المملكة البلوية ومملكة بني عامر وموقعها التاريخي:
مملكة "البني عامر" على سواحل البحر الأحمر من جنوبي "سواكن" حتى تصل إلى جنوبي "مصوع وجزر دهلك" حيث أن أصول قبائل "البني عامر" تمتد إلى المنطقة الشرقية في إريتريا حتى مملكة "البلو" التي تمركزت في "حرقيقوا" ويرجع أصول "البني عامر" إلى "البلوا" ويجري في أرض هذه المملكة "خور بركة الموسمي" الذي تزرع دلتاه بالقطن والحبوب منذ فجر التاريخ, وتمثل هذه المنطقة الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي مملكة "البجة" وتمتد مساكنها في أنحاء كثيرة من إريتريا الحالية, وتلتف جنوباً حتى تصل إلى "التاكا" التي كانت ملتقى عدد من قبائل "البجة" وهي (الهدندوة – الحلنقا – بني عامر).
وقد تأثرت مملكة "بني عامر" بالهجرات العربية المتلاحقة من شبه الجزيرة العربية كغيرها من الأجزاء الشمالية من مملكة "البجة", ولم يكن البحر الأحمر عائقاً عن مثل هذه الاتصالات, وما لم يكن يتم عبر البحر الأحمر يتم عن طريق سيناء وصولاً إلى الساحل الغربي للبحر الأحمر كما حدث لقبيلة "بلو" قبل الإسلام وبعده, وعلى مر العصور ركزت الهجرات العربية إلى شمال شرقي إفريقيا حيث الأراضي "البجاوية", وتوغلت في الهضاب الحبشية داخل أراضي إثيوبيا, بل وأن أهل الحبشة أنفسهم يعدون ضمن إحدى القبائل اليمنية التي هاجرت إلى الحبشة أخذت منها وأكسبتها اسمها القديم قبل أن يطلق عليها اسم "إثيوبيا" في هذا القرن, ويقول "السير والاس بدج" في كتابه "تاريخ إثيوبيا" ((أما سواحل البحر الأحمر فإنه منذ قيام أول مملكة حبشية في شمال أفريقيا, هي مملكة "أكسوم" وذلك في القرن الميلادي الأول, فإنه لم يعرف كيان واضح ثابت لسلطان مملكة حبشية في هذه الجهات)), ((بينما كانت مملكة "البجة" قائمة على وحدة أراضيها, وبجيشها الموحد الذي كان يدافع عن بلاده منذ أن خاض الحروب مع الفراعنة, وبالإضافة إلى قبيلة "بلو" العربية التي نزحت إلى مملكة "جارين" قديماً, فقد نزحت قبائل أخرى ربما كان من بينها قبيلة "بني عامر" التي تفرعت من البلو أيضاً, واستطاعت هذه القبيلة بسبب كثرتها وقوتها أن تجعل اسمها طاغياً على سكان المملكة في آخر الأمر كما حدث في قبائل "البشاريين والأمارارا والهدندوة" شمالاً, وقد انصهرت كل هذه الشعوب في العرب النازحين عن طريق الاختلاط والتزاوج, وجعلوهم يتكلمون بلسانهم البجاوي, أما "البجة" فقد أخذوا من هؤلاء النازحين الدين الإسلامي بعد ظهوره واعتنقوه وناصروه)), وينقل من "ترمنجهام وكروفورد" نقلاً عن "الكونت روزيني" أن قبيلة "البني عامر بن كند" قد رحلت من اليمن إلى السودان الشرقي, ربما كان ذلك بعد انهيار السد, ثم انتشرت مع "بلو" وغيرها في جنوبي شرقي مملكة "البجة" لتكون إحدى ممالكها الخمسة...
احتلت مملكة "بني عامر" أهمية إستراتيجية وتجارية كبيرة فهي بحكم مقاومتها لـ"أبرهة" أثناء زحفه في غزوته الشهيرة لهدم الكعبة التقت جيوشه بمقاتلي قبيلة " البني عامر" في جنوبي الجزيرة العربية التي تصدت لجيوشه وجحافله الجرارة, حيث أبلت قبيلة "البني عامر" بلاءً حسناً أظهرت فيه قوة شكيمتها, ولم يستطع "أبرهة" التغلب عليها, إلا بعد استعانته بقبيلة "كندة" التي ربما كانت قبيلة "كندة" العربية ويبدو أن "أبرهة" ومن خلال ذكره لهذه ولقبيلة "البني عامر في مخطوط له أنه كان على علم بوجودها على السواحل السودانية الإريترية, ويتضح من خلال عرضه لها أنها كانت على درجة كبيرة من الشهرة والقوة السياسية والاقتصادية والنفوذ العسكري حتى أنها لتكاد تكون القبيلة العربية الوحيدة التي وقفت أمام جيوش وجحافل "أبرهة".
