بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد:

قال تعالى:

{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}

فلما أغضبونا بمعصيتنا وانتهاك محارمنا

انتقمنا منهم بتعجيل العذاب

فالله ليس بينه وبين العباد نسباً

إلا التقوى

فالعقوبات الإلهية لا تنزل على البشر إلآ بسبب ظلمهم لأنفهسم

قال سبحانه:

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}

[وإذا أردنا إهلاك أهل قرية لظلمهم أَمَرْنا مترفيهم بطاعة الله وتوحيده وتصديق رسله، وغيرهم تبع لهم، فعصَوا أمر ربهم وكذَّبوا رسله، فحقَّ عليهم القول بالعذاب الذي لا مردَّ له، فاستأصلناهم بالهلاك التام] التفسير الميسر.

وقد قيل:

الذنوب دمار الشعوب

{فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}

وقال جلَّ في علاه:

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}

[ففروا-أيها الناس- من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به وبرسوله, واتباع أمره والعمل بطاعته, إني لكم نذير بيِّن الإنذار. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر, فزع إلى الصلاة, وهذا فرار إلى الله] التفسير الميسر.

{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

فالبدار البدار

بالتوبة النصوح

وكثرة الاستغفار

ولابد من الأخذ بشدة على أيدي

أهل الفسق والفجور

والتحلل والسفور

والدياثة والخمور

فنحن والله نخشى أن تغرق السفينة بمن فيها

فهي ليست أرضهم وحدهم يفعلون فيها ما يشاءون

{فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}

فلما تمردوا وانتهكوا ما حرمناه عليهم عاقبناه بتلك العقوبة الدنيوية بأن مسخناهم قردة مبعدين من كل خير ورحمة

{تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

والظالم ماذا ينتظر إلا أن تحل عليه العقوبة من الله

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}

ومع هذا كله فلا نقنط ولا نيأس من رحمة أرحم الرحمين

ونرفع أكف الضراعة إلى الله ونقول:

{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}


اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام

اللهم يا رافع السماء بلا عمد ، ويا جاعل الجبال للأرض وتد

نسألك بأسماءك الحسنى وصفاتك العلا

وبأنك أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لو كفوا أحد

أن لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا

اللهم رحمتك نرجو ، وعذابك نخاف

فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين

اللهم قد أريتنا قدرتك

فأرنا عفوك

يا أرحم الراحمين

ويا مجيب دعوة المضطرين

لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين


والسلام