[COLOR="Navy"]سم الله الرحمن الرحيم
إخواني أعضاء منتدى بلي الرسمي حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام اكتب هذا الموضوع المهم وقد ترددت بالكتابة فيه لان بعض الزملاء
قد كتبوا في هذا الموضوع، ولكن كما يقاللكل شيخ طريقته )وسميته الضيف المنسي
على غرار مقالي السابق (الضيفة المنسية )عن الأخت ،واقصد بالضيف المنسي
ان الرجل الكبير هو مثل الضيف مهما بقي عندك لا بد ان يرحل (والأعمار بيد الله )
قال الله تعالى ( { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }
وكما قيل:إن لكل بداية نهاية ولكل قوة ضعفاً ولكل حياة موتاً
من هذا المنطلق ان كل فرد فينا لابد ان طال به العمر ان شاء الله
لابد ان يصل إلى مرحلة الكبر في السن ،بفضل الله ثم المعيشة والتحسن بالرعاية الصحية ،
وفي مجتمعنا مازال الكبار في السن يلعبون دورا كبيرا في الحياة الأسرية،
ولكن للأسف ان هناك قلة في المجتمع لأيبالون في وجود الكبير سواء كان أبا أو جدا
اواخا أوغيرة ،
ربما يأتون له بالخادم والممرضة ولا يسألون عنه ،ويضعونه في ملحق اوفوق سطح المنزل ،
يتمنى الموت في كل ساعة على ان يبقى في هذه العيشة المذلة ،
وعلى النقيض هناك فئة أخرى نسأل الله ان يكثر من أمثالهم تجد الكبير في السن في
عيشه هنيه رضيه ،
ان الكبار في السن أصحاب فضل يستحقون أن ننزلهم منازلهم، ونعرف لهم حقهم
ومكانتهم
وإجلالهم واحترامهم؟ ثم نعرف المعاملة الحسنة على نفوسهم وعلى الفرد والمجتمع
نجده في حديث الرسول صلى الله عليه وسلمليس منا من لم يوقر
الكبير ويرحم الصغير) رواه أحمد
والترمذي وابن حبان،
وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) رواه الإمام أحمد. وفي رواية (ولم يعرف شرف كبيرنا) رواه الترمذي. من هذه الأحاديث النبوية الشريفة نرى أن الإسلام أوجب على إتباعه احترام الأكبر سنا والأرفع منزلة، ففي الحديث المتفق عليه (كبِّر كبِّر) تأكيد على احترام الكبير. ولقد حضر مجلسه صلى الله عليه وسلم إخوة وتكلم أصغرهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (كبروا كبروا) رواه البخاري ومسلم، أي دعوا الأكبر يتكلم، ولذا هدف الإسلام إلى حماية النظام الاجتماعي والمحافظة على سلامة البنيان من التصدع ومن الفوضى إذا ما أهمل الصغير حق من هو اكبر منه.
حقه )رواة أحمد
وفي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام (ما أكرم شاب شيخا إلا قيض الله له من يكرمه عند كبر سنه ) رواه الترمذي، بل إنه صلى
الله عليه وسلم: أمرنا أن ننزل الناس منازلهم فقال: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه أبو داود والحاكم.
إن احترام الكبير والأرفع منزلة من سمات المؤمنين الصادقين، فأنت لا ترى المؤمن إلا رؤوفا رحيما، ينبض قلبه بالرأفة والرحمة وتفيض مشاعره بالعطف والشفقة، ولقد ضرب خلفاء المسلمين وعلماؤهم أمثلة رائدة في هذا المجال رغم علو مكانتهم وهم صفوة القوم وسادتهم. فهذا الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.. يراعي المراتب فكان ينزل درجة من درجات المنبر بعد أبي بكر.. رضي الله عنه، لأنه يرى أن الخليفة الأول أحق منه بالعلو والرفعة حتى بعد وفاته. وهذا رابع الخلفاء الراشدين الإمام علي كرم الله وجهه يقول: >زن الرجال بموازينهم<، أما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فتصف لنا سيرة الإمامين الراشدين عمر وعثمان رضي الله عنهما أنهما كانا إذا لقيا العباس رضي الله عنه نزلا إعظاما له إذا كانا راكبين. وإن احترام الكبير وتوقيره يدل على رجاحة العقل ودلالة على قوة وتماسك المجتمع وعلى سعادته، قال عبد الملك بن مروان: أربعة لا يستحيى من خدمتهم، الإمام والعالم والوالد، والضيف، وروى التاريخ أن الناس عندما حضروا لتعزية سفيان الثوري بأخيه كان فيمن حضر أبو حنيفة، فقام إليه سفيان وأكرمه وأجلسه مكانه وجلس بين يديه، ولما انفض المجلس قال أصحاب سفيان له: رأيناك فعلت شيئا عجيبا مع هذا الرجل، فقال: هذا رجل من العلم بمكان، فإن لم أقم لعلمه قمت
لسنه، وإن لم أقم لسنه قمت لفقهه، وإن لم أقم لفقهه قمت لورعه.
