الجاسوس الفرنسي ليون روش في الجزائر..؟؟
ولد ليون روش في غرونوبل عام 1809م،
وعمل في الجزائر كضابط عسكري .
وهناك وقع في حبّ فتاة من الارستقراطية الجزائرية ، لكن أهلها رفضوا السماح لها بالزواج من مسيحي ، وانصرف «روش» الى تعلّم العربية، لكي يتمكّن من مراسلة حبيبته خديجة عن طريق خادمتها.
ارسلته فرنسا لاختراق الامير عبد القادر الجزائري ، فانطلق لمضارب الأمير و تظاهر بالإسلام ، وقد اعجب الأمير بهذا الفرنسي «روش» بحيث تكفّل شخصيّاً بتدريسه التعاليم القرآنية، وجعله مساعده الخاص ..
وحين عثر والد «روش» على معسكر عبد القادر اتجه اليه وتوسّل ابنه به للعودة معه لكنه رفض. وقد أثّر ذلك في نفس عبدالقادر تأثيراً كبيراً.
كان روش يمد الجيش الفرنسي بتحركات الامير وعدد رجاله ونوع أسلحته بواسطة جهاز ( المورص ) ، وحين اقتحم الامير احدى البلدات اكتشف «روش» أن حبيبته خديجة كانت بين الضحايا!،
ومثل جميع رومانسيي القرن التاسع عشر أراد الانضمام اليها والانتحار، لكن عبد القادر ثناه طالباً اليه الاستعداد لحملة على الفرنسيين، فتردّد روش ثم امتنع ، واعترف بأنه تظاهر باعتناق الإسلام، مع ذلك فقد أخلى الأمير عبد القادر سبيله غاضباً،
قائلا له :
جزاؤك في الاسلام جزاء المرتدين . لكنني أترك معاقبتك لله!
عاد روش الى پاريس، ثم غادر الى الجزائر في مهمة جديدة للقضاء على ثورة الأمير عبد القادر وذلك باختراقها من جهة العلماء،
وهكذا وضع مشروع «فتوى» في هذا الشأن، فأحاله علماء الجزائر إلى علماء مصر ، فسافر روش إلى مصر متنكراً في زي حاج مسلم ، وما أن وصل مصر حتى بحث بين علماءها ..
فلم يجد غير علماء من الصوفية المعتوهين أصدروا له "فتوى شرعية" تقضي بتحريم الجهاد ضد الفرنسيين من باب إلقاء النفس إلى التهلكة،
وكانت ضربة قاضية في ظهر الأمير وفي ظهر المجاهدين الجزائريين لطالما عانوا منها...
ولكن علماء الأزهر الشريف رفضوا التصديق على الفتوى وقالوا : إنّ مجلس العلماء في مكة المكرمة وحده يستطيع التصديق عليها ، فسنحت له بذلك الفرصة للذهاب لمكة متظاهراً بأنه مسلم،
وخلال وجوده في القاهرة تعرّف «روش» الى محمد علي باشا، وقد أعجب محمد علي بـ «روش» ، لكنه لم يهتم كثيراً بمدى اعتناقه الاسلام .
وصل ليون روش الى الحجاز في عام 1841م في زي حاج مسلم، ثم ذهب الطائف لمقابلة الشريف، وهناك عرض على مجلس للعلماء المشروع الذي جاء من أجله.
وبحلول موسم الحج ذهب إلى مكة المكرمة ، و زار المدينة المنورة، وأعجب بالمسجد النبوي ، وفي جبل عرفات تعرف عليه بعض الجزائريون فصاحوا: (النصراني.. النصراني) وشعر أن نهايته قد اقتربت.
وفجأةً وإذا ببعض الجنود يقبضون عليه، ويقيدونه، ثم يضعونه على ظهر جمل، فنقل الى جدّة، حيث وضع على سفينة أقلته الى مصر. وتبيّن فيما بعد أن محمد علي وضع حرّاساً يراقبون تحرّكات «روش» ويحمونه في وقت واحد.
وحين عاد الى اوروپا ذهب الى روما لينتمي الى سلك الرهبنة، إلاّ أنّ الفرنسيين لم يقبلوا استقالته، وأقنعوا البابا غريغوري الثامن عشر بعدم قبوله، وهكذا عاد الى الجزائر؛ لكي يساهم في هزيمة الأمير الكبير عبد القادر، وأنهى حياته سفيراً لفرنسا في اليابان..
ولكم تحيات
ماجد البلوي
المفضلات