السجن السعيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..
إخوني/أخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المتأمل في أحوال الناس اليوم (الا من رحم الله) سيأخذه العجب وتتملكه الدهشة ؛ فالوجوه بائسة وكأنهم خرجوا توائم من رحم التعاسة واستهلوا صارخين : زهقه ؛ملل ؛ ضيقة خلق ؛ وين نروح!! ...الخ من الكلمات المتشابهة ؛
مابال قلوبنا ضائقة بها صدورنا رغم سعة العيش والرفاهية؟
مابالنا نفتقد تلك اللذة التي عاشها من كان قبلنا رغم افتقادهم لكثير مما نحن فيه من الخيرات ؟
لو سئلتم إخوتي
ماشعوركم تجاه كلمة (السجن)؟
لاشك سيتبادر الى ذهنكم صورة مظلمة فهو موحش ومنفى يبعد أسيره عن الأصدقاء والأحباب ؛
إنه قبر الحرية ولكن ألا توافقوني بأن القبر أحيانآ يكون روضة من رياض الجنة ؟
انظروا الى ذاك الرجل يقاد إلى السجن مكبل تتعثر خطواته يخيل للرائي أن أسوار سجنه جنود تستعد لشنق شمس حريته التي وقفت حزينة وكأن دموعها لون الشفق، لوحت شمسه بالفراق وغابت خلف تلك الأسوار!!
ولكنها أشرقت في قلبه وأضاءت سعادة واطمئنانآ وصدح بكلمات يعرفها كل من عرف صاحبها
إنه (شيخ الإسلام) الذي قال:
مايفعل أعدائي بي أنا جنتي في صدري أنّى سرت فهي معي!
تحول السجن لديه إلى خلوة مع الله والقتل شهادة في سبيل الله والنفي عن بلده سياحة في أرض الله !!
ماأروع تفاؤل قلبه وماأجمل ذلك الثبات !
هل عرفتم الآن لماذا يشعر الكثير منّا بالحزن؟
لأن السعادة الحقيقية هي سعادة (القلب) والقلب لايسعده إلا الله فكن مع الله ولاتبالي
، وانتقل من درجة المحبين لله إلى درجة المحبوبين من الله .
فما أسعد من أحبه الله فكل مافي الكون سوف يحبه ....
منقول
رد مع اقتباس
المفضلات