صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 10

الموضوع: هل نحتفل بآلام الطفولة؟

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    30 - 10 - 2005
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    1,571
    معدل تقييم المستوى
    697

    افتراضي هل نحتفل بآلام الطفولة؟

    هل نحتفل بآلام الطفولة ؟
    نشرت"الوطن" يوم الثلاثاء 22 نوفمبر، أي بعد يومين من احتفال العالم باليوم العالمي للطفولة، قضية الطفلة الضحية (رهف) ذات السنوات الست، التي تعرضت لأحد أعنف أشكال التعذيب الجسدي والنفسي. هذه القضية تحتاج منّا إلى وقفة متأنية متأملة، ففي العالم المتحضر اليوم حرصٌ على صيانة حقوق الإنسان/الطفل منذ ولادته؛ إذ إن الطفولة السويّة أساس بناء الشعوب السويّة.
    الطفلة رهف ليست الوحيدة بالتأكيد التي تتعرضّ للتعذيب الجسدي، فالعنف الجسدي والنفسي ما زال يحدث باستمرار من خلال ما نشاهده كل يوم في مدارسنا الحكومية رغم كل القرارات الوزارية لمنعه وتحجيمه أو الحد منه كظاهرة على الأقل. إذن ما الذي يحدث؟
    قبل هذه الحادثة بمدة ليست بطويلة روى لي أحد الأصدقاء قصة موغلة في الألم مشابهة لهذه القصة، بطلتها زوجة الأب أيضاً، استمرت أحداثها أكثر من عشرين عاماً دون علم أحد. فالطفلة رهف رغم سوء طالعها، إلا أنها أوفر حظاً من غيرها بسبب إنسانية معلماتها أولاً ثم تناول الصحافة لقضيتها كقضية اجتماعية هامة، وتفاعل شرائح المجتمع وبعض مؤسسات الدولة معها تفاعلاً كبيراً.
    البريئة رهف وقعت ضحية أعمال عنف لا تمت للإنسانية بصلة قامت بها زوجة (أبيها) التي تعمل معلمة ومديرة مدرسة سابقة، بالإضافة إلى عملها في لجنة "إصلاح ذات البين"، رغم أن بعض المسؤولين سارع إلى نفي كونها "عضوة" والتأكيد على أنها "متعاونة" مُعارة للعمل في اللجنة من قِبل وزارة التربية والتعليم، وكأن هذا هو أساس المشكلة! هذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على إيمان مجتمعنا السعودي عامة بأوهام الطُّهر والفضيلة المطلقة وتوخيها دائماً... نأمل أن توقظ مثل هذه الحادثة مجتمعنا الحالم.
    في مجتمعنا يختلط الحابل بالنابل، فبعض الذين يتخذون من مناصبهم ومهامهم مصلحة ذاتية أو وجاهة اجتماعية كحال (مُصلحة ذات البين) التي كانت فعلتها تلك تعبيراً عن اغتيال الطفولة. وليس الأمر ببعيد عن جمعية "حقوق الإنسان" التي تفاعلت مشكورة مع القضية، والتي سبق أن صرّح بعض المنتسبين إليها بمشروعية إظهار الفرح عند حدوث الكوارث لغير المسلمين،كالذي أحدثه إعصار (كاترينا) المدمر في الولايات المتحدة!
    بلا شك هناك خلل ثقافي جعلنا نعيش أحلاماً وردية تتمثل بـ"المثالية" الوهمية السائدة في مجتمعنا التي رسّخت مفهوم أفضليتنا اللانهائية بالنسبة لشعوب العالم؛ وبالتالي فإن الأحداث والظواهر السيئة التي تحدث في مجتمعنا تكون قابلة للنبذ والرفض تلقائياً بحجة أن مثل تلك الشرور دخيلة على مجتمعنا الذي ليس فيه سوى عمل الخير!
    اليوم لا يمكن لنا أن ندّعي الأفضلية ونصنع منها شمّاعة نعلق عليها أخطاءنا ونتهرّب من الواقع والوقائع، إذ من الأفضل لنا إضاءة شمعة بدل شتم الظلام! فاختزال الواقع والخلل الثقافي بالقول إنه (أحداث فردية) لم يعد مجدياً، لا لسبب سوى أننا جزء مهم من هذا العالم، وأن الكثير من الأضواء مسلطة على ما يجري في مجتمعنا أكثر من أي بلد آخر، ثم إننا-وهذا المهم- بحاجة ملحة إلى إصلاح أنفسنا ومجتمعنا.