من هنا نشأت أواصر قوية بين مملكة "بني عامر" وصارت حليفة لـ"قريش" بعد مقاومتها لـ"أبرهة" وخاصة زعيمها "عبدالمطلب" وكان من نتيجة هذه المقاومة أن زادت أواصر القربى بين "بني عامر ومسلمي قريش" وقد تمثلت فيما بعد في خدمات جليلة قدمتها المملكة "البلوية" للمهاجرين الأوائل الذين خرجوا من "مكة" قاصدين "نجاشي" الحبشة, حيث كان ميناء "مصوع أو باضع" حسب الاسم القديم هو المكان الذي هبطت فيه أقدام المهاجرين الأوائل, ويصف "السير والاس بدج" في تاريخه عن إثيوبيا هذه العلاقة فيقول أنه في سنة 615ميلادية هاجر (أحد عشر رجلاً وأربع نساء) من "مكة المكرمة" ووصلوا إلى ميناء بالقرب من "جدة" حيث استقلوا سفينتين وأبحروا عليها عبر البحر الأحمر إلى الحبشة وقد سميت هذه بـ"الهجرة الأولى" لتمييزها عن "الهجرة الثانية" التي كانت أكبر حجماً وأكثر عدداً.
وزيادة في تقوية سلطة "الفونج" أرسلت "بني عامر" وفدها إلى "سنار" وهؤلاء بدورهم أرسلوا مندوباً لهم ليكون ممثلهم لدى "بني عامر" حيث كانت قبيلة "الجعلين " الذي أقام لدى "بني عامر" وتزوج ابنة زعيمهم ثم أصبح أبنائه فيما بعد يحتلون العائلة لقبائل "البني عامر" نيابة عن سلطنة "الفونج", وقد استمرت العلاقة السياسية بين مملكة "بني عامر" بحدودها حتى جنوبي "مصوع" بسلطنة "الفونج" حتى انهيار هذه المملكة على يد الأمير "إسماعيل بن محمد علي باشا" سنة 1821م ثم جاء الاستعمار الغربي على شمال شرق إفريقيا الذي قسم مملكة "بني عامر" إلى مستعمرات أوروبية كما هو واضح الآن...
يضاف إلى ما تقدم أنه كان للملكة "جارين" تجارة عظيمة بفضل نشاط أبنائها في مجال الزراعة حيث كانت قبائل "بني عامر" حين نزحت من الجزيرة العربية على معرفة بالزراعة والحرث بفضل ما كان لديهم من محلات في كود اليمن وكانوا يعتمدون على مياه "سد مأرب" حيث يذكر أنهم عندما استقروا في الأراضي السودانية التابعة لمملكة " البجة" لم يتوغلوا كثيراً في الحبشة كما فعلت بعض القبائل العربية ولكنهم آثروا الحياة بالقرب من الوديان لإمكانية وسهولة الزراعة فيها وكان من أهم صادراتها "القطن – الذرة – ريش النعام – الضأن – الإبل – الحيوانات المتوحشة" حيث كان يأتي الصيادون والتجار لشرائها والقيام بنقلها وتصديرها إلى أرجاء العالم المختلفة, وقد كان أهل "البجة" هم الذين يقومون بنقل التوابل عبر أراضيهم إلى مدينة "قوص" في صعيد مصر ومنها إلى "الإسكندرية" ثم نقلها بعد ذلك إلى المدن الأوروبية حيث سهلت طرق وممرات ممالك "البجة" رواج التجارة في مناطقها على عكس الأراضي الحبشية التي كانت تتسم بوعورة طرقها وانعدام الأمن فيها.
اثر قبيلة بلي في النوبة ..
ليس من اليسير على الباحث أن يحدّد تاريخاً مُعيّناً لبداية العلاقة بين الجزيرة العربية وبلاد السودان بوجه عام، وبلدان وادي النيل بشكل خاص، بيد أن هناك شبه إجماع بين المؤرخين والباحثين على أن هذه العلاقة مُوغلة في القِدَم، تعود إلى آماد بعيدة قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - ، وهذه حتمية تؤيدها الحقائق الجغرافية والروايات التاريخية. ذلك أن البحر الأحمر لم يكن في وقت من الأوقات حاجزاً يمنع الاتصال بين شواطئه الآسيوية العربية وشواطئه الأفريقية؛ إذ لا يزيد اتساع البحر على المائة والعشرين ميلاً عند السودان، ويبدو بهذا أنه ليس من الصعب اجتيازه بالسفن الصغيرة(1).
وفي الجنوب يضيق البحر الأحمر لدرجة كبيرة عند (بوغاز) باب المندب، حتى لا يزيد على عشرة أميال، وهو الطريق الذي سلكته السلالات والأجناس إلى القارة الأفريقية منذ آماد بعيدة(2).
وتذهب بعض الروايات التاريخية إلى أن المصريين القدماء الذين عبدوا الإله حورس كانوا عرباً هاجروا من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر عن طريق مصوع(3)، وتابعوا سيرهم عن طريق وادي الحمامات شمالاً إلى مصر، وأن معبد الشمس الذي بُني قرب ممفيس إنما بنته جاليات عربية، وصلت إلى هناك في وقت غير معروف، ووجدت آثار لجاليات عربية كبيرة تسكن المنطقة المحاذية للنيل من أسوان شمالاً إلى مروى جنوباً(4)، وقد دلت الأبحاث الأثرية والتاريخية على أن هجرات عربية قدمت من جنوب الجزيرة واليمن عبر البحر الأحمر، يعود بعضها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وثبّتت بعض هذه الجاليات العربية أقدامها في بعض جزر البحر الأحمر، (مثل: دهلك) منذ عدة قرون قبل الإسلام(5)، ولم يقتصر وجود الجاليات العربية على الساحل الأفريقي، بل إن أفراد هذه الجاليات قد توغلوا في الداخل، ووصل بعضهم إلى ضفاف النيل، وأقاموا شبكة من طرق القوافل التجارية بين ساحل البحر الأحمر والمناطق الداخلية، وقد وصلت العرب أقطار وادي النيل عن الطريق الشمالي البري المار عبر سيناء إلى مصر، ثم انحدرت جنوباً إلى بلاد البجة والنوبة(1).
