هذا المقال لم اكتبه ليطربك ويشجيك ويحملك على أجنحة الأحلام ويهيم بك مع الأطياف السحرية ، ولن تتنسم منه عبير الغزال أو تتفيأ فيه ظلال السكينة ، ولكنك ستشم منه رائحة الكبد المحترقة ، وأجساد الأطفال المبعثرة ، وستنكشف لك حقيقة مدوية تتجرع من خلالها مرارة الذكرى القريبة النابعة من أرض الشام الطاهرة .
من المـاضي :
لا طفل ولا طفلة لا مسن ولا مسنة لا شاب ولا شابة إلا وأُنتهك برصاصة ظلم بشار الغدار ، قاتلَ الأمل وزرع الألم ، نبح وقسم بأن يغتال وينتهك الأطفال وأعراض الأحرار ويشرد جميع الثوار . حتى شاهدنا صمودهم ، وعايشنا نزف عزائمهم ، وسمعنا صوت ذلك الشيخ الكبير وهو يبكي بحرقة - وشاهدنا وشاهدنا وشاهدنا - ويا ليتنا لم نشاهدهم ولم نسمع لأنينهم ؛ لأننا نعلم جيداً بأننا أمة افتلتت عزائمها ، واغتصبت أفكارها ، وقمعت آرائها . وصرنا على ما صرنا عليه من البرود والصمت الغـريب .
اكتب مقالي هذا وأنا في عــوامة من برود القادة ،وغياب إعلاء كلمة الجــهاد ، والحماسة المتأججة - بين الحـاكم والمفتي والشعب - .
امـــاآآل تناجـي :
صرخت وصحوت وبي فزع وإرتجاف وحمَّى حلمت بوردة تشق الظلام هنا تحت رأسي وتنمو بسرعة وتَكبر ليزول ظلم الطاغية بشار ، مرحى لنا يوم نحرر سوريا ، يوم لا يصبح فيها لاجئون من الفُرس وأصحاب الديار الرافضة ، ولا يجثم على ثراها غاصبون من أعداء الضمير ، والحرية ، والحياة .
إعتقــاد ونهاية :
أعتقد إعتقاداً جازماً أن – نكبة ( سوريا ) – ولا سيَّما بعد الجولة الأخيرة – قد وضعت بصماتها البارزة على كل قلب يخفق بشعور إنساني ، فكيف لا تنفطر لها قلوبنا وتتمزق أسى ، وتذوب حسرات ؟! يقول ابن تيمية رحمه الله : إذا أراد الله إسقاط حاكم أسقط هيبته من القلوب أولاً ( وهاهو قد سقطت هيبته ) نسأل الله الفتح المبين .
المفضلات