بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معالي الشيخ صالح الفوزان في لقاء مختصر خص به موقع لجينيات
الثلاثاء 12, يناير 2010
من باب التواصل بين موقعكم ( لجينيات ) وعلمائنا الكبار ، لإيصال آرائهم السديدة لقطاع واسع من أبناء الأمة الإسلامية ، فقد قمنا بعرض بعض الأسئلة التي نراها مهمة في هذا الوقت ، على صاحب الفضيلة الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان ، عضو هيئة كبار العلماء - حفظه الله -. وقد سرّنا اهتمامه الكريم بها ، وتلبيته رغبتنا ، رغم مشاغله الكثيرة ، ورغم الوعكة الصحية التي تعرّض لها مؤخرًا – شفاه الله - . ولأجلها كانت إجاباته من قبيل " المختصر المفيد " ، و " خير الكلام ما قلّ ودل " . ويسعدنا عرضها هنا ، مع شكرنا لمن كان واسطة الخير بيننا وبين الشيخ :
السؤال الأول : يتحدث كثيرٌ من منتقدي العلماء أنهم في فتاواهم ينساقون خلف السائل دون إدراكٍ لحقائق الأمور ، ولا إحاطة بآثار ما سيُفتون به ، فما رأي فضيلتكم ؟!
جواب 1:
- الجواب يكون على قدر السؤال .
- المفتي لا يعلم نوايا السائل ، وإنما يجيبه على ظاهر سؤاله .
- إذا علم المفتي أن السائل لا يقصد بسؤاله الاستفادة فإنه لا يفتيه .
السؤال الثاني : اجتمع العلمانيون والرافضة والمرجئة على اتهام الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - بالغلو ، لأنه يكفر من تولى المشركين أو حكم بغير الشريعة ، فما هو الجواب عن ذلك ؟
جواب 2 : منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب واضح من كتبه ، فلا التفات إلى ما يقوله المغرضون فيه ، فقد قيل في الرسل ما قيل من أعدائهم فلم يضروهم ، وحينما يكفر الشيخ من يتولى المشركين أو يحكم بغير ما أنزل الله ، فإنه يعتمد على الكتاب والسنة .
السؤال الثالث : بعد أحداث سبتمبر تعرض المنهج السلفي لهجمة جائرة من أطراف كثيرة ، كالدول الغربية وأذنابهم العلمانيين والمرجئة والروافض ، فما سر اتفاقهم هذا ؟
جواب 3 : الهجمة على المنهج السلفي ليست جديدة ، فالأعداء دائماً يستغلون الأحداث لصالحهم ضد أهل الحق . ولم يضرهم ذلك .
السؤال الرابع : نرى بعض الصحفيين يُطلقون على أنفسهم ليبراليين إسلاميين ، فما حكم هذا الانتساب ، وهل يصح الجمع بين الليبرالية والإسلام ؟
جواب 4 : من ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام فقد ارتد ، ولا يسمى مسلمًا بعد ردته ، قال تعالى : ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فقد حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ، ولا يجتمع الإسلام والكفر . ومجرد الدعوى لا يفيد .
السؤال الخامس : بعد محاولة تفجير الأمير محمد بن نايف هاجم جمعٌ من الصحفيين مدارس تحفيظ القرآن والمناهج ، فما تعليقكم ؟
جواب 5 : كما سبق في جواب السؤال الثالث أن أعداء الإسلام دائمًا يستغلون الأحداث لصالحهم ضد المسلمين .
السؤال السادس : لماذا لا تكون هناك بادرة من كبار العلماء لإنشاء وقف ضخم لتمويل مشاريع الدورات الشرعية أو نشر الكتب المفيدة ، وإرسال الدعاة أو كفالتهم في الخارج ؟ وهو ما سيزيد من اتساع نطاق الخير ، دون انتظار هذا البند أو ذاك ؟
جواب 6 : يُعرض هذا المشروع عليهم ، ولا يكون فيه احتيال أو دس أو مقاصد سيئة ، ولا أظنهم يمانعون إذا تحققوا من سلامة المشروع من المحاذير .
السؤال السابع : ما نصيحتكم لبعض الدعاة ممن كان ينهج منهج التهييج على الولاة ، ثم انقلب إلى منهج التمييع الفقهي ومشاقة فتاوى علماء هذه البلاد ؟ وما وصيتكم لمن قد يتابعونه أو يعينونه على أفكاره ، أو يجاملونه فيها ؟
جواب 7 : نقول : ( يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ) ، ( ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) ، والإنسان مُعَرض للفتن . والمناصحة مطلوبة .
السؤال الثامن : لماذا لا يقوم كبار العلماء بجهود في سبيل جمع كلمة أهل السنة الذين تفرقت كلمتهم ، وابتلي كثير منهم بالتحزبات التي أضعفتهم ؟ بأن يُجمع رموزهم ، ويُطلب منهم الكف عن كل ما يفرق الكلمة ، وإن كان أحدهم على خطأ طُلب منه الرجوع عنه ، بإشراف كبار العلماء ، كما كان الوضع أيام الشيخ ابن إبراهيم ـ رحمه الله ـ ؟
جواب 8 :هذا أمر واجبٌ ، تجب المبادرة إليه ، عملاً بقوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ) .
السؤال التاسع : يظن بعض السلفيين أن إنكار المنكرات ( الظاهرة ) ، كالمهرجانات الغنائية أو السينما أو غيرها ، هو من قبيل التهييج على الحاكم ، لا ينبغي فعله ، ولهذا تخلو منتدياتهم من إنكار هذه المنكرات أو بيان حكمها للمسلمين ؟ فهل يُفرق العلماء بين إنكار المنكر العلني دون تهييج على أحد ، وبين إنكار المنكر الخاص المتعلق بالأشخاص ؟ وما الضابط في هذا ؟
جواب 9 : - إنكار المنكر حسب المنهج السليم ليس فيه تهييجًا على الحاكم ، وإنما هو من باب النصيحة له .
- المُنكر المعلن يُنكر علانية حسب الاستطاعة . والمُنكر غير المعلن يُنكر على صاحبه خاصة .
السؤال العاشر : يدعي البعض أن العلماء لا دور لهم في أمور الناس المعاشية ، أي أنهم لا يناصحون ولاة الأمر ويقدمون له الاقتراحات في مجال رفع الأسعار أو المكوس أو الأموال العامة وصرفها .. الخ . فما رأيكم ؟
جواب 10 : العلماء لا يُعلنون مناصحتهم لولي الأمر ، وإنما تكون بينهم وبينه .
السؤال الحادي عشر : لماذا لا يقوم كبار العلماء بالاتفاق مع الوالي بحصر الفتيا في بعض الأمور التي قد يُحدث الاختلاف فيها تشويشاً وبلبلة على الناس ، في اللجنة الدائمة للإفتاء ، ومحاسبة من يفتئت ويفتي فيها من غيرهم ، كفتاوى علاج السحر بالسحر أو الطلاق أو مسائل الجهاد .. وغيرها مما يشابهها ؟ لا سيما وفي هذا حفاظ على الوحدة الفكرية لهذه البلاد ؟
جواب 11 : الإفتاء في الأمور العامة من اختصاص هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة ، ولا يجوز أن يتولاها غيرهم ؛ لأجل ضبط الأمور ومنع البلبلة والاختلاف.
منــقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ل
المفضلات