هذا وقد كانت التجارة تمثل أحد أهم وسيلة لهذه الاتصالات؛ إذ نشطت حركة تجارة العاج، والصمغ، واللبان، والذهب بين الجزيرة العربية من ناحية وبين موانئ مصر والسودان والحبشة من ناحية ثانية؛ مما يؤكد أهميتها في حركة الاتصال، والتواصل النشط بين سواحل البحر الأحمر الشرقية والغربية(2).
وقد بلغـت هذه الهجرات أقصاها ما بين 1500 ق. م ـ 300 ق. م في عهد دولتي: معين، وسبأ. وحمل المعينيون والسبئيون لواء التجارة في البحر الأحمر، ووصلوا في توغلهم غرباً إلى وادي النيل. ونشطت حركة التجار العرب بخاصة زمن البطالمة والرومان، ولا شك أن عدداً غير قليل من هؤلاء استقروا في أجزاء مختلفة من حوض النيل؛ ولحق بهم عدد من أقاربهم وأهليهم(3)، وفي القرنين السابقين للميلاد عبّر عدد كبير من الحميريين مضيق باب المندب، فاستقر بعضهم في الحبشة، وتحرك بعضهم الآخر متتبعاً النيل الأزرق، ونهر عطبرة ليصلوا عن هذا الطريق إلى بلاد النوبة، كما يرجح أنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل قد انداحوا في هجرتهم حتى المناطق الغربية لسودان وادي النيل(4).
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن هناك حملات عسكرية قام بها الحميريون في وادي النيل الأوسط وشمال أفريقيا، وتركت هذه الحملات وراءها جماعات استقرت في بلاد النوبة، وأرض البجة، وشمال أفريقيا(5)، كما تشير بعض الروايات إلى حملة قادها (أبرهة ذي المنار بن ذي القرنين الحميري) على السودان وبلاد النوبة والمغرب في أوائل القرن الأول قبل الميلاد، ثم إلى حملة أخرى قادها ابنه (إفريقيش) إلى شمال أفريقيا، وقد داخلت تلك الجماعات المهاجرة الوطنيين من أصحاب تلك البلاد التي هاجروا إليها، وأصبح لهم وجود معتبر فيها، ولعل وجود العمامة ذات القرنين التي كانت شارة من شارات السلطة الكوشية دليل على ذلك الوجود الحميري المبكر(6)، إضافة إلى عدد من القرائن الأخرى الدالة على هذا الوجود.
كذلك وردت إشارات إلى وجود جماعات من الحضارمة عبروا البحر الأحمر إلى ساحله الأفريقي في القرن السادس الميلادي، ثم اختلطوا بالبجة، وكونوا طبقة حاكمة خضع لها البجة، وقد عرفوا عند العرب ـ الحداربة ـ الذين استقروا في إقليم العتباي في الشمال، ثم اضطروا إلى الانتقال جنوباً في القرن الخامس عشر الميلادي؛ حيث أسسوا مملكة البلو الذهبية (مملكة بني عامر ) في إقليم طوكر(7).
منافذ الهجرات العربية:
على أن تلك الهجرات قد اتخذت عدداً من المنافذ ظلت ترد عن طريقها القبائل العربية باتجاه بلاد النوبة والسودان، منها ثلاثة منافذ رئيسة هي:
1- المنفذ الشرقي عن طريق البحر الأحمر من الجزيرة العربية.
2- المنفذ الشمالي عن طريق نهر النيل من مصر.
3 - المنفذ الشمالي الغربي، أو الطريق الليبي عبر الصحراء الكبرى.
أولاً: المنفذ الشرقي من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر:
يعتبر هذا المنفذ من أقدم وأقصر الطرق التي سلكتها الهجرات العربية إلى بلاد النوبة خاصة وإلى القارة الأفريقية عامة، وقد عرفه العرب قبل الإسلام، وامتدوا على ساحله الشرقي، ومنه أنشؤوا طرق قوافل تسير عليها الإبل إلى المناطق الداخلية في القارة الأفريقية، كما سلكته كثير من القبائل العربية في هجرتها، وتجارتها مع القبائل التي تسكن في ساحله الغربي مثلما فعل (الحضارمة)، وقبائل (بلى) التي ساكنت البجة في الشرق، واختلطوا بهم.
ثانياً: المنفذ الشمالي عبر النيل، وبمحاذاته من مصر:
عرفت المنطقة هذا المنفذ منذ قديم الزمان؛ إذ إنه كان يمثل الطريق التجاري الذي يربط مصر بوسط أفريقيا وبلاد النوبة والبجة، وازدادت أهميته بعد توقيع المعاهدة؛ حيث كفلت بعض بنودها للتجار والمهاجرين والقوافل حق التحرك الحُرّ فيه، وأعطتهم أماناً للتوغل في أعماق البلاد، وأصبح مدخلاً للقبائل العربية إلى بلاد النوبة(2). ويعتبر أحد الباحثين أن هذا المنفذ كان سبباً مباشراً في تعريب بلاد النوبة(3)، وأنه أعظم خطراً وأهم دوراً من المنفذ الشرقي في أمر هجرة القبائل إلى بلاد النوبة، سواء أكان ذلك قبل الإسلام أم في زمن التوسع الإسلامي(4)، وإن كثرة الحديث عن الهجرة العربية عبر البحر الأحمر كانت بسبب أن بعض القبائل العربية في السودان تدّعي أن أسلافها وصلوا من جزيرة العرب مباشرة إلى السودان عبر البحر الأحمر لتأييد دعواهم في الانتساب إلى أصل شريف أموي أو عباسي، أو أنهم سلالة بعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (5).