وهناك آداب وفنون للتعامل مع كبير السن يجب مراعاتها، لأنه يكون
حساس في كل شيء،
وانأ شخصيا أشاهد هذا الموضوع مع جدي أطال الله عمرة ،فنون التعامل مع كبار السن
:أـ إيجابيات وآداب في التعامل مع كبار السن :
1ـ مراعاة واعتبار رأيهم إن كانوا أولياء ثم إنهم أخبر والحياة سبكتهم.
2ـ طاعتهم فيما يأمرون به ويطلبونه وعدم التضجر منهم .
3ـ الإجابة على استفساراتهم وإن كانت مزعجة ومكررة .
4ـ إشعارهم أن لهم منزلة رفيعة عـنـدنا وذلك بإضـافة بعض الألقاب مـثل يا عم/يا والد وكذلك بتقبيل رأسـهم والإفـساح لهم فـي المجلـس والبـداءة بهم وتقديمهم في كل الأمور وكل ذلك له أصل شرعي .
5ـ مشاورتهم في الأمور المناسبة .
6ـ إحسان الأدب والتزام الحكمة خاصة عند الأمر بالمعروف والنهي عـن المنكـر ومـن الشـواهـد عـلى هـذا الأدب قصـة الحسن والحسين عندما رأيا رجـل كـبير الـسن لا يحـسن الـوضوء فقـالا له: نريد أن نتوضأ عندك لكي تخبرنـا من أحـسن وضوء مـن الآخـر فتوضئا عنـده فقـال كلاكمـا أحسنتما الوضـوء وأحسنتما الأدب .
7ـ عدم تذمر وانتقادا ما اعتاد عليه من تقاليده التي لا تخالف الشرع.
8ـ الـسـعـي فـي حـاجـاتـهـم .
9ـ الـهـديـة والابـتـسـامــة.
10ـ لا تحرجهم في الأمور التي لا يعرفونها مثل القراءة والكتابة والحاسب وغيرها.
11ـ إعطائه الجو الذي يرتاح به وهو الهدوء غالباً.
12ـ تدليكهم وتهمزيهم والمزاح معهم بلطف.
13ـ تعليمهم القرآن إن كانوا لا يعرفون.
14ـ طـلـب الـدعـاء مـنهـم .
15ـ فسح المجال لهم لإبداء القصص المباحة .
16ـ زيارتهم والسؤال عنهم . ب
ـ سلبيات وأخطاء في التعامل مع كبار السن /
1ـ الخوض في أعراضهم خاصة أن كان أباً.
2ـ التـضايـق مـن وجـودهـم .
3ـ تعطيلهم وجعلهم شريحة لا يستفاد منها في المجتمع .
4ـ عمل ما ينكرونه من الدين وإن كان مشروعاً (( حدث الناس بما يعقلون )).
5ـ عـدم الصبـر علـيهـم .
6ـ إيجاد الفاصل بين كبار السن وصغار السن ونسيان أنهما طبقتين يكمل بعضها الآخر[/
COLOR]صون الكرامة :
من أهم المبادئ في التعامل مع الكبير في السن هو الحفاظ على كرامة المسن وعدم الوصاية عليه كي يحافظ على احترامه لذاته. إن من يعامل الكبير في السن كالطفل عليه ألاّ يتعجب عندما يتصرف المسن بشكل طفولي أيضاً.
المحافظة على الاستقلالية: ينبغي تشجيع المسن على الاستقلالية وجعله يقوم بأموره الشخصية وينظم أموره بالطريقة التي يرغبها وتشجيعه على الإسهام بمساعدة الأسرة بشكل يتناسب مع وضعه الصحي. إن رفض أي مساعدة أو عمل يريد المسن القيام به بحجة الحفاظ على صحته يجعل إحساس المسن بالعزلة وعدم القيمة يزداد. فلابد من تشجيعهم على القيام بالأمور التي يستطيعون القيام بها بما يتناسب مع وضعهم الصحي والاعتراف بالجميل والفضل لمساعدتهم ولو كانت بسيطة.
الصبر: يغلب أن يعارض الكبار في السن الآخرين في الرأي ويتدخلون في الأمور الشخصية وقد يرتكبون بعض الأخطاء. فلا بدا هنا من إبداء الصبر والتفهم والاحترام لآرائهم وعدم إبداء التذمر مما يطرحونه.
