بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .............و بعد
قلمي يا قلمي لا رصاص ولا حبر ........
هذا اقتباس جميل من منهله المعلوم لدى الكثير ولكني أسرجت ظهر قلمي وأطلقت له العنان كي يبحث عن الرصاص فلم يجد فجرعته الحبر قطرة قطره وهو أحلى المرين وأنا أهمس له عن طريقنا الوعرة فإذا به ينظر ألي نظرة المتشائم ولسان حاله يقول خنقتني العبرة فلن يفهموا , بل لم ولن يشعروا بما يجول في خاطرك لأنهم ما زالوا يرتعون في غيهم , ما زالوا يلهون ويغنون , يأكلون ولا يشبعون , ينامون ولا يأرقون , بل أن فيهم من يسكرون وينكرون ومن عقاب الرب هم غافلون ...........
جررت قلمي من خصره وقلت أسمع أذن , فما لاح لك بعضه ليس ألا ظهر جرح غائر في الحشى فدعني أجعلك تتلمس بعض منه , فبينما المليون صار ينفق على الكلام فلعلي أفوز بملايين حسنات تبارك لي في ديني ودنياي ..
شاعر المليون . ومن سيربح المليون . ولاعب المليون .و ناقة المليون .
هههههه هل أصبحت الملايين في متناول اليد ألى هذا الحد؟
هل أصبحت الملايين طفح زاد عن الحاجة ؟؟؟
هل أصبحت الملايين تهدى لكل ناعق ؟؟
هل الملايين مال لن نسأل عنه يوم القيامه؟؟
تساؤلات جمة ولكن:
**************
سنأخذ مليونا( بل ملايين) من الملايين السابقه للنفض غبارها قليلا..........
فئة تستحق الضرب بالسوط ضرب غرائب الأبل لها ولمن جاراها بفكر أو مال .........
سأبدأ بتلك الكرة الصغيرة المستديرة استدارة العقل البليد والمخ الخاوي , صرخة العصر وروح الشباب والعلم الذي لا نفع منه ولا خير فيه......( كرة القدم تحديدا) فاسمع إلى الترهات وأنين الحروف لما أطلق عليها من معاني:
بطل و بطولة , انتصار وهزيمة , جمهور و مشجعين, تمرين و تدريب , تخطيط وتدعيم , علم وأعلام , معركة و ملحمة , رأس حربة وظهير , حارس ومدافع , وسط ومقدمه , مصاب ومصابين , مبدع ومتألق,.............................الخ
لن أكمل فلو استمر قلمي يرسم كل ما أمليه عليه فسيملأ الملايين من الصفحات من المترادفات المتضادات في آن واحد ليكون لنا جيشا جرارا يقوده العتاة والدهاة من الرجال الأشداء والصناديد الشجعان في ظل خطط دقيقة جدا ولكن الموازين اختلت وتحطمت أركانها وسلب مفهومها وغاب معناها ومغزاها وصارت البطولة والبطل وما بعدها تشكو فجيعة مآلها وما أصبح يقصد بها.........
عبارات سطرت وكلمات زينت في غير مكانها ومدلولها والأدهى أنها وهبت لمن لا يستحقها ولا يتصف بها,
زمن العجائب والغرائب هذا الذي نعيشه ,فقد أصبح الأبطال والشجعان المغاوير هم لاعبي الكرة فلننظر ونراجع بعض المفردات ونتسائل هل هذه الكلمات أخذت معيارها ومعناها الصحيح أم أن الموازين فعلا اختلت والمفاهيم تغيرت.........
فصار البطل هو من له قصب السبق في إحراز ركلة قوية تهز المشاعر والوجدان ويجري بها بسرعة البرق ليختطف الجلد المنفوخ قبل أن يصل أليه غيره والبطولة هي تحقيق الفوز المستمر في ذلك...
والانتصار هو قهر الند والفوز عليه وتسجيل أعلى الأرقام في مرماه والهزيمة هي العودة بخفي حنين من ساحة الحرث بالرؤس والأقدام .....
قد يقول البعض أنني أجحفت في حق الرياضة والرياضيين ولكن الأمر مبالغ فيه الى حد الجنون فكيف ننصب من يهرول خلف الجلد المنفوخ بالبطل والأبطال هل أصبنا بسكرة أم أن العيش الرغيد طغى حتى لم نعد نميز الصحة من الخطأ ..........
وقد يحاججني أخر ويقول هذا اقتباس لا بأس فيه ..., فأقول لم أعترض ولكن الأمر زاد وطغى حتى أصبح مفهوم لدينا أن البطل والبطولة تخص لاعبي الكرة بل أصبحت الملايين تهدر والمكرمات تصرف والمرتبات تزيد والمكافآت حدث ولا حرج (مكافأة مدبولة) والاحتفالات تقام ويا قلب لا تحزن . وأخواننا المسلمون صغارا وكبارا يموتون من هنا ومن هناك جوعا وبردا وحصارا ونهبا وسلبا فهل هل نحن عمي ؟هل نحن مجانين ؟
في اعتقادي أن هذا هو من كفر النعمة ولا أفتي في ذلك ولكن عندما تصرف الأموال في غير مكانها وخاصة أذا صار الأمر مبالغا فيه فوالله أننا على شفى حفرة من غضب الله عزوجل .........
أقرأوا هذا الحديث وافهموه جيدا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال: خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه، فلم يلبث أن جاء عمر ، فقال: ما جاء بك يا عمر ؟ قال: الجوع يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا قد وجدت بعض ذلك، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التَّيْهان الأنصاري ، وكان رجلاً كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبكِ؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم بقِربة يزعبها، فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويُفَدِّيه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بساطه، ثم انطلق إلى نخلةٍ، فجاء بقِنْوٍ فوضعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفلا تنقَّيتَ لنا من رُطَبه؟ فقال: يا رسول الله! إني أردتُ أن تختاروا، أو قال: تخيروا من رُطَبه وبُسْره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة)
تمر وماء هو من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامه فكيف بنا نحن وهذا حالنا..................
أذن لم يعد القلب يفرح بمثل هذه الكلمات لأنها نحت منحا أخر عما وجدت له ولكن لا أقول ألا اللهم الطف بنا وارحمنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ............
واعذروني فقد اختنق قلمي بحبره فلم يعد يرغب بكتابة المزيد فبعد حديث سيد البشر يقصر الكلام وتتعثر الحروف وتنتهي العبارات والجمل ...........
شكرا لكم
أخيكم
شــــــامخ الهامه
المفضلات