(1)
في الجنة , فاكهة مما تشتهون , ذات طعم طيب ومنظر أخّاذ لها من فاكهة الدنيا اسمها ولها في الصفات الاخرى خصوصيتها .
في الجنة, أنهار من ماء وعسل ولبن وخمر ,ليس كخمر الدنيا, فخمر الجنة تستمتع به دون ان يذهب عقلك .
في الجنة, حور عين , كواعب اتراب , فتيات ليس كجمالهن جمال , وليس كغنجهن غُنج, طروب لعوب ,
في الجنة, شجر ظليل , ذا ثمر طيب , ورائحة زكية , يعجب العين وتطرب له النفس وعلى اغصانه الطيور الشادية .
في الجنة , قصور من لؤلؤ واحاجار كريمه , بها الخدمُ ولدان مخلدون كأنهم اللؤلؤ المنثور .
في الجنة , لك ما تشتهي وتتغنّى , و تنتقي و تتمنّى , بعشرة أضعاف الدنيا .
في الجنة , لا عين رأت ولا أذن سمعت ...
(2)
كل هذا , وعدنا به الله - جل جلاله - على ان نتبع نسق معيشي معين حتى نفوز بهذا النعيم المغري .
ولكن ..!!
وما أكثر الــ " لكن " ..!!
لم نتفق بعد على الطريق الذي يؤدي الى كل هذا النعيم , وباختصار هناك تخبط في الفهم .
(3)
يُقال : أقصر طريق بين النقطه "أ" والنقطه "ب" خط مستقيم يربط بينهما ..
فما هو الخط المستقيم الذي يربط النقطة " الحياة الدنيا " .. بالنقطة " الجنة " ..؟؟
هنا أختلف بنو البشر ..
فانقسموا الى أكثر من فسطاط وليس الى فسطاطين - على راي العم إبن لادن -
فسطاط رأى بالعمل الارهابي ,بأن تضع حول خصرك حزاما ناسفا و تتجه الى "معاقل الكفر "في بلاد المسلمين فتضغط زر التفجير لتتطاير اشلاءك مع اشلاء المباني المُفجرة دون الأخذ بالحسبان أمن بلد الاسلام ولا حتى التحقق من ان جميع من في " معاقل الكفر" كافرون .ضاربا بحرمة الانتحار في دين السلام عرض الحائط.. طريقا الى جنان الخُلد .
وآخر رأى بممارسة الدين بتطرّف حيث لا يعرف للابتسامة طريقا من شدة الزهد ,ولا لبنت شفة طيبه مكان , يكفّر من يشاء و يؤسلم من يشاء , كان الله وضعه سفيرا له على الارض , يحاسب العباد قبل يوم الحساب .. طريقا الى الجنة .
اما الثالث فقد وجد بدين الاعتدال معتقدا ابيض يطلق لحمام السلام حرية مطلقة , فعبادة الله سبحانه وتعالى دون سواه في وقتها المكتوب , والصوم و والزكاة , والكلم الطيب المتوج بابتسامة ورديّه , وممارسة ما انزل الله به من سلطان مع الايمان بأن عصر التكفير قد ولّى بعد ان طغى صراع الحضارات , فالحلال بين والحرام بين .
(4)
السؤال الآن ..
أي الطرق ستسلك حتىتأكل من فاكهة شهيه و ترشف من نهر العسل و تلذذ بالخمر الغير مذهب للعقول و تستظل باشجار ظلالها وافره و تسكن قصور اللؤلؤ والمرجان و تنام بأحضان الحور العين الكواعب الاتراب ؟؟؟
بقلم / سلطان الجابر
المفضلات