تحريم احتقار المسلمين و السخرية منهم
قال الله تعالى : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات و الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم و لهم عذاب أليم و قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ، و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ، و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب الآية ، و قال تعالى : ويل لكل همزة لمزة .
و أما الأحاديث الصحيحة في هذا الباب فأكثر من أن تحصر ، و إجماع الأمة منعقد على تحريم ذلك ، و الله أعلم .
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تحاسدوا و لا تناجشوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و لا يبع بعضكم على بعض و كونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره ، التقوى هاهنا ـ و يشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم : كل المسلم على المسلم حرام : دمه و ماله و عرضه .
قلت : ما أعظم نفع هذا الحديث و أكثر فوائده لمن تدبره .
في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً و نعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس .
قلت : بطر الحق بفتح الباء و الطاء المهملة و هو دفعه و إبطاله ، و غمط بفتح الغين المعجمة و إسكان الميم و آخره طاء مهملة ، و يروى غمص بالصاد المهملة و معناهما واحد و هو الاحتقار ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .
المفضلات