لصوص ولكن..!
خالد قماش
يقول الخبر: أطلقت الشرطة في مدينة إلموند في ولاية أوهايو الأمريكية على أحد السارقين صفة «أغبى لص في أمريكا» بعدما اقتحم مكتب قائد في الشرطة وسرقه.
وذكر الخبر أن كاميرات المراقبة التقطت صور جون برانتيس، وهو مخبر عمل في السابق مع الشرطة، وهو يركل باب مكتب قائد الشرطة وليام بيسكين ويسرق ألف دولار من غرفته.
واللصوص أنواع في مجتمعاتنا العربية، فمنهم اللص المحترم المضطر الذي يقتحم المكان دون إحداث خراب أو تدمير يأخذ ما يسد جوعه ويترك الأشياء التي لا يحتاجها حتى وإن كانت ثمينة!
ولص مستمر في سرقتك بشكل شهري، يقدم لك الخدمات المتواضعة نظير مبالغ خيالية، وهذا يتمثل في بعض الشركات المصرفية والخدمية التي لا تستغني عنها بأي حال من الأحوال!
وهناك لص لطيف يسرق القلوب بتعامله الراقي ويسلب المشاعر بصفاته الساحرة وهذا نادر الوجود في زمن كهذا!
ولص نحقد عليه مؤقتاً ولا نلقي له بالا مستقبلا، وهو شخص يتقرب إلى الله صلاة وتسبيحا، ثم يسرق الأحذية من أمام أبواب المساجد!
أما اللص الذي يجلب لك كل أمراض العصر ويختمها بالجلطة أو السكتة القلبية فهو اللص الذي يسرق مالك أو أرضك أو عقارك!
وهناك لص يستفزك ويقلب مزاجك بقدر ما يثير شفقتك وهو سارق الأفكار الأدبية والقصائد الشعرية، وهذا الذي لا تستطيع أن تأخذ معه حقا ولا باطلا بزعمه التاريخي المستند على رأي الجاحظ أن الأفكار والمعاني ملقاة على الطريق وقد يقع الحافر على الحافر!
ومنهم اللص الذي يغيظك (ويفقع مرارتك) وهو لص الحارة المحترف الذي تقبض عليه الشرطة اليوم، وغدا تجده يمد لسانه لكل أصحاب البيوت التي سرقها!
ومنهم اللص الملتحف عباءة الورع المختلس باسم التبرعات والصدقات، وهذا نموذج متكرر بصور شتى في مواقع مختلفة، وهذا لعمري من أخطر وأقذر اللصوص.
أما أكثر اللصوص انتشارا والذي لايكاد يخلو منه منزل أو مكان عمل، فهو لص الوقت.. حيث يتسرب الزمن من بين أيدينا كالرمل ونحن متأرجحون بين التأجيل والتسويف.. ويكفي.
المفضلات