    في ثقافتنا العربية تبقى صورة زوجة الأب كشبح يطارد الأطفال المحرومين من أمهاتهم الذين غالباً ما يرتبط حرمانهم بوجود آباء غير عابئين بتربية وحماية أطفالهم. لكننا اليوم لم نعد خارج هذا العالم، فقد انضممنا لاتفاقية "حقوق الطفل" المؤرخة في (20 نوفمبر) 1989 التي وقعت عليها المملكة في 1996 ومما جاء فيها: "تضمن الدول الأعضاء عدم فصل الطفل عن والديه على كره منهما إلا عندما تقرر السلطات المختصة، رهناً بإجراء إعادة نظر قضائية، وفقا للقوانين والإجراءات المعمول بها، إن هذا الفصل ضروري لصون مصالح الطفل الفضلى. وقد يلزم مثل هذا القرار في حالة معينة مثل حالة إساءة الوالدين معاملة الطفل أو إهمالهما له، أو عندما يعيش الوالدان منفصلين ويتعين اتخاذ قرار بشأن محل إقامة الطفل" (الفقرة1 من المادة 9).
    الطفلة رهف هي ضحية لعوامل اجتماعية كثيرة، أهمها انفصال والديها، حتى أصبحت ضحية عنف أُسري شديد تمثّل بقسوة زوجة أبيها (التربوية) البعيدة عن أدنى درجات الإنسانية في التعامل مع تلك الطفلة البريئة، إذ يبدو أنه لا سبب حقيقياً لدى تلك السيدة سوى أن الطفلة ابنة ضرتها السابقة! أما الأب الذي نفى علمه بما حدث لابنته في البداية، ثم هدد لاحقاً بإقامة شكوى ضد الصحافة بدعوى التشهير بابنته وضد المدرسة التي نقلت ابنته إلى المستشفى دون إبلاغه! فأظن أنه غير بريء من الاشتراك في هذا الذنب الكبير؛ لعدم تقديمه الحماية الكافية لابنته، ولا سيّما ما ذُكر من أنه تنازل عن حقه الخاص تجاه زوجته في هذه القضية. ولكن ثمة تساؤل: كيف يتنازل عن حق ليس له؟! إذ إن الحق فقط للطفلة المعتدى عليها (رهف) التي من المفترض أن يكفل لها القضاء أو النظام الحصول على حقها الخاص كاملاً، خصوصاً أن اتفاقية "حقوق الطفل" الدولية تنص على أنه "لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته"، وأنّ " للطفل حق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس". (الفقرة 1،2 من المادة16). فالمفترض أيضاً أن يكون الأب وزوجته في دائرة الاتهام (والمتهم بريء حتى تثبت إدانته)؛ حيث إن الطفلة تعرضت لعنف بل إرهاب أُسري مستمر، إذ لم يكن الأب حامياً لطفلته من اعتداء زوجته الوحشي عليها، ومن المهم أن تُبعد عن البيئة التي أوذيت فيها، فبحسب الحقوق العالمية للطفل يجب "ألاّ يُعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"، و "ألاّ يُحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية"، وأن "يكون لكل طفل الحق في الحصول بسرعة على مساعدة قانونية وغيرها من المساعدة المناسبة، فضلا عن الحق في الطعن في شرعية حرمانه من الحرية أمام محكمة أو سلطة مختصة مستقلة ومحايدة أخرى، وفي أن يجري البت بسرعة في أي إجراء من هذا القبيل". (الفقرة أ، ب، د، من المادة 37). ما زالت حقوق الطفولة تنتهك في هذا العالم الذي نحن جزء منه، ولكن وجود القوانين الخاصة بحماية الإنسان عامةً-والطفل خاصةً- من شأنها الحد من ظاهرة العنف الجسدي والإيذاء النفسي.

