كنا قد استعرضنا سابقا مقدمة عن حياة الشيخ
حمدان سليمان صبيح الحمراني البلوي ( قلب الأسد )
هنا ( المقدمة)
واليوم نبدأ معكم الجزء الأول من حياة هذا البطل
الجزء الأول
كيف أنقذ نفسه من الموت المحقق ؟!!
يذكر ( جلوب باشا ) قائد الجيش الأردني في كتابه بأن أرسلت دورية من خمسة رجال من جنودنا – وكان عليهم أن يعسكروا عند بئر ماء صغير – في أعلى الجبل - لمراقبة الممرات عبر سلسلة جبال الطبيق لمنع القبائل من الغزو .
وبعد رحلة ثلاثة أيام عبر الصحراء – صعدوا - إلى الجبل ووصلوا إلى البئر وتأكدوا أنها ليست محتلة من بعض القبائل – ولكنهم وجدوا أن الماء قليل جداً – واضطروا إلى إنزال أحدهم في البئر لجلب الماء – ولكنهم – لم يضعوا من قبلهم مراقباً ليراقب أي هجوم عليهم من القبائل التي كانت تغير على بعضها البعض.
وفجأة حدث إطلاق نار وسقط الرجال الأربعة الذين كانوا حول البئر ، أما الخامس الموجود داخل البئر فلم يكن يدري ما حدث – لزملائه ، وعند خروجه قتل ولكن أحد الرجال الأربعة الذين سقطوا جرحى كان هو حمدان البلوي - وهو فتى صغير – وكان يتعرض لأخطار عظيمة وينجو منها ، لقد كسرت رجله برصاصة في بداية إطلاق النار بينما ضربت رصاصة أخرى خزنة بندقيته وكسرتها إلى نصفين. ولكن ذكاؤه ما زال متقداً ، وقبل أن يصل المهاجمون إلى فوهة البئر نجح في الزحف بضعة ياردات بعيداً عنها واستلقى خلف صخرة بعيداً عن الأنظار. وظل المهاجمون مشغولين لبعض الوقت بسحب الرجل الآخر من البئر وتفتيش الجمال والمعدات ، ولكنهم لاحظوا بعد ذلك أنهم أخذوا خمسة جمال مسرجة ولكنهم قتلوا أربعة رجال ، فانتشروا بحثاً عن الناجي.
وفي أثناء ما هو مستلقي برجله المكسورة خلف الصخرة على بعد ياردات من العدو سمع حمدان الأعداء يتحدثون وهم يقتلون رفاقه ثم سمعهم يتساءلون عن مكان وجوده ، ثم رآهم ينتشرون بحثاً عنه ليقتلوه، وكان أحدهم يسير مباشرة باتجاه الصخرة التي يختبئ خلفها وحتماً سيجده لا حيلة له وغير مسلح ممسكاً فقط بماسورة بندقيته المكسورة.
ولكن حمدان تعود على مثل هذا النوع من الأشياء ولم يمت حتى الآن ، ثم زحف منخفضاً ودفع فوهة بندقيته المسكورة حول زاوية الصخرة ، وكان الرجل يتقدم نحوه وبندقيته على كتفه ، وعندما وصل إليه دفع حمدان فوهة بندقيته إلى الأمام ، وقال " قف مكانك وإلا قتلتك " فاندهش الرجل وأمسك ببندقيته ولكن حمدان قال له بسرعة " لا تتحرك أو تصرخ وإلا أطلقت عليك النار " . فوقف الرجل مكانه حائراً في ماذا يفعل ، وكان رفاقه بعيداً عنه ومع وجود فوهة البندقية قريباً من وجهه لم يجرأ على التحرك أو النداء , وقال له حمدان " اجعلني تحت حمايتك وأنقذ حياتي وإلا قتلتك " فرد عليه المهاجم قائلاً " أنت تحت حمايتي " وليجد حلاً أسهل قال حمدان للرجل " احلف بالله " فقال الرجل " أحلف بالله ".
ثم رمى حمدان ماسورة البندقية المسكورة التي أنقذت حياته ، وسأله العدو " بالله هل أنت غير مسلح ؟ " فرد حمدان قائلاً " نعم والله لم أكن مسلحاً ".
وفي نفس الوقت رآه المهاجمون وجاءوا إليه مسرعين ببنادقهم ، وصرخوا " اذبحوا الخائن " ، ولكن عدوه السابق تقدم إلى الأمام
وقال " لا يمكن أن تقتلوه ، إنه تحت حمايتي " . وردوا عليهم بقولهم
" والله سنقتله " ورد عليهم قائلاً " والله لن تقتلوه " وردوا بقولهم
" سنفعل " ورد عليهم هو قائلاً " والله لن يحدث ".
وصمد حاميه ، وهدأ المهاجمون ، وأعطوه شربة ماء وركبوا جمالهم ورحلوا بعيداً وهم يسوقون معهم الجمال الخمسة التي أخذوها من الجنود ، وتركوا حمدان برجله المسكورة ملقى على قمة جبل في بلاد العرب ؛ ولكن ذكاؤه أنقذه من الذبح.
(1) المرجع : قصة الجيش العربي ، النسخة الإنجليزية 1948م ، جلوب باشا – قائد الجيش الأردني سابقاً.
(2) أطلق عليه لقب " البليوي " لأنه كان صغير السن وصغير الجسم – واشتهر بهذا الاسم طيلة فترة حياته.
جمعه العميد ركن متقاعد عودة حمدان البلوي
انتظرونا في الجزء الثاني قريبا ان شاء الله
معركة البرج
المفضلات