إلا أن على الباحث أن لا يغفل عن أهمية المنفذ الشرقي في دفع وتوسع حركة الهجرة إلى بلاد النوبة(1)، خصوصاً في العهد المملوكي الذي نشطت فيه حركة الملاحة البحرية بين الموانئ الغربية للبحر الأحمر وبين موانئه الشرقية؛ بسبب الاعتداءات الصليبية المتكررة على طريق (برزخ السويس)، وهو الأمر الذي أدى لإنعاش مينائي: عيذاب، وسواكن، اللذين وضع المماليك أيديهم عليهما تماماً، بعد تكرار الاعتداء على ممتلكات التجار المصريين المتوفين هناك(2)، هذا ولم يقتصر تأثير المنفذ الشرقي على الجهات التي تقابل الجزيرة العربية فقط، بل تجاوزتها إلى السودان الأوسط وبلاد السودان الغربي أيضا(3).
ومهما يكن من أمر فإن هذين المنفذين الشرقي والشمالي يعتبران أهم المنافذ التي سلكتها القبائل العربية المهاجرة إلى بلاد النوبة في تلك الفترة.
ثالثاً: المنفذ الشمالي الغربي، أو الطريق الليبي:
سلكته القبائل العربية في هجرتها نحو بلاد النوبة والسودان، بعد أن تمكن الإسلام في معظم المناطق الشمالية من القارة الأفريقية، ويسير باتجاه السهول والبراري الواقعة بين النوبة وكردفان ودارفور، وقد ازدادت شهرته بعد أن قامت في مصر وشمال أفريقية دول إسلامية مستقلة عن الخلافة العباسية(4)، ولم يكن له دور فاعل ومؤثر في حركة الهجرة نحو بلاد النوبة لجفافه وصعوبته؛ بسبب الصحراء، وقلة الماء.
على أنه كان هناك عدد من الطرق والمنافذ سلكتها القبائل العربية من هذا الاتجاه، ومنها الطريق الذي يبدأ من شنقيط وينتهي إلى تمبكتو، فجاو، وزندر، وكوكوا، وبيدا، ومسنيا، وأبشي، والفاشر، ثم يخترق سهول الجزيرة، حتى ينتهي إلى سواكن، وقد اشتهر هذا الطريق لكونه قد رفد بلاد السودان والنوبة بأعداد كبيرة من العلماء والدعاة الذين ساهموا مساهمات كبيرة في نشر الدعوة الإسلامية، وتوطينها في تلك المناطق.
دوافع الهجرات العربية:
أولاً: الدوافع الدينية:
كان معظم جنود الحملات العسكرية التي سيرها ولاة المسلمين في مصر نحو بلاد النوبة من رجال القبائل العربية،
ومن أقواله -صلى الله عليه وسلم - : «من مات ولم يغز ولم يحدث نفســه بالغـزو مات على شـعبة مــن نفــاق»(1). وقوله -صلى الله عليه وسلم - : «المجاهد في سبيل الله مضمون على الله إما إلى مغفرته ورحمته، وإما أن يرجعه بأجر وغنيمة، ومثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم الذي لا يفتر حتى يرجع»(2)؛ فهذه النصوص الواضحة الصريحة من الكتاب والسنة كانت هي الدافع الحقيقي لمشاركة هؤلاء الرجال في هذه الحملات الجهادية، إضافة إلى حماسهم لأجل تبليغ الدعوة الإسلامية، إلا أن كثيراً من المؤرخين المحدثين، الذين كتبوا عن تاريخ الهجرات العربية إلى بلاد النوبة، قد أغفلوا هذا الدافع ضمن ما ذكروا من دوافع للهجرة، على الرغم من أنه هو الدافع الرئيس لها.
ثانياً: الدوافع السياسية:
وهذه تختلف وتتباين بحسب الأوضاع في البلدين مصر والنوبة. فمنها دوافع خاصة بتأمين النظام السياسي في مصر وتقوية شوكته؛ حيث عمد عدد من الولاة في مصر إلى جلب قبائل عربية بأسرها إلى مصر لتكون قوة لهم وسنداً يحميهم، ويغطي ظهرهم عند الخطر.
وقـد أشار عدد من المؤرخين إلى أن عبيد الله بن الحبحاب حين تولى مصر من قِبَل هشام بن عبد الملك سنة 109 هـ أرسل يستأذنه في قدوم قبيلة قيس فأذن له، فقدم عليه نحو مائة من أهل بيت هوازن، ومائة من أهل بيت بني عامر، ومائة من أهل بيت بني سليم، فتوالدوا، وعندما تولى مصر الحوارثة بن سهيل الباهلي في خلافة مروان بن محمد أقبلت إليه قيس، وهي يومئذ ثلاثة آلاف بيت(3)، وقد شاركت أعداد كبيرة من هذه القبائل في الحملات التي أرسلت لبلاد النوبة؛ فاستقرت أعداد كبيرة منهم هناك.
