتزيد حدوث جلطات بالدم أو حدوث سكتات بالقلب أو المخ كما تضيق الأوعية الدموية ويرتفع ضغط الدم مما يؤدي إلى انفجار في الشرايين وحدوث نزيف.
ويزيد التدخين من حدة النزلات الوافدة Influenza ويقلل من مناعة الجسم ضد الأمراض ويزيد من سرعة الاجهاد، ويمثل خطورة على الحامل والجنين.. كما يعمل التدخين على اضعاف حاستي التذوق والشم، ويزيد من الكمية التي يحتاجها الفرد من فيتامين ج © وذلك للمحافظة على مستوى المصل لهذا الفيتامين.. فإذا ما قورنت كمية أو مستوى المصل من فيتامين ج © عند شخصين، فسنجد ان مستواه في المصل لدى الشخص المدخن (الذي يدخن اكثر من 20سيجارة في اليوم) أقل بحوالي 25% عنه في الشخص غير المدخن.. والتأثير يكون أكثر في الأشخاص الذين يدخنون من 20- 40سيجارة في اليوم، إذ يؤدي تدخين السجائر إلى تقليل امتصاص فيتامين ج ©.
الكحول
أما تعاطي المشروبات الكحولية فإن له مضاره العديدة الجسمية والنفسية والصحية والأخلاقية فهو يؤدي إلى تلف الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة والتي تقوم بامتصاص العناصر الغذائية مما يعيق امتصاص الفيتامينات وخصوصاً فيتامين (ب1)، (ب6)، النياسين، حمض البانتوتينيك، حمض الفوليك، فيتامين (أ)، (د)، (ك)، (ه).. بالإضافة إلى بعض العناصر المعدنية مثل السيلينيم.. كما يؤدي إلى تليف والتهاب الكبد مما يعيق وظائفه في التخلص من السموم وفي عمليات هضم الطعام والتهاب غدة البنكرياس مما يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي لبعض الأغذية.. كما يؤدي إلى تقرح المعدة، وضعف العضلات، وازدياد خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية، وفقدان بعض العناصر الغذائية نتيجة الغثيان والتقيؤ والاسهال وانخفاض مقاومة الجسم للأمراض المعدية بالإضافة إلى أن المشروبات الكحولية تحل محل الغذاء الجيد لدى المدمنين على تعاطيها، وتمنحه كمية من السعرات الحرارية ليس لها قيمة غذائية.. والمعروف ان قلة امتصاص العناصر الغذائية مع الاضرار الأخرى للكحول يؤدي إلى زيادة حدوث بعض أنواع السرطان.
المخدرات
أما تعاطي المخدرات فهو آفة الآفات، بسبب ما تحدثه من آثار سيئة على الصحة عموماً وعلى تدهور الحالة الغذائية للفرد، حيث يعيش المدمن حياة غير منتظمة، وبالتالي يفقد عادات النظام الغذائي السليم، تنعدم لديه الشهية، ويصاب بعدم الاتزان، مما يؤثر على وضعه الغذائي.. كما تسبب المخدرات التهابات بالأنف والفم والحلق مع عسر في الهضم، وحموضة وفقدان للعناصر الغذائية نتيجة الغثيان والقيء والاسهال.. كما أن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن قد تؤدي إلى الاصابة بأمراض معدية خطيرة على صحة وحياة المدمن مثل التهاب الكبد الوبائي النوع (ب)، (ج) كذلك مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز).. ولابد من الإشارة إلى الآثار السيئة الناجمة عن تعاطي الأدوية المهدئة دون وصفة الطبيب..أو تعاطي الأدوية التي تعمل على فقدان الشهية، والتي قد يكون لها تأثير ادماني.. والمخدرات لا تؤثر سلبياً فقط على حالة الجسم، بل ايضاً على السلوك الفردي.. فالمتعاطي دائماً ما يكون غير مستقر عائلياً فيفقد اصدقاءه ويسيء معاملة الأطفال وينتهك طفولتهم Child Abuse ويتغيب عن المدرسة أو العمل أو ممارسة الرياضة البدنية.
أما بالنسبة للحامل التي تتعاطى الكحول أو المخدرات فبالاضافة الى الاضرار السابقة الذكر فإنها تعرض جنينها الى احداث تلف في المخ، وقلة النمو، والتخلف العقلي، او الوفاة قبل او بعد الولادة مباشرة.. واذا لم يتوفى تظهر عليه اعراض الادمان.. لذا يجب على الوالدين وجميع افراد الاسرة ان يكونوا على وعي وادراك بما يجري حولهم، وتوجيه الابن والابنة التوجيه السليم، وتكوين علاقة صداقة ما بين الوالدين والابناء حتى يجنبوهم الوقوع في مختلف المشكلات.
وتؤكد معظم مراكز العلاج على أهمية تنمية الثقافة الغذائية للمرضى وعلى أهمية تنظيم مواعيد الطعام مع التوصية بوجبات غذائية منخفضة الدهون ومعتدلة في كمية البروتينات، ولكنها عالية في الكربوهيدرات المركبة مع اعطاء المريض كمية كبيرة من عصائر الفاكهة خلال مرحلة ازالة سمية المواد المخدرة من الجسم Detoxification وعندما يعاني المريض من انخفاض في الوزن يضاف إلى طعامه الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية والفيتامينات والمعادن مثل الفاكهة المجففة مع البقوليات والحبوب المدعمة بالفيتامينات والمعادن.
*استشاري التغذية
المفضلات