المناقشة الصريحة: وتعني المناقشة الصريحة شرح الموقف للمسن بوضوح مع مراعاة موقفه والبحث عن الحلول الوسط التي تجعل من الحياة المشتركة ممكنة.
التشجيع والدعم: تشجيع المسن على الحفاظ على علاقاته الاجتماعية وتنميتها. فمن الثابت اليوم أن بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية في وقت مبكر والحفاظ عليها ورعايتها يسهم بمقدار كبير في خفض حدة المشكلات النفسية والجسدية في مرحلة الكبر.
ولابد دائما من تذكر أن صغار اليوم هم كبار المستقبل، فعامل الكبير في السن كما تحب أن يعاملك أولادك
في المستقبل.
وينبغي أن يعلم كما أن الرجل يوقر الكبير من الرجال، فكذلك المرأة توقر الكبيرة من النساء، فالابن يوقر أجداده ووالديه وجاره وصديقه وكل كبير.. وكذلك المرأة توقر والديها وجدها وجدتها وكل امرأة عجوز، وهذا التوقير مطلوب من الجميع بلا استثناء حيث جاء لفظ الحديث عاماً: >ليس منا من لم يوقر الكبير..<. كما أن معاملة الآسن بالتوقير والرحمة مبدأ يشمل كل فرد ولو كان غير مسلم مادام هو مواطن في المجتمع، ألا ترى عمر رضي الله عنه كيف احترم الذمي العجـــــوز وقال له حين رآه بتسول ما أنصفناك، أخذناها منك في الصغر ــ أي الجزية - ثم ضيعناك في الكبر، ثم أمر له بعطاء من بيت مال المسلمين. كما أن في قصة أبي قحافة والد أبي بكر يوم الفتح دلالة على ما ذكرنا، فهذا رجل عجوز قام من بيته في مكة وحضر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فقال عليه الصلاة والسلام عندما رأى سنه المتقدم: >لو أعلمتموني به لذهبت إليه إنا ولم نكلفه المجيء< أو كما قال عليه الصلاة والسلام. كما أنه بالتأمل في الحديث الشريف: >ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير< نرى أن كل واحد في المجتمع يأخذ ويعطي، فهو يأخذ الرحمة من الأكبر منه سناً، ثم يعطيه التوقير والاحترام، وهكذا يجب أن ينظر أحدنا إلى ما يعطي لا إلى ما يؤخذ منه، وكما تدين تدان. ولتوقير الكبير صور كثيرة منها التواضع
له، ومخاطبته بألين الكلام، وتحمله والصبر عليه إن بدا منه أذى، ثم مساعدته ومعاونته وإسداء المعروف إليه
كما أن معاملة الآسن بالتوقير والرحمة مبدأ يشمل كل فرد ولو كان غير مسلم مادام هو مواطن في المجتمع، ألا ترى عمر رضي الله عنه كيف احترم الذمي العجـــــوز وقال له
حين رآه بتسول ما أنصفناك، أخذناها منك في الصغر ــ أي الجزية - ثم ضيعناك في الكبر، ثم أمر بعطاء
من بيت مال المسلمين. كما أن في قصة أبي قحافة والد أبي بكر يوم الفتح دلالة على ما ذكرنا، فهذا
رجل عجوز قام من بيته في مكة وحضر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فقال عليه الصلاة
ة والسلام عندما رأى سنه المتقدم: >لو أعلمتموني به لذهبت إليه إنا ولم نكلفه المجيء< أو كما قال عليه
الصلاة والسلام. كما أنه بالتأمل في الحديث الشريف: >ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم
الصغير< نرى أن كل واحد في المجتمع يأخذ ويعطي، فهو يأخذ الرحمة من الأكبر منه سناً، ثم يعطيه
التوقير والاحترام، وهكذا يجب أن ينظر أحدنا إلى ما يعطي لا إلى ما يؤخذ منه، وكما تدين تدان.
ولتوقير الكبير صور كثيرة منه التواضع له، ومخاطبته بألين الكلام، وتحمله والصبر عليه
إن بدا منه أذى، ثم مساعدته ومعاونته وإسداء المعروف إليه.
نسأل الله تعالى أن يعرفنا قدر الكبير وأن يعيننا على معاملته بالتقدير والاحترام والتوقير،
إنه سميع مجيب.
آسف على الإطالة ،والموضوع قابل للنقاش مع الزملاء واثراء الموضوع ،
والله من وراء القصد ،وهو الهادي إلى سواء السبيل .
اخوكم :أبو سلمان .
المفضلات