عرعر - خالد المضياني 13/01/08//
كرر البرد فعلته في عرعر أول من أمس، بعدما سرق حياة الفتاة مشاعل داخل إحدى غرف منزل الصفيح الذي كانت تسكنه. لم تستطع جدران الصفيح الرقيقة رد قسوة البرد القارس الذي ضرب المناطق الشمالية خلال الفترة الماضية، لتدفع مشاعل (15 عاماً) حياتها ثمناً لضيق حال ذويها، وفقرهم الشديد، إذ لم يستطع ذووها لضيق ذات اليد حماية ابنتهم من قسوة الظروف.
سجلت مشاعل بوفاتها متأثرة بالبرد، أول ضحية من ضحايا «أحياء الصفيح» المحيطة بمدينة عرعر، منذ أن نشرت «االشبكه» حولها تحقيقاً في 31 كانون الأول (ديسمبر). ورابع حالة تتوفى بسبب البرد في المناطق الشمالية من السعودية خلال أقل من شهر.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه ذووها التقرير الطبي من مستشفى عرعر المركزي، لمعرفة سبب الوفاة، يؤكد والدها أن البرد هو من سرق حياة ابنته.
وأكد الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الحدود الشمالية العقيد بندر الايداء تلقي مركز شرطة الفيصلية بلاغاً من مستشفى عرعر المركزي يفيد بوصول فتاة متوفية إلى المستشفى.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية باشرت الحالة، وعاينت الموقع، وهو عبارة عن بيت شعبي في إحدى الهجر (تبعد 30 كيلومتراً شرق عرعر)، ولم يثبت وجود شبهة جنائية، مضيفاً: «تم سؤال والديها عن سبب الوفاة، فأجابا أنهما وجداها ميتة على الفراش أثناء نومها، وسُلِّمت الجثة إلى والدها تمهيداً لدفنها.
وقال مصدر مطلع إن الأوضاع المادية لهذه الأسرة متردية للغاية، فهم يعيشون تحت خط الفقر، وأضاف: «لم تستفد هذه الأسرة من «حملة دفء» التي وصلت للمنطقة أخيراً»، متهماً القائمين عليها بأنهم لم يوزعوا المساعدات بشكل عادل.
من جهتها، حمّلت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين مسؤولية ما حدث، وما يعيشه سكان أحياء الصفيح عموماً من معاناة، وزارة الشؤون الاجتماعية التي من المفترض أن تخصصها معالجة الفقر وتحسين أوضاع الفقراء، على حد قولها.
وطالبت الدكتورة سهيلة الشؤون الاجتماعية بمعالجة ذلك فوراً، ضمن صندوق معالجة الفقر الذي دعمته الدولة بمبلغ 100 مليون ريال، مشيرة إلى أن للبرد وطأته كما للحر أيضاً على سكان أحياء الصفيح والفقراء عموماً.
ودعت إلى زيادة المساكن الخيرية وتوفير البيوت الملائمة من الناحية الصحية لسكان تلك المناطق، وإعطائها أولوية للقضاء على هذه المعاناة.
وأجرت «الشبكه» في وقت سابق تحقيقاً موسعاً حول أحياء الصفيح، زارت خلاله مواقعها، وأخذت انطباعات السكان هناك، وعرضت شكاواهم ومطالبهم.
واشتكى المواطنون وقتها من شدة وطأة الشتاء عليهم، لعدم قدرتهم على توفير وسائل التدفئة لمنازلهم، بسبب شح المال، وانعدام خدمة الكهرباء في أحيائهم، لا سيما أن الصفيح يمتص البرودة، الأمر الذي دفع بعضهم إلى وضع ألواح من الخشب في محاولة منهم لعزل جدران منازلهم، ومقاومة ما يلقونه من قساوة البرد.
لااملك التعليق على هذا الخبر المحزن رحمها الله
مشاعل في ذمة من ؟؟؟؟؟
المفضلات