يقول الله تعالى: (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ )..
تحوي الآية أمرا لكل مكلف من الإنس والجن وهو أمر صارم شديد الإيجاز يحرم كل ما يخالف مكارم الأخلاق وكل مستقبح ظاهر وباطن، ومن يكسب الإثم سيجزى بما اقترفته يداه ورجلاه وكذلك قلبه وما اقترفه باطنه..ووعيدا لمن لم يمتثل، بالجزاء والعذاب في الآخرة.


من منا لا يبحث عن أشراق الوجه وسمو الروح وصفاء النفس ؟ إنها مجتمعة في القلب السليم..
أهناك أمرؤ على الأرض سعيد .. قرير العين بلا هموم غير هذا الذي يعيش سليم الصدر، لا يعرف حسدا ولا يحمل غيظا، محباً للخير مستبشرا بالنعم تتنزل كالرحمات على غيره ، مشفقا على غيره إذا مسه سوء، داعيا الله ان يفرج عنه كربه؟

إن أمة الصفاء والنقاء والعقيدة الخالصة والعبادات المطهِّرة والمعاملات الطيبة ، لم تكن لتبنى إلا على المحبة والألفة وفي نصوص السنة حرص النبي الخاتم على خير الأمم : (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا..) لن يكتمل إيمان إلا بإشاعة الحب..
ولعلمه صلى الله عليه وسلم أن الضغائن والحسد والتقاطع يوهن الأمم ويضعفها شدد في قوله ؛ لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)..