تزادد أعداد البشر عاماً تلو عام
وتتطور الصناعات عاماً بعد آخر وتزيد الأحتياجات والحاجات لبني البشر
فلقد عاش الناس سابقاً في ظروفٍ صعبه وفاقةٍ وقلتَ حيله فالإمكانياتُ شحيحه ولكن الحياه سهلةٌ ميسرة فكماليات الحياة شبه معدومه
وعلى الرغم من هذه الظروف المحيطة ببني البشر سابقاً إلا أن المجتمع يتمتع آنذاك بترابطٍ قوي وصلةٍ قويةٍ فيما بينهم فأنعدام المواصلات لم تمنعهم من أداء صله الأرحام ولم تمنعهم من القيام بالزيارات المكلفة والمتعبه والتي ربما تمتد أياماً من أجل زيارة قريب أو صديق دافعه الحب والوفاء وحسن الجوار فكانت النفوس قريبةً لبعضها البعض على الرغم من تباعد المسافات وإنعدام الإتصالات
وكانت مساعدتهم لبعظهم البعض واضحةً جليه فتكافلهم الإجتماعي قويٌ ومتين يرتقي إلى درجة الواجب فيمابينهم فقصصهم كثيره وأستشهاداتهم الشعريه التي توثق ماقاموا به من تكاتف وإحترامٍ وحسن جوار لاتخفى على أحد
وبعد طول سنين جاء عصر السرعه والمواصلات والتقنية والإتصالات
فالأمكانيات لدى الناس في هذا العصر كثيره والمواصلات متوفره ميسره ولكن الحياة صعبه معقده فالمال وجمع المال أصبح شغل المجتمع الشاغل ولم يفرق الناس في هذا العصر بين ضروريات الحياة وكمالياتها فكل شئ أصبح ضرورياً بالنسبة لهم فكثرت أمراضهم وزادت أوجاعهم وتعبت نفسياتهم وقل توكلهم فالجميع يريد الرفاهية فأنحصرت افكارهم بزاويةٍ ضيقه فطغت الأنانية وزاد حب الذات فالكثير يهتم بنفسه وأولاده فقل التكاتف والتكافل الإجتماعي فيما بيننا فلم نلتمس حاجات الفقراء والمحتاجين من جار أو قريبٍ أو صديق
قل تواصلنا فيما بيننا فقطعنا أرحامنا فلم نصل عماً أو عمه ولا خالاً أوخاله
أصبحت صداقاتنا تحمل شعار أنا صديق من حضر فمن غاب لم نسأل عن سبب غيابه أصبحت مصالحنا بالدرجه الأولى فالحب والوفاء والإخلاص في العلاقات الإجتماعيه
يكاد ينعدم فلا حول ولا قوه الا بالله
وعلى الرغم من ذلك مازال هناك قلةٌ باقيه تحب الخير وتحب الناس وتحب مساعدتهم وتحب الوصل والتواصل
وتشفق وتعطف وتحن وتحزن وتفرح للجار والأخ والصديق فالحمد لله على وجود هذه الشريحة من المجتمع أسأل الله سبحانه أن يزيد في إعدادها
المفضلات