    ماذكر أعلاه: مقال للكاتب بجريدة الوطن السعوديه لهذا اليوم الجمعة
    30شوانقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي426هـ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي6
    سعود خليف العصباني البلوي
    skab@alwatan.com.sa

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية عادل مساعد العبيلي
    تاريخ التسجيل
    26 - 6 - 2005
    الدولة
    عرعر
    المشاركات
    1,730
    معدل تقييم المستوى
    710

    افتراضي

    لايجب أن نحتفل في أي سبب من الاسباب لانها تؤدي الى أمور الله أعلم بها

    ولكن نجعل نعالج هذه الظاهرة ولانحتفل بها
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مدح الفتى نفسه يجيب المناقيد = يسكت وتالي كل شئ يبيني
    ماكل من يرمي الهدف قال باصيد = أولا كل رجال باللوازم يبيني

  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    30 - 10 - 2005
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    1,571
    معدل تقييم المستوى
    697

    افتراضي

    شكرا على مرورك أخي عادل

    أما السؤال..هل نحتفل...

    فأضنه سؤال انكاري ليس المقصود به الاحتفال حقيقة..

    وانا مجرد نشر لصاحب المقال(سعود البلوي) طبعا بعد الاذن منه..

    أما مايتعلق بمحتواه فكل ذلك لدى كاتبه كما هو موضح الايميل...أو موقع الجريده على النت..

    شكرا على مرورك وتعليقك..

  4. #4
    عضو جديد الصورة الرمزية عبدالله بن مساوي
    تاريخ التسجيل
    5 - 5 - 2004
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,648
    معدل تقييم المستوى
    753

    افتراضي

    النبع الخالد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مشكور على هذا النقل الجميل لكاتب مميز كم نحن بحاجته في المنتدى وبحاجه لابداعه واطروحاته لعلك تكون سبب في ذلك ابو سعد

    اما موضوع الاحتفال بالطفوله فاعتقد ان العولمه قادمه للاسف ويمكن يجي يوم يكون من اعيادنا ( الله لا يجيبه )

    لكن والله الاطفال يستاهلون ان الواحد يحتفل بهم زهور الجنه والحياة بدونهم ولا شي

    لكن بظوابط ممكن نحتفل في هذا اليوم
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن مساوي ; 12-03-2005 الساعة 12:29 AM
    عبدالله بن مساوي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    30 - 10 - 2005
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    1,571
    معدل تقييم المستوى
    697

    افتراضي

    الاخ ابوفراس

    شاكرا لك مرورك

    يوم الطفوله ليس احتفالا من وجهة نظري

    مثله مثل اسبوع المرور_أو يوم الايدز_......الخ..

    هو تذكير فقط بحقوق الطفل

    أما من ناحيه الاخ ابو أسيل..سوف اعرض عليه ذلك لعل لديه الوقت لمشاركتنا

    والسلام عليكم

  6. #6
    عضو جديد الصورة الرمزية معيض ابراهيم الرموثي
    تاريخ التسجيل
    27 - 5 - 2003
    المشاركات
    4,525
    معدل تقييم المستوى
    789

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لاشك ان الكاتب سعود خليف البلوي ناقش في عموده مشكلة حدثت بالقريب وتداولتها

    الصحف بشكل يومي ركز من خلال بحثه ما يواجه اطفال اليوم من اساليب التعذيب

    وضرب مثالا على ذلك بالطفله ( رهف ) احد ضحايا العنف ..........

    بكل تاكيد موضوع مميز وبحث راقي من قلم موهوب خصصت له ( الوطن ) عمودا

    للابحار في الفضاء الواسع ..........

    شكراااسعود

    شكرا زميلنا الرائع النبع الخالد ...

    والسلام

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا