بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد :0 مقارنة بين حينا والمقبرة،قبل حوالي يومين تقريبا،وفي وقت دخول صلاة الفجر،لاحضت ان مسجدنا تأخر عن الاذان،فاسرعت متوجها الى المسجد وكان مغلقا فقمت بفتحه وأذنت لصلاة الفجر،ثم وقفت عند الباب الخارجي أنظر الى حينا فاذا به ساكنا كأن مافيه أحد ،فتذكرت المقبرة،فقلت لو ان أهل هذا الحي أموات ترى ماذا يتمنون؟طبعا يتمنون ان يعودو الى الدنياء من اجل ان يعملوا عملا صالحا ولو ركعتين فقط،فقلت سبحان الله ،أهل حينا بامكانهم يقوموا فيصلو ركعتين،لكن أهل المقبرة لايستطيعون ذلك،فالكل متوفين أهل حينا وأهل المقبرة،أهل حينا وفاتهم مؤقتة،وأهل المقبرة وفاتهم دائمة،أهل حينا يستطيعون ،وأهل المقبرة لايستطيعون،ثم تذكرت ان هناك في المقبرة اناس كانوا في حينا،لماذا ضيعوا صلاة الفجر حتى انتقلو الى غير رجعة،أمن أجل نومة يمكن تعويضها في وقت آخر،لاحول ولا قوة الابالله العلي العظيم يأخواني أنتم الآن أحياء تسطيعون أداء صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد،لكن هناك أشياء تمنعكم منها ،السهر الطويل ،وعدم التفكر في أحوال الدنياء وتقلباتها بأهلها،فكم منا من كان يضيع الصلاة قد أصبح في عداد الاموات يتمنى لو يعود فيصلي ركعتين لكن هيهات له ذلك،أخواني يجب أن نحسن الضن بالله ونعلم يقيناً ان الله لايضيع أجر من أحسن عملاً،الصلاة هي آخر مايضيعه الانسان من دينه فاذا ضاعت حبط كل عمله وخسر آخرته وأهله،ذلك هو الخسرانُ المبين،أيها الاخوة بعد ان وقفت أتأمل في أهل حينا وهم متوفين وفاتهم المؤقتة ظهر لي وعند إقامة الصلاة مجموعة منهم أحياهم الله،فقلت الحمدلله الذي أحياهم بعد ماأماتهم،وأسأل الله أن يحيي الباقين منهم قبل فوات الاوان،حيث الوفاة التي لارجعة بعدها الى الدنياء،ونحن نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً وحالنا كما هي غفلة ونوم عن الصلاة وتضييع أوقات واتباع شهوات والناس من حولنا في نكبات حروب وزلازل وفياضانات ،أحياء وأموات وكل شئ من حولنا الى زوال نشاهده بأعيننا آيات بينات ،سأختم الموضوع بآية مناسبة قبل أن تفوتني صلاة العصر0قال تعالى:اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 0كتبه لكم أخوكم /أبو ضحى البلوي/ يوم التاسع من محرم /سنة 1431ه