مي عبدالله الشايع
قالت لي: ماذا بقي في القلب؟ أم ماذا بقي في الروح؟ سؤال يتكرر في ذاكرتي ليل نهار ويرجع صداه المفجع بإجابات تفيد بان وقت الرحيل قد حان وأن المحطة الأخيرة لحياتنا معا قد انتهت.
ملأني السأم من حياة مع رجل فشلت كل مجلات الطب النفسي والعقلي في علاجه ليس لعلة في الطب وإنما لرفضه الاعتراف أصلا بالمرض.
أتعبني عقله غير الواعي وإدراكه القاصر وأمرضني الدخول معه في نقاشات عقيمة في أمور الحياة.. وتفاصيل الأحداث اليومية.. لم يكن حكيما أو ناضجا بما فيه الكفاية حتى يستوعب معنى "المودة والرحمة" بين الأزواج والتي يندرج تحتها نظام العلاقة والتعامل الزوجي..
تساءلت مرارا هل بالإمكان إضافة "الفحص النفسي والعقلي" إلى شروط إتمام الزواج تماما مثل الفحص الطبي قبله.
مرض اضطرابات الشخصية أحال حياتي معه إلى جحيم لا يطاق ولم يقف الأمر عندي فقط بل تجاوزه إلى أبنائي... الذين تطفح صفحات وجوههم بالألم والحسرة من أب مشتت الفكر قاس وعنيف تارة يرفعهم إلى عنان السماء وتارة بعد برهة يخسف بهم الأرض... مزاجه يتقلب بين الحب والكراهية.
كانت جريمة عظمى في حقه عندما طلبت منه مراجعة طبيب أو أخصائي نفسي.. ثار كالبركان: تتهمينني بالجنون؟؟؟!!!! إذا كنت لم تفهميني فهناك كثيرات - ضحايا - سيفهمونني !!
قلت:
كيف يكتشف الأهل الصحة النفسية لخاطب ابنتهم؟؟ كيف يماط اللثام عن جريمة ترتكب كهذه في حق المرأة؟ هل يجب على الرجل أن يمر على عيادة الطب النفسي للتأكد من صحته النفسية وقدراته العقلية؟ هل تدركون معنى أن يكون الزوج مصابا بمرض عصابي كالقلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية والوسواس القهري أو أن يكون مصابا بمرض عقلي مثل الفصام أو الصرع.. وغيرها من الأمراض؟ وفي مجتمع تعتمد فيه المرأة على الرجل اعتمادا كاملا بل هو صاحب القوامة.
وما يدعو للحسرة أيضا أن يتزوج ثانية وثالثة بحجة أن زوجته "راعية مشاكل" ما فهمتني "مريضة" والنتيجة مزيد من النساء المحطمات.
هل تصدقون أن في مجتمعنا مازالت كثير من الأسر حتى الآن تجد الحل لولدها المريض نفسيا أو عقليا في تزويجه!!
في رأيي لابد من الفحص النفسي قبل الزواج.
المفضلات