بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لم أكن أنوي أن أتكلم عن هذا الموضوع , أو بالأصح لم أعقد العزم على ذلك . .
لا لشئ إلا لأن الموضوع عائم ومفتوح , وهو من الأمور التي يرى الكثير أنه يستطيع
أن يتكلم ويجادل فيها , عكس الأمور الهامة التي تقل خلفية الناس عنها وبالتالي يقل الجدال فيها ..
لكن لابد من توضيح مهم بعد مشاركة أخي ( سلطان القنيدي) بإحدى قصائده هنا , وجهها لي بسبب تشابه الأسماء الذي ورد في الجولات وهو كان مجرد تشابه أسماء فأنا كانت قناعاتي ثابتة ورأيي واضح في البرنامج , وأنا أقدر لأخي سلطان حبه وثقته وحسن ظنه وهذا أمر لا يستغرب من أحد أبناء قبيلة جهينة , لكن وبكل أمانه لو رد الأمر لي لطلبت منه عدم نشرها . .
ولكن الأن القصيده نشرت وأنتشرت لذا يجب علي أن أوضح الواضح .. لأننا في زمن يحتاج لتوضيح الواضحات !!
في البداية الشعر هو ديوان العرب , هو الحنين والأنس والقلق والهدوء والصخب والحرب والسلم والحب والبغض والحكمة والطيش .. إلى أخر مسيرة المشاعر والخواطر التي تعتري الإنسان . .
الشعر لن تدعه العرب حتى تدع الإبل الحنين ....
الشعر هو الوقود والزاد والإعلام . . .
لذلك سأتحدث هنا عن برنامج شاعر المليون .. وأرجو ان لا تثير صراحتي بعض المستفيدين أو المطبلين لهذا البرنامج . . وأن لا يطلبوا او ينتظروا منا السكوت لانه كما قيل : " من يرفض بصمت فهو نصف راضٍ " ..!
وأقول لهم :
" وهبني قلت : هذا الصبح ليل * أيعمى العالمون عن الضياء " !!
لقد تباشر الجميع بخبر إنطلاق شاعر المليون في نسخته الإولى , ورأوه طوق النجاة للشعراء المبدعين الذين لم يجدوا المكان الحقيقي لهم في ساحة الإعلام الشعري , وان هذا البرنامج سيختصر المسافات أمام الشاعر لإيصال موهبته ورسالته الشعرية, ظناً منا أن البرنامج سيعتمد على لجنة التحكيم وعلى معايير شعرية ونقدية مدروسة , لكن وجدنا أن اللجنة الحقيقة لهذا البرنامج هي الـ(sms)
وأن الداعم الحقيقي للبرنامج هي جيوب القليل من محبي الشعر والكثير من جيوب ( العزّوه )
وهذا أمر لا ينكره عاقل ..
فالبرنامج من الأساس قائم على فكرة ماديه ( ولا يستقيم الظل والعود أعوج) !!
وهذا لوحده كان كفيلاً لسقوط البرنامج من قائمة النزاهة والوضوح .. وأن إختيار الشعراء لم يكن على معايير الشاعرية والإبداع الأدبي.. بل على الأساس الذي يضمن النجاح ( الربحي )بحيث يكون الإختيار فيه تنوع قبلي وإقليمي ودولي .. وهذا كان واضح كل الوضوح في النسخة الثانية مع دخول ( العلاقات وحبّات الخشوم) في بعض الإختيارات ..
و في الفترة الأخيرة عاد الحديث عن شاعر المليون مع إنطلاق النسخة الثالثة وتهافتت الناس مره أخرى وأختلفوا بين مؤيد ومعارض وما كان كذلك إلى لأنه أمر يستطيع أي أحد أن يدلي بدلوه فيه فالكل صاحب وجهة نظر والكل ناقد والكل يتكلم .. ( والجهل أشد ظلاماً من الليل)!
ـ من ناحية شرعية . .
هذا المحور يجب أن يكون مربط الفرس في سائر إمور المسلم ..
قرأت في تحقيق صحفي لمجلة ( نون ) في عددها (23) ربيع الثاني 1429هـ عن شاعر المليون مع عدد من المشائخ .. وجاء العنوان كالتالي :
( المشائخ يرفضون ويؤكدون أنه شهادة زور وإثارة للعصبية وصرف المال في غير مكانه )
وكانت عناوين كلمات المشائخ كالتالي :
معالي الشيخ د. عبدالله بن منيع : شاعر المليون إثارة سلبية
فضيلة أ.د. صالح السدلان : إيقاف شاعر المليون أفضل من استمراره
الشيخ القارئ عادل الكلباني : احذروا من شاعر المليون
الشيخ محمد المنجد : محرمة ولا يجوز الإشتراك فيها أو الإعانة عليها بأي وجه
الشيخ عبدالعزيز الفوزان : التصويت في مثل هذه المسابقات شهادة زور
الشيخ د. عبدالرحمن السديس : دعوة نشاز
الشيخ د.محمد النجيمي : دعوها فإنها منتنه ويرى جواز المسابقات بشرط عدم وجود التصويت
وفي موقع الشيخ د.خالد المصلح أصدرفتوى بتحريم المشاركة والتصويت في هذا البرنامج كذلك الشيخ محمد صالح المنجد في فتوى مماثلة في موقعه .
وأحيل القارئ الكريم إلى قراءة التحقيق الذي أجرته المجلة بالكامل والتفاصيل التي ذكرت من هنا وهناك ..
وهذا لعمري أنه كافي لكي يبتعد المسلم مئات السنين الضوئيه عن الإشتراك بهذا البرنامج ..
( وترك الذنب ايسر من طلب التوبة )
من ناحيه أخرى يرى البعض أن برنامج المليون برنامج ناجح والدليل على ذلك المتابعة
الجماهيرية ..
لذا نقول أن المقياس هنا لم يكن مقياس نجاح كامل .. فإذا كان مقياس النجاح هو المتابعة الجماهيرية فبرنامج إستار أكاديمي برنامج ناجح ومتابعتة أكثر بكثير من شاعر المليون والكل قرء ما حدث في تونس من تدافع وإصابات ووفيات بسبب زيارة نجوم أستار أكاديمي .. وهذا نجاح سلبي
وهذا حال البرامج التفاعلية الربحية المباشرة تجد عليها إقبال شديد ومنقطع النظير إذا ما توفرت لها أسباب النجاح الجماهيري من فكرة وإعداد ودعم وإخراج .. فقد سبق من سيربح المليون وغيره وغيره .. وقد قالت العرب ( لكل جديد لذة)
ويكفي أخي العزيز أن تعلم أن الشركة الأم لبرنامج من سيربح المليون باعت فكرة المسابقة بعد أن قامت بعرضها عام واحد .. إحتراماً لعقول المشاهدين والمتابعين !!!!
ونحن لا نزال نكررها ونطورها !!!!
ـ نعم أخرج شاعر المليون عدد محدود جداً (شاعرين أو ثلاثه) من الشعراء المبدعين المغمورين . . ولكن في المقابل قدم مجموعة من الشعراء العاديين بل والأقل من عاديين وقدمهم بصورة النجم والشاعر المبدع و سّوق لثقافة هشة وشعر سطحي في كثير من الاوقات وهنا بالمقارنة بين ما قدمه لنا من مخرجات جيده وأخرى عكسها تماماً نجد أن الكفة تميل بإتجاه أصحاب الشعر العادي والسطحي ..
* وبإسلوب أكثر صراحة أقول أن القائمين على البرنامج والداعمين الحقيقين له هم أبناء القبائل .. اللذين اذكى البرنامج في عروقهم العصبية القبلية ..
وكيف يرجى من هذا البرنامج خدمة الشعر وهو بهذه الطريقه !! ( وهل يرتجى مطر بغير سحاب )
والشعر هو المظلوم الأول والأخير بالمسابقه ( وكلا يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاكا )
ـ لكن حتى بهذا الإمتداد الإعلامي والصحفي الهائل المصاحب لشاعر المليون ومحاولة السيطره على كل نوافذ الإعلام الشعري والأدبي بسياسة ( من لا يمكنك تجنبه , عليك تقبيله) !
بقي من الشعراء والمثقفين والأدباء من يقول الحق .. ولم يغره ويغيره هذا الضوء الهائل عن مبادئه وقناعاته ..
ورغم كل هذه الضوضاء , ورغم كل هذا التشويش والتشويه سيبقى الشعر .. الشعر الذي ينير العقل ويخاطب الفكر ويلامس الوجدان .. سيبقى الشعر الحقيقي .. وكما قيل ( البئر أبقى من الرشاء)
وعلى الإنسان أن يفكر طويلاً قبل الإقدام على شي .. فما أسهل أن تكون عاقلاً بعد فوات الأوان
اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي , هذا والله يحفظكم ويرعاكم
محبكم
أحمد عايد البلوي
.
المفضلات