القول الفصل في معركة بغداد
هل كانت هزيمة للجيش العراقي.. أم خيانه ..أم إنتصار كبير للعراق ؟
الشئ الوحيد الذي إتفق عليه كلاً من الإعلام العربي والأمريكي والإعلام العراقي وكل المحللين الإستراتيجيين والعسكريين ، هو ان معركة بغداد هى المعركة الفاصلة فى العدوان الامريكى البريطانى على العراق.. كان ذلك محل تركيز و اتفاق منذ اليوم الأول ، بل كان كذلك أيضاً قبل بدء المعركة .. معركة بغداد هي المعركة الفاصلة .. معركة بغداد هى المعركة الفاصلة ..معركة بغداد هى المعركة الفاصلة .
الرئيس العراقى أعلن في خطابات متعددة فبل وأثناء العدوان أن مغول العصر الحديث سيهزمون على أبواب بغداد .. ووزير إعلامه المتميز وكذا وزير دفاعة والمتحدث العسكري جميعهم كانوا يتحدثون طوال الوقت عن معركة بغداد التي سيلقى الأعداء هزيمتهم فيها . ومع تعثر خطوات القوات الأمريكية والبريطانية أمام أم قصر ثم البصرة والناصرية والنجف وكربلاء ، زاد القادة العراقيين من إعلاء أهمية معركة بغداد ، وأطلق وزير الإعلام العراقي تصوراً إستراتيجياً للمعركة زاد من أهمية بغداد ، حينما شدد على فكرة إطالة " الأفعى " لكي يسهل م والأمروحة بين الجيشين العراقى والامريكى في الأراضي الصحراوية المكشوفة .. لكن المشكلة هى ان الفهم العام المسيطر على عقولنا جميعا هو حدوث معارك بين الجيشين داخل المدن .. وذلك هو الخطأ الذي وقع فيه كل من تصدوا للتحليل الاستراتيجي و العسكري ، حيث ، وبعد تفكير وتدبر ، لا يمكن قيام مثل هذه المعركة من الأساس ، حيث أن عوامل قوة الجيش المهاجم وإن ضعفت بعض الشئ في مواجهة الجيش المدافع فى حالة المدن ، إلا أنها تظل قوة ساحقة ، يعتبر معها الدفاع عن المدن من خلال مواقع و خنادق ثابتة ( خنادق - حفر - أماكن مموهة ) عملية انتحار لجيش ومدينة بالكامل ، حيث يمتلك الجيش المهاجم أسلحة تدمير للمباني و الخنادق ، وحيث يمتلك وفرة هائلة من طائرات الهليكوبتر القادرة على العمل بحرية ضد الخنادق و الحفر ، والقادرة على اكتشاف مواقع الدبابات أو العربات أو االمدافع ، والأهم هو أن الجيش المعتدي ليست لديه أية نية ، لا عملية ولا نظرية ، للاستمساك بقواعد القتال النظيف أو وفقا لقواعد الحرب وأنه سيستخدم أسلحة تدمير شامل ،وإبادة كاملة .
لقد تخلص الجميع من فكرة القتال في الأماكن المكشوفة ، لكن لم يتخلص من فكرة أن التفوق يظل ساحقا في حرب المدن ، م
والقضية الثالثة : هي ان الجميع لم يدرك انه ليس بالامكان خوض معركة فاصلة في مدينة تحاصر من كافة الاتجاهات .. من أين إذن في هذه الحالة تأتي الذخائر .. والإمداد والتموين .
إن التاريخ لم يعرف أبداً امكانية أن تخوض مدينة محاصرة من جميع الاتجاهات معركة فاصلة .. حيث النتيجة في هذه الحالة هي الانتحار الجماعي ، خاصة في ظل وضع محيط بالعراق لا أمل في تطويره لفك الحصار .. ووضع دولي لا يسمح بالإمداد للمدن المحاصرة بأي نوع من الامداد .
و القضية الرابعة : أن نتيجة خوض معركة ، وفق هذه الظروف ، وبنهاية " مشرفة " كما يتصور البعض ، أو بصمود مشرف ، لم يكن له سوى نتيجة واحدة ، هى انتهاء المقاومة فى كافة أرجاء العراق فى المستقبل .. و السيطرة المطلقة لقوات العدوان على بغداد .. وبلا إمكانية لحرب عصابات مقبلة .
كيف نفهم ما جرى؟
بداية نحن لا نملك معلومات فى القضية .. لا عن خيانة أو عن اتفاق .. وإن كان كل ذلك يتهاوى الآن مع ما بدأ يتسرب عن استخدام قوات العدوان لسلاح تدمير شامل غير معروف ، قتل فيه عدة الآف من الجيش و المواطنين العراقيين .لكن الأهم لفهم ما جرى هو ما يلى :
الأول : أن ما حدث فى معركة بغداد ، كان هو التصرف الطبيعي و الضروري ، لإنقاذ بغداد سكانا ، ولإنقاذ المدافعين معها ، استعدادا لمعارك تجرى الآن بالفعل فى بغداد ، حيث تتناثر كثرة من المعلومات حول مدى استمرار المقاومة وقوتها المتصاعدة .. و تأثيرها الذي يقوى ويتصاعد .
الثاني : أنه لم يكن ممكنا بالفعل خوض معركة على أسس الدفاع الثابت عن بغداد بالنظر إلى حالة التسليح بين طرفى المعركة .. خاصة سلاح الهليوكبتر .. وكذلك أسلحة التدمير الهائلة من خلال القنابل الضخمة .
و الأهم فى كل ذلك :
هو أن يتخلص الجميع من الانكباب على محاولة حل لغز ما جرى ، لينطلق باتجاه واحد و وحيد ، هو كيف ندعم المقاومة التى تجرى ، وكيف نساند و نساهم فى عملية تحرير العراق .
http://groups.yahoo.com/group/abubanan
كتبه/ طلعت رميح
المفضلات