فراسة بدو البلو في السودان وفطرتهم..؟؟
السلام عليكم
ونقدم لكم اليوم عن فراسة بدو البلو في السودان
وتبدو قوة ملاحظاتهم ودقتها اكثر ما تكون
وضوحا في تتبع أي اثر لحيوان او انسان..
انهم يصلون في هذا حدا يبلغ الاعجاز..
يكفي ان ينظر احدهم الى اثار جمال في الطريق
ليقول لك انها تحمل شيئا ثقيلا وتسير ببطء وقد يقول:
انها خفيفة الحمل سريعة الخطو، يعرف هذا من ضغط
خف الجمل على الارض ومن المسافة بين خطواته..
ويكمل قائلا:
وكنا اذا نزلنا في ظل اجمة من الاشجار ووجدنا اثار قوم
قبلنا ينظر احدهم الى حيث كانت تبرك جمالهم
والى بعض (بعرات) يسحقها بيديه ليحددّ لك متى كانوا هنا
ومتى تحركوا، بل يستطيع ان يحدد اذا يحملون مع ابلهم
شيئا ام ذهبوا خفافا، ومدى سرعتهم في السير ..؟
ولا يخطئ في هذا ابدا، وقد يمضي الى ابعد من هذا
فيحدد اين كانوا من قبل وفي وادٍ كانت ترعى الابل
وهذا يعرفه من سحقه للبعر ليستدل على نوع الشجر
او النبات الذي رعته وهو يعرف تماما في أي وادٍ
ينمو هذا الشجر وذاك النبات!."
ويذكر لنا أحد الرواه قصة حضر وقائعها قائلاً:
وفي احدى جلسات المرحوم الشيخ علي التوم –
شيخ قبيلة الكبابيش في جنوبي السودان
فقد فقد احد البدو بعيرا من ابله وبحث عنه طويلا
ولم يجده ولكنه لم ييأس ، فقد درج على ان يمعن النظر
في آثار كل ابل تعترضه عسى ان يجد اثر بعيره
في آثار الابل التي وردت وصدرت..
وبينما هو يدقق النظر في آثار مراح من الابل
وقعت عينه على اثر بعير ما شك في انه بعيره المفقود.
وسرعان ما ترك ابله حول البئر مع اخوته
وركب جمله وسار في اثر ذلك المراح
الذي وجد اثر بعيره معه...؟
وبعد فترة بلغ المراح واتجه اليه باحثا بنظره هنا وهناك
حتى وقع على بعيره المفقود واتجه اليه دون تردد
وساقه امامه..؟
واعترضه صاحب المراح الذي لم ينكر انه
وجد البعير ضالا وضمه الى ابله دون ان يعرف صاحبه..
وأبى ان يسلم البعير لصاحبه الاّ امام الشيخ
وجاءا معاً الى مجلس الشيخ ليفضّ هذا انزاع..
وروى صاحب البعير المفقود قصته والراوي يحضر كل ذلك
وتعجب الراوي وسأل الرجل صاحب الجمل:
كيف تعرف اثر بعيرك بعد سنتين..؟
ومن بين مراح إبل تجاوز عدده المائتي بعير؟!
فنظر صاحب الجمل الى السائل ساخرا
وعجب من سؤاله وشاركه في السخرية والتعجب
كل من كان في مجلس الشيخ..
وقالوا :
كيف أرى في هذا ما يستدعي التساؤل والعجب..؟
وضحك الشيخ علي التوم رحمه الله..
وقال للراوي:
ليس في هذا غرابة..؟
بل الغرابة الا يعرف بعيره مهما طال به العهد..؟؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي
المفضلات