ومن الدوافع الاقتصادية كذلك التي ساهمت في دفع القبائل العربية للهجرة نحو جنوب مصر في النصف الأول من القرن الثالث الهجري سماع القبائل بمعدني: (الذهب، والزمرد) عبر الصحراء الشرقية لبلاد النوبة، واشتهار أمرهما لا سيما في وادي العلاقي من أرض البجة؛ فأدى ذلك إلى اجتذاب كثير من القبائل العربية المختلفة إلى هذه الأوطان للعمل فيها، واستغلال مناجمها(5)، وأدى استقرارهم هناك إلى اختلاطهم بقبائل البجة عن طريق المصاهرة، فنقلوا إليهم العقيدة الإسلامية، وتغيرت كثير من عاداتهم وتقاليدهم بهذا النسب الجديد(6).
إضافة لذلك فإن المعلوم عن مراعي النوبة وأراضيها أنها أكثر خصوبة من أراضي ومراعي شبه الجزيرة العربية، وعلى وجه الخصوص النوبة الجنوبية (علوة) التي كانت أكثر اتساعاً وأخصب أرضاً وأوفر ثروة من المقرة(7)، إضافة إلى أن مناخ النوبة الشمالية (المقرة) يشابه مناخ وبيئة شبه الجزيرة العربية(8)، وهو ما يوائم حياتهم التي جبلوا عليها في حب الترحال والتنقل، وقد كان لهذا التشابه في المناخ وطبيعة البلاد والأرض المسطحة أثره في دفع هذه القبائل للتقدم نحو الجنوب، وهي قبائل بدوية رعوية، أو شبه رعوية لا تستطيع التقدم إلا في السهول المكشوفة؛ فكان تدفقهم في كل أرض وصلوها يقف عند اصطدامهم بعقبات طبيعية: كالبحار، والجبال، والغابات، وهذا ما حدث بالضبط؛ إذ إن تلك القبائل لم تتوقف في زحفها إلا عند المناطق التي تسوء فيها الطرق، وتتفشى فيها الأمراض الفتاكة، بيد أن هذه الجماعات العربية المهاجرة اختلطت بالعناصر النوبية والبجاوية في تلك المناطق، وأدى هذا الاختلاط إلى تأثر هؤلاء بالدماء العربية التي كانت تتجدد باستمرار مع توالي وصول عناصر عربية جديدة إلى هذه الجهات(1)، إضافة إلى اعتناق عدد منهم للإسلام في هذه الفترة بالرغم من جهلهم باللغة العربية(2)، والراجح أن العرب تعلموا لغة النوبيين بعد أن اختلطوا بهم، واستطاعوا بذلك نشر ثقافتهم الإسلامية في بلاد النوبة(3).
هذا وقد تعاظمت أعداد القبائل العربية المهاجرة، وانتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم ـ أي النوبة ـ واستوطنوها وملكوها(4).
وذلك في المراحل الأخيرة للمملكة النوبية النصرانية التي أصابها الضعف والوهن؛ بسبب خلافاتها الداخلية، وبسبب الضغط القوي للقبائل العربية التي سارت في زحفها، حتى بلغت أرض البطانة(5) والجزيرة(6)، ثم عبر بعضها نهر النيل إلى كردفان، ودارفور، وهناك التقت هذه الموجة المهاجرة بموجة أخرى، كانت قد تابعت شاطئ النيل الغربي حتى دنقلة، فوادي المقدم(7)، ووادي الملك، حتى بلغت في مسارها مملكة: كانم، برنو؛ حيث كان الإسلام قد بلغ تلك الجهات من بلاد المغرب وشمال أفريقيا(8).
واستقر بعض هؤلاء المهاجرين في سهول أواسط البلاد، وانفتحوا على السكان الوطنيين من النوبة وغيرهم من البجة والزنج، فصاهروهم، وعندما بلغوا كردفان ودارفور اضطر جزء منهم أن يتخلوا عن إبلهم، ويعتمدوا على الأبقار في ترحالهم، ومِنْ ثَمّ عرفوا بعرب البقارة(9).
ورغم الخلاف الواسع بين الباحثين في إعداد القبائل العربية التي هاجرت إلى بلاد النوبة، وفي أنسابهم، إلا أنه يمكن القول بما اتفق عليه معظم الباحثين: إن الجماعات العربية التي هاجرت إلى بلاد النوبة قد اشتملت على المجموعتين العربيتين، وهما: مجموعتا العدنانيين والقحطانيين(10)؛ حيث يمثل العدنانيون الكواهلة والمجموعة الجعلية، وبعض القبائل الأخرى، في حين يمثل القحطانيون المجموعة الجهنية(11).
