الأمم المتحدة تسحب موظفيها من دارفور.. وواشنطن تبدي قلقها بشأن الأمن بالسودان
البشير يواجه اتهام المحكمة الدولية بالرقص في مناسبة وطنية وترديد (الله أكبر)

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الخرطوم، القاهرة، واشنطن - بليغ حسب الله، وكالات الانباء:
بدا الرئيس السوداني عمر البشير في اول ظهور علني له مساء الاثنين بعد توجيه اتهامات له بالابادة في دارفور، مرتاحاً وواثقاً من نفسه، وقد رقص في مناسبة وطنية احتفالية ورفع عصاه نحو السماء في تعبير عن الفرح وهتف امام انصاره "الله اكبر".

وبعد ساعات من طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو رسميا من قضاة المحكمة اصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني بتهم التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة في دارفور، شارك البشير في احتفال لمناسبة المصادقة على قانون انتخابي جديد. وكأنه يوجه رسالة الى المحكمة مفادها ان الامور مستمرة على حالها.
وجلس البشير على منصة عالية في قصر الصداقة الذي بناه الصينيون في الخرطوم، وسط هتافات من حوالى 500من انصاره ومن ممثلين عن مؤسسات الدولة.
وجلس الى جانبه نواب الرئيس علي عثمان طه وسالفا كير الزعيم الجنوبي. واستمع الرئيس السوداني الى خطابات عن الوحدة الوطنية.
من جهتها، بدأت الأمم المتحدة سحب موظفيها من دارفور الثلاثاء وسط مخاوف من اندلاع اعمال انتقامية بعد تحرك المحكمة الجنائية الدولية باتجاه اتهام الرئيس السوداني.
وقال مسؤول في الامم المتحدة رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "ان عملية النقل بدأت"، وذلك غداة طلب كبير مدعي المحكمة الجنائية الدولية الاثنين مذكرة توقيف بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور.
واعلنت قوة حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) انها ستجلي الموظفين غير الاساسيين الى اثيوبيا واوغندا، بالرغم من تأكيد السودان انه سيضمن سلامة موظفي حفظ السلام والعمال الانسانيين.
وكانت الناطقة باسم القوة المشتركة في دارفور جوزيفين غيريرو صرحت "هذه ليست عملية اجلاء. لكننا نغير مقر الموظفين بصورة مؤقتة. وستبدأ العملية اليوم (أمس)على الارجح".
واوضحت ان "قوة يوناميد لا تنسحب. فالقوات ستبقى على الارض وستتواصل عمليات الاغاثة"، في اشارة الى القوات العسكرية في بعثة حفظ السلام التي لم ينتشر الا ثلثها.
ووصف وكيل وزارة الخارجية السوداني الدكتور مطرف صديق النميري خطوة "يوناميد" الرامية لاجلاء موظفيها خارج البلاد "احادية والحكومة ليست طرفاً فيها"، وقال: (هذا قرارهم، لكن الحكومة ملتزمة بتوفير الحماية الكاملة للبعثة)، واضاف (وفرنا لهم الحماية وطلبنا منهم ان يبقوا ويواصلوا عملهم كالمعتاد)، وزاد "هذه مسؤوليتهم ولا نستطيع ارغامهم".
ووجهت السلطات السودانية الاجهزة الأمنية بتوفير الحماية لبعثة يوناميد والمنظمات الدولية خشية استهداف الحركات المسلحة لمنسوبيها، وأوضح مسؤول امني كبير ان الاجراءات ستشمل وجود البعثات في الخرطوم وجوبا ودارفور، مؤكداً هدوء الأوضاع بعد قرارات المحكمة الدولية.
وقالت الحكومة الاميركية انها تقوم بتعزيز امن موظفيها في السودان بعد طلب المدعي العام في المحكمة الدولية اصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس البشير واعربت عن قلقها من ردود فعل عنيفة.
ولم تعلن الادارة الاميركية عن تأييدها لدعوة المدعي العام لويس مورينو اوكامبو توقيف البشير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك "نحن نؤيد وبقوة مبدأ المحاسبة، وقد كنا من اشد المنادين بذلك".
واشار ماكورماك الى ان الولايات المتحدة اتهمت المتمردين والحكومة بانهم وراء عمليات ابادة في دافور.
وردا على سؤال حول ما اذا كان اعلان المدعي العام الدولي سيؤدي الى عمليات انتقامية ضد القوات الافريقية والدولية المشتركة في دارفور، قال ماكورماك "ان احتمال حصول ردود فعل وارد بالطبع"، وقال ان تصريحات الحكومة السودانية "لا بد انها تسبب القلق لبعض الاطراف العاملة في السودان".

. صحيفة الرياض .