من غزة الجريحة... المنكسرة.... الصامدة.... المجاهدة... إلى كل ضمير إنساني حي... إلى كل قلب مسلم ينبض بالإيمان... إلى كل عربي تجري في عروقه الدماء الأصيلة وتؤثر في مشاعره نخوة العروبة... هذه رسالة أكتبها من تحت دوي المدافع والطائرات والصواريخ ومن بين المجنزرات والجثث والويلات. رسالتي أكتبها بقلمي الذي اتخذته من غصن شجرة الزيتون رمز السلام.. حبري من بحر الدماء المتسايلة في كل مكان.. حروفي أشلاء تصرخ أغيثوني.. كلماتي تئن ارحموني.... معانيها تحتضر الحقوني... صورها تتمزق اجمعوني.
أيها الضمائر الإنسانية الحية أين أنتم من هذا العدو الغاصب؟
أيها المسلمون أين أنتم من هذا الورم الخبيث الذي ينهش في الأمة حتى يقتلها ويقتل الإيمان في صدور أهلها؟
أيها العرب أين أنتم من هذه المجازر التي تنفذ علانية؟
هل من مجيب... هل من مشمر.... هل من عاقل؟
هل من ضمير حي أو مسلم حق أو عربي أصيل؟
أين أنتم من عمر الفاروق وصلاح الدين الأيوبي؟
أين أنتم من خالد بن الوليد والمعتصم بالله؟
أيها العالم.. أين حقوق الإنسان التي تطالبون بها في كل مكان؟
أيها العالم.. أين حقوق الطفل التي تتغنون بها في كل احتفال؟
أيها العالم.. أين حقوق الحياة التي حُرمت من أبسطها؟
كيف لي أن أمارس الحياة.. أو أعيش لحظة سعيدة.. أو جزءاً منها آمنة مطمئنة؟.. وذلك العدو يصول هنا ويجول هناك لا أحد يوقفه أو يتصدى له.. دمر في نفسي معاني الحياة.. قتل الأحياء.. عاث في الأرض فساداً ومنكراً.. جعلني وأهلي حقول تجارب لأنواع الأسلحة المحرمة دولياً بدون حسيب ولا رقيب.. أعلم أن سهام الليل أقوى من صواريخ العدو.. وحجارتي المتطايرة أعظم من القنابل المدمرة لكني أخشى عليكم ما أعيشه اليوم تحت وطأة الخوف والدمار... عفواً أيها العالم غزة لم تنته من رسالتها ولديها الكثير من الكلام لكنها انقطعت ربما لفظت أنفاسها الأخيرة أو أنها الآن تخوض مع العدو معركة حامية الوطيس.
المفضلات