أما المجموعة الجعلية، فيقال: إنهم ينتسبون إلى إبراهيم الملقب «بجعل» من نسل العباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم - ، وترجع أسباب هذه التسمية إلى أن إبراهيم هذا كان جواداً مضيافاً، وإنه كان يقول للوطنيين وغيرهم من العرب: (إنا جعلناكم منّا، أي أصبحتم منا)(2)، وتدل هذه العبارة، وكثرة ترديدها على أن التوغل العربي الإسلامي في المنطقة كان توغلاً سلمياً مبنياً على التودد، والصلات الحسنة مع السكان الوطنيين من النوبيين وغيرهم، إلا أن هناك مصدراً آخر يشير إلى أن سبب هذه التسمية، أو هذا اللقب سمة إبراهيم الشديدة، ومنظره(3)، والواقع أنه لم يرد لفظ جعل ومشتقاته في أسماء قبائل العرب القديمة إلا في قبيلتين: إحداهما جعال بن ربيعة، أقطعهم الرسول -صلى الله عليه وسلم - أرض أرم من ديار جذام، والأخرى بنو حرام بن جعل بطن من بلى من قضاعة، وهم بنو حرام بن عمرو بن حبشم(4)؛ فاللفظ إذن معروف في الجزء الشمالي الغربي من شبه جزيرة العرب؛ أي في الموطن الأول الذي أمد مصر بموجاته العربية المتلاحقة.
وتؤكد رواية أخرى أن من بين الصحابة الذين نزلوا مصر حزام بن عوف البلوي، وكان من بني جعل من بلى، وهو ممن بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة في رهط من قومه بني جعل؛ فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : «لا صخر ولا جعل أنتم بنو عبد الله»(5)، على أنه من الصعب القول بإيجاد صلة بين الجعليين الذين هاجروا إلى بلاد النوبة وبين القبيلة المذكورة هنا.
والراجح أن الجعليين لم يكونوا قبيلة واحدة، بل هم مجموعة من القبائل ذات نسب متقارب، هاجرت على دفعات وعلى مدى عدة قرون، وأهم هذه القبائل الميرفاب، والرباطاب، والمناصير، والشايقية، والجوايرة والركابية، والجموعية، والجمع، والجوامعة، والبديرية والغديان، والبطاحين(6).
ومن القبائل العدنانية كذلك: قيس عيلان، وكنانة، وبنو حنيفة، وربيعة، وبنو فزارة، وبنو سليم، وبنو يونس(7).
أما أشهر القبائل القحطانية التي هاجرت إلى بلاد النوبة: فهي قبائل بلى، وجهينة، وقد ذكر المؤرخون أن الصعيد الأعلى في هذه المرحلة ـ خلافة المعتصم ـ سكنته جموع هائلة من عرب سبأ، ونزل منهم أرض المعدن خلق كثير، كانت بلى، وجهينة من جملتهم(8).
المراجع التاريخية ..............
) ابن سيد الناس: السيرة النبوية، ج 1، بيروت، مؤسسة عزالدين للطباعة والنشر،، 1406هـ / 1986م، ص 152ـ مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية 1966م ص 106، 107.
(2) محمد عوض: السودان الشمالي سكانه وقبائله، القاهرة، 1951م ص 28.
(3) مصوع: ميناء تجاري هام يقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وشهد صراعات عديدة في التاريخ، ضمه العثمانيون لهم، وأقاموا فيه قواعد حربية تأميناً للتجارة ومنافذها في سنة1520م، مصطفى مسعد، الإسلام والنوبة، ص 126، 209.
(4) أحمد فخري: دراسات في تاريخ الشرق القديم، ط 2، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1963م. ص 134، 136.
(5) دهلك: اسم أعجمي معرب لجزيرة في بحر اليمن، ومرسى بين بلاد اليمن والحبشة، كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها، قال الشاعر:
وأقبح بدهلك مـن بلدة فكل امرئ حلها هالك
انظر ياقوت الحموي: ج 2، معجم البلدان، ج2. (طهران: مكتبة الأسدي 1965م، ص 634.
(1) خليفات عوض محمد: مملكة ربيعة العربية، عمان، 1983م، ص 47.
(2) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 107ـ 108.
(3) الشاطر بصيلى: معالم تاريخ سودان وادي النيل، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1969م، ص 8.
(4) المرجع السابق: ص 8 ـ 9.
(5) المرجع السابق: ص 8.
(6) عوض محمد خليفات: مملكة ربيعة العربية، ص 51.
(7) المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ج 1 القاهرة المطبعة الأميرية 1970م، ص 195.
(1) ابن هشام: السيرة النبوية، ج 1 ص 205، تحقيق مصطفى عبد الستار، (وآخرين)، مطبعة الحلبي، مصر 1355هـ ـ 1936م.
(2) عوض محمد خليفات: مملكة ربيعة العربية، ص 25.
(3) على بن الحسين المسعودي: التنبيه والإشراف، ليــدن 1976م.
(4) عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري: المعارف، ص 147 تحقيق د. ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة 1388هـ. دار العلم للطباعة والنشر جـدة 1403هـ، ص 83.
(5) الصادق المهدي: مستقبل الإسلام في السودان، ص 17، مصطفى مسـعد مكتبة الأنجلو القاهرة 1960م: الإسلام والنوبة ص 106-109، يوسـف فضل حسن: الهجرات البشرية وأثرها في نشر الإسلام،بحث منشور ضمن إصدار بعنوان: الإسلام في السودان عن جماعة الفكر والثقافة الإسلامية، دار الأصالة، الخرطوم، ص 3.
(6) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 108.
(7) ربيع محمد القمر: قراءة جديدة في نصوص معاهدة البقط، الدارة العــدد (الثاني) الرياض، السنة الحادية والعشرون ـ محرم/ صفر/ ربيع الآخر 1416هـ، ص 162.
