الثروة البشرية هي الثروة العظيمة والمتجددة وهي اساس تكوين المجتمع وبالتالي هي اهم مقومات أي دولة..
بشرط ان يلتزم المجتمع بمقومات حضارة العصر من العلم والعمل ورعاية النبوغ وغرس روح المبادرة واشاعة روح الالتزام بأداء الواجب والنهوض بالمسؤولية باخلاص وعلم ومهارة. ولا يقاس مستوى تحضر المجتمعات بما تملك من اشياء، انما يقاس بما تمارس من الافعال واسلوبها في التعامل وطرائقها في السلوك والانضباط الاجتماعي.
واهم التحديات على الاطلاق التي تواجه مجتمعنا السعودي والعربي من اجل تحقيق ما سبق هو ذلك المتصل بالتعليم والتنمية لانه متعلق بصناعة المستقبل.
وما لم يحدث ارتباط وثيق بين التعليم والتنمية فلن يكون ممكناً الانتقال الى مستقبل اكثر استقراراً واقوى حضارياً.
وهناك ضرورات وعلى كل المستويات معالجة الاشكالات المرتبطة بالتعليم، واعادة الاعتبار للصلة بين التعليم والتربية من ناحيةوالتعليم والتنمية من ناحية اخرى، وخاصة المنهج وبالذات الكتاب المدرسي الذي هو بحاجة ماسة وفورية لدراسة وتعديل. فالخطأ الماثل في نظامنا وخطابنا التعليمي انه خطاب تلقيني احادي ينتج عقلية منغلقة يسهل انزلاقها الى التعصب. ولم يكن ينتج الفرد العامل المنتج. وما يميز انتاج هذا الخطاب وهذا الاتجاه انتشار سيادة الثقافة الاستهلاكية في كل مجالات الحياة وعدم الاعتماد على النفس في بناء مقومات المجتمع، وغياب علم المستقبل عن الوعي الفكري.
وحدوث حالات انهيار بغياب القيم التي تخترقها اجهزة الاعلام الاسود وثقافته، وإلى إقامة فجوة بين الاعلى والادنى من فئات المجتمع وانتشار حالات الفساد.
والمدرسة التربوية هي صمام الامان باعتبارها الموجه نحو الانتاج واعادة انتاج القيم ونقلها بشكل امين للاجيال المتعاقبة.
والمؤسسات التربوية تتحمل العبء الاكبر لتحصين الذات ضد التنميط الثقافي السلبي وبالتالي ضد تكوين مجتمع بعيد عن الاخلاق والعمل والانتاج واذا ما اردنا ان تحقق المؤسسات التربوية الاهداف والتطلعات الايجابية لا بد من خطط صحيحة مبنية على استنتاجات صحيحة ودراسة دقيقة لكل السلبيات الموضحة في مناهجنا التعليمية حتى لا نقع في المستقبل اكثر مما نحن فيه الآن.
ومن اهم ما يجب ان تتضمنه الخطط.. ان نحسب حساباً لمفاجآت السلوك البشري وان يكون لنا في التاريخ وفي تجاربنا وتجارب الآخرين عبر. بما فيها التجارب في الغرب او الشرق؛ في امريكا واليابان تحديداً. وأن لا ندع مجالاً لأن ينوء مجتمعنا باعباء العقليات الخصامية التي تفكر في الماضي فقط ودونما ان تضع للحاضر والمستقبل اي اهتمام إلا من مستقبل يؤكد دائرة التخلف والجمود!
الحقيقة لا بد من عقل جديد وثقافة جديدة ومنهج قائم على الثوابت الإسلامية بفكر متطور.
والإعلام هو اللاعب الرئيس في التطوير والمفكرون لهم الدور الاكبر لتنوير المجتمع.
وعلى العلماء والمثقفين مسؤولية ضخمة ويجب ان يكونوا قادرين على تحمل هذه المسؤولية وعليهم مواجهة قضايا واحداث العصر واؤكد ان المشكلة الاساسية في التعليم ..يليه التعليم ثم التعليم! والانطلاق الى آفاق حضارية تتوافق مع عظمة ديننا الإسلامي المتطور مع كل زمان وروعة بلادنا القائمة على هذا المنهج القويم.. لا بد من اصلاح التعليم اولاً.
الاستاذ : عبدالله العميره
المفضلات