السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمدالله الذي خلقنا ورزقنا وكرمنا على كثيراً من خلقه الحمد الله أننا مسلمين الحمدالله أننا مؤمنين قانتين عابدين طائعين لله شاكرين الحمدالله رب العالمين .
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
التراحم بين الناس فضيلة من اعظم الفضائل الانسانية واجلها قدرا وابقاها اثرا واوفرها عند الله جزاء وشكرا ..
بها يسعد المجتمع الانسانى ويسوده الامن والاطمئنان ويعمه الرخاء والسلام .
والرحمة صفة من صفات الله تعالى قسمها مائة قسم واودع منها قسما واحدا فى الدنيا .. به يتراحم الخلق حتى تحنو به الدابة على ولدها .. وادخر تسعا وتسعين فى الاخرة .. ويدل على عظمة رحمته قوله عز وجل في سورةالاعراف ( ورحمتى وسعت كل شىء )
ولقد وصف الله تعالى نفسه فى كثير من الايات بالرحمة والمغفرة والرافة حتى لايقنط الناس من رحمته كما وصف نفسه بانه شديد العقاب ليحضهم على طاعته .. قال تعالى في سورة البقرة ( ان الله بالناس لرءوف رحيم )
وقال تعالى في سورة المائدة ( اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم )
وقال تعالى في سورة الانعام ( ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم )
وقد مدح الله رسوله الكريم بالرافة والرحمة فقال عز وجل في سورة التوبة ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )
ولعظم رحمته صلى الله عليه وسلم وشدة رأفته امره سبحانه بعد ان مكن له من القوة بالشدة على الكفار والمنافقين فقال ( ياايها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم )
لذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم علي هذا المنهج القويم الذي رسمه القرآن الكريم .. قال تعالي في سورة الفتح ( محمد رسول الله والذين معه اشداء علي الكفار رحماء بينهم )
وجدير المسلم ان يتحلي بخلق الرحمة ويتخذه منهاجا يحقق به الخير لنفسه ولأمته وللمجتمع الاسلامي كله فإن القسوة غلظة تأباها القلوب المؤمنة واذا فقد التراحم بين الناس فقد المرء التعاطف والمودة والمعروف والاحسان وانطمست معالم الانسان الفاضلة وشاعت البغضاء وفشت الجرائم وكثرت المغارم وحل بالناس الشقاء والخسران .
والاسلام حين نادى بالتراحم الشامل جعله دليلا علي صفاء القلب وقوة الايمان وحب الخير وسعادة المجتمع ، وليس ادل علي ذلك من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ( لن تؤمنوا حتي تراحموا ) قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم .. قال ( انه ليس برحمة احدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة ) رواه الطبراني
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ) رواه الشيخان والنرمذي .
وكما تترتب السعادة في المجتمع علي انتشار الرأفة والرحمة كذلك اذا انتزعت الرحمة من القلوب شاعت القسوة والشقوة .. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : وهو في مسجد المدينة سمعت الصادق الصدوق صاحب هذه الحجرة ابا القاسم صلي الله عليه وسلم يقول : ( لا تنزع الرحمة الا من شقي ) رواه ابو داوود والترمذي وابن حبان في صحيحه .
واذا كانت الرحمة مطلوبة لجميع الناس فإن اولي الناس بذلك الوالدان والاولاد والاقارب والخدم .. فرحمة الوالدين مظهرها برهما في حياتهما .. قال تعالي ( وقضي ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) سورة الاسراء / 23
وكذلك الدعاء لهما حتي بعد مماتهما .. قال تعالي ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) سورة الاسراء / 24
وقد قرن الله تعالي الامر برعاية حقوق الاقارب والارحام بالأمر برعاية تقواه .. قا ل تعالي في سورة النساء ( واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام )
وفي الختام اذكر اليكم هذه الاضاءة للمبدع بيكار :
في دنيا الرحم يا ابن ادم
عديت من الشهور تسعة
وف دنيا العذاب جيت
عشان تشقي وعشان تسعي
وليه ماليك الغرور مادام
ما تستحملش م الناموس لسعة
وليه ماترحمش العباد
مع ان رحمة الاله واسعة ؟؟
وايضا :
سبحانك يا ملون الاوراق
علي غصون الشجر
سبحانك يا مجمع الانهار
م الندا والمطر
سبحانك يا فارش النور
علي جبين القمر
سبحانك يا فالق الميه
من قلب الحجر
قادر بسحر المحبة
تحنن قلوب البشر
المفضلات