(1) عبد المجيد عابدين: القبائل العربية في وادي النيل، بحث في ذيل كتاب البيان والإعراب للمقريزي القاهرة 1961م، ص 142.
(2) جعفر أحمد صديق: انتشار الإسلام في القرون الثلاثة الأولى من الهجـرة، ص 108، قسم الدراسات العليا الحضارية، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة أم القرى 1408هـ، ص 108.
(3) عباس عمار: وحدة وادي النيل، أسسها الجغرافية ومظاهرها في التاريخ ، ص 80.
(4) المرجع السابق: ص 80.
(5) Macmicheal , H.A." The Coming Of Arabs in Sudan ". AESW , London 1935 pp. 46 - 47
(1) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة ص 189.
(2) المقريزي: السلوك ج 1، تحقيق محمد مصطفى، مطبعة لجنـة التأليف والنشر - القاهرة 1941م ص 506.
(3) محمد عوض محمد: السودان الشمالي، ص 59- 160.
(4) محمد بن عمر التونسي: تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان، تحقيق خليل عساكر ومصطفى مسعد، القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة 1965م، ص 6.
(5) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 190 وما بعدها .
(1) أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: سنن النسائي ج 6، مكتبة مصطفى الحلبي، 1984، ص 8.
(2) ابن ماجة: سنن ابن ماجة، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، مطبعة مصطفى الحلبي، مصر (بدون تاريخ)، ج 2، ص921.
(3) الكندي: الولاة والقضاة، دار صادر، بيروت 1379هـ / 1959م ص 76- 77.
(1) المسعودي 1976م: التنبيه والإشراف، ص 329 ـ ابن إياس: بدائع الزهور، ص 29- 31 (محمد بن أحمد) ت 1930هـ القاهرة 1896م.
(2) عوض خليفات: العرب والنوبة في صدر الإسلام، بحث بمجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق، رجب 1402هـ / 1982م، ص 63.
(3) اختلف المؤرخون في أصلهم، فقيل: إنهم من القبائل النيلية السودانية (الشلك)، وقيل: إنهم من البرنو من غرب إفريقيا، إضافة للرأي القوي الذي يقول: إن أصولهم ذات صلة مباشرة بالأمويين، انظر (مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة ص 206).
(4) القمر، ربيع، (معاهدة البقط) رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ كلية العلوم الاجتماعية قسم التاريخ ـ الرياض، 1412هـ.
(5) المقريزي: البيان والأعراب عمن بأرض مصر من الأعراب، تحقيق عبدالمجيد عابدين، القاهرة، 1961م ص 66- 86، 98- 99.
(1) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 2، ص 94.
(2) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في تاريخ ملوك مصر والقاهرة، د 2، القاهرة، دار الكتب المصرية 1963م، ص 223.
(3) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 1، ص 94.
(4) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في تاريخ ملوك مصر والقاهرة، ج 2، ص 49، 55،60، 61.
(5) الكندي: الولاة والقضاة. مطبعة الآباء اليوسوعيين بيروت 1908م ص 145- 146.
(6) أبو صالح الأرمني: تاريخ الشيخ أبو صالح الأرمني، أكسفورد 1894م ص 12.
(7) رولاند أوليفر: (موجز تاريخ أفريقيا)، ترجمة دولت أحمد صادق، القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة، ص 39.
(8) الإدريسي: نزهة المشتاق في افتراق الآفاق، ج 1، (أبو عبد الله محمد بن محمد بن إدريس) ت 560هـ روما 1970م، ص 39.
(9) عبد الله خورشيد: القبائل العربية في مصر، القاهرة، دار الكتاب العربي 1967م، ص52.
(1) اليعقوبي: كتاب البلدان، المطبعة الحيدرية، النجـف، 1377هـ - 1957م، ص 120.
(2) محمد إبراهيم الصحبي: التجارة والاقتصاد عند العرب، القاهرة، مكتبة الوعي العربي، 1969م، ص 1 ـ 4.
(3) أحمد نجم الدين فليحة: إفريقية. بغداد، جامعة بغداد، 1978م، ص 16.
(4) ابن سليم الأسواني: أخبار النوبة، (المواعظ والاعتبار للمقريزي)، ج 1المطبعة الأميرية القاهرة 1270هـ، ص 193.
(5) اليعقوبي: كتاب البلدان، ص 123- 124.
(6) مصطفى مسعد: البجة والعرب في العصور الوسطى، مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة، مجلد 21، عدد 2 القاهرة، ص 29.
(7) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، ج 1، دار صادر، بيــروت، 1960م، ص 191.
(8) شوقي الجمل: تاريخ وحضارات السودان ج1 القاهرة مكتبة الأنجلو المصرية، 1969م، ص 254- الصادق المهدي: مستقبل الإسلام في السودان، ص 17.
(1) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 138.
(2) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 1 ص 190.
(3) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 133.
(4) ابن خلدون،العبر وديوان المبتدأ والخبر، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1968م، ج 5، ص 923.
(5) بين نهري عطبرة والنيل الأزرق.
(6) بين النيل الأزرق والنيل الأبيض.
(7) حسن محمد جوهر وحسين مخلوف: السودان (أرضه، تاريخه، حياة شعبه)، دار الكتب، مصر، 1970م، ص 53.
(8) يوسف فضل حسن: الهجرات البشرية، ص 22.
(10) مصطفى مسعد: امتداد الإسلام والعروبة إلى وادي النيل الأوسط، المجلة التاريخية المصرية 1959م (العدد الخامس)، القاهرة، ص 82.
(12) محمد عوض محمد: السودان الشمالي، ص 143.
(1) مصطفى مسعد: امتداد الإسلام والعروبة، ص 83.
(2) Michael , H.A : A History of the arabs in the Sudan ,Cambridge 1922 1,p. 197.
(3) أحمد بن الحاج: مخطوطة كاتب الشونة، تحقيق الشاطر بصيلى، دار أحياء الكتب العربية مصر، القاهرة، ص 45 (بدون تاريخ).
(4) محمد المرتضى الزبيدي: تاج العروس من جواهر القامــوس، ج 8، بيروت، مكتبة دار الحياة ص 243.
(5) ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج1، مطبعة السعادة، مصر 1328هـ، ص 323.
(6) نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان، دار الثقافة، بيـروت 1967م، ص62- 65.
(7) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 89، ابن حوقل صورة الأرض، رسالة ماجستير جامعة أم القرى 1410هـ ص 54، جعفر أحمد صديـق: انتشار الإسلام في السودان، ص 112.
(8) اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي: ج 2، ص 89، المقريزي: البيان والأعــراب، ص 105، 106.
(1) محمد عوض محمد: السودان الشمالي، ص 210.
(2) جعفر أحمد صديق: انتشار الإسلام في السودان، ص 122.
(3) ابن خلدون: العبر، ج 2، 1968م، ص 516.
(4) من مدن النوبة الشمالية. انظر الملاحق خارطة رقم (1).
(1) انظر، حسن سليمان محمود وجلال الشاويش: تاريخ السودان في العصور القديمة، دار مصر للطباعة، القاهرة.
(3) يوسف فضل: دراسات في تاريخ السودان، ج1، ص 17.
(4) ابن سليم الأسواني: أخبار النوبة، عن المصدر السابق، ج1، ص 193.
(5) شوقي الجمل: تاريخ سودان وادي النيل، ج1، ص 222.
(7) حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربي في أفريقيا، ص 17.
(3) حسن إبراهيم حسن: انتشار الإسلام والعروبة، ص 103.
(4) ابن حوقل: صورة الأرض، ص 65.
(5) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 114.
(6) جعفر أحمد صديق: انتشار الإسلام في السودان في القرون الثلاثة للهجرة، ص 214.
(7) انظر الفصل الرابع، العلاقات بين النوبة والمماليك.
(1) عبدالمجيد عابدين: تاريخ الثقافة العربية في السودان، ص 34.
(2) ابن سيد الناس: السيرة النبوية، ج1، ص 68، صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، ص 68، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
(3) حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، ص 17.
(4) القلقشندي: صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، ج5، ص 400.
(5) ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة، 684-688، دار صادر، دار بيروت، 1384هـ / 1964م.
(1) نعوم شقير: تاريخ السودان، ص137 - 139.
(2) انظر الملاحق، شكل رقم (5).
(3) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 138.
(4) حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، ص 289.
(5) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 140.
(6) ابن الفرات: تاريخ ابن الفرات، ج7، ص 46.
(7) ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص280-283.
(8) ابن الجوزي: صفة الصفوة، ج4، ص 292.
(9) عبدالله عبدالرحمن الأمين: العربية في السودان، ج1، ص 17، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1967م.
(11) جون لويس بوركهارت: رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان، ص 127، ترجمة فؤاد اندراوس، مطبعة المعرفة.
(1) ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور: ص 29.
(3) حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، ص 13.
(4) حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربية في أفريقيا، ص 13.
(3) مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 132.
(
(6) ضرار صالح ضرار: تاريخ السودان الحديث، ص 17، الدار السودانية للكتب، الخرطوم، 1395هـ.
(7) عبدالمجيد عابدين: تاريخ الثقافة العربية في السودان، ص 12.
(1) المرجع السابق، ص 14.
(2) ابن الفقيه: مختصر كتاب البلدان، 76، 78 - المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج1، ص 193.
(3) بوركهارت: رحلات بوركهارت في بلاد النوبة، ص 128.
(4) محمد إبراهيم أبو سليم: دور العلماء في نشر الإسلام في السودان، ص 52.
(5) حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، ص 52.
(6) نعوم شقير: تاريخ السودان، ص 57.
(7) محمد فوزي مصطفى: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان، ص 23.
(8) المرجع السابق، ص 24، عون الشريف قاسم: قاموس اللهجة العامية في السودان، ص13، والصفحات التالية، المكتب المصري الحديث، القاهرة، 1405هـ / 1985م.
(1) لمزيد من التفاصيل في أوزان الكلمات واللهجات وتغير الأصوات وتغير مدلول الكلمة ونطقها، انظر: عون الشريف قاسم: قاموس اللهجة العامية في السودان، وعبدالمجيد عابدين: تاريخ الثقافة العربية في السودان.
(2) حسن إبراهيم حسن: انتشار الإسلام والعروبة، ص 103.
(3) جونتاني فاينتي: تاريخ المسيحية في الممالك النوبية، ص 14.
(4) يوسف فضل: الهجرات البشرية، ص 24-25.
المفضلات