نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




الجاذبية


هالة روحية رقيقة، تتوج الإنسان، تبدو قوية أحيانآ،
وضعيفة في أحيان اخرى
هالة غير مرئية للعين لكنها محسوسة بدفء


وكل انسان لديه نصيبه من تلك الجاذبية،
لكنها تخبو أو تسطع وفق ما يضمر، لا مايظهر


ولهذا فبعض الناس، رغم أنهم لا يتمتعون بالجمال الظاهري،
إلا أن لهم هيبة وحضور أخاذ، يأسرون به القلوب
ويسيطرون على الألباب


بعض الناس، يحبهم جل الناس، لصفاء سريرتهم،
وتلك هي الجاذبية




الجاذبية
أن يشعر الاخرون نحوك بــ الإرتياح، والحب،
فأنت حتى حينما تدخل مكان لا يعرفك فيه أحد فإنك تثير الإنتباه، بهيبة طلتك، وجميل حضورك




الجاذبية
التي يبحث عنها الناس، ليتمتعوا بها،
فيتعلمون لأجلها الايتكيت، وكيفية تقوية الإدراك،وصقل الشخصية، وبناء الذات،
وكل المهارات التي من شأنها أن تجعل الإنسان واعيآ، حكيمآ، لكنها لا توفر الجاذبية بصدق
والبعض الآخر لا يتعلمون شيء،لا أي شيء سوى بعض الحب، وبعض صفاء السريرة
فيتدفقون إثر ذلك بالجاذبية كما يتدفق قرص الشمس بالنور






هل الجاذبية فطرية أم مكتسبة...؟؟


في رأيي، وقناعتي الشخصية،أنها فطرية، تولد مع الإنسان،كما يولد وله عينين،
ولسان وشفتين
فتسهم التربية في صقلها وتطويرها،أو طمسها وتهميشها،ذلك في بداية حياته
لكن ما أن يشتد ساعده حتى يصبح قادرآ على العناية بها، واستعادة وهجها، وقوتها



لماذا تبحثين عن الجاذبية...؟؟

هل لأنها صفة طيبة، أم لأنك ترغبين في جني فوائدها..؟!
غالبآ لا يهم الإنسان، أن يبحث خلف الصفات الطيبة،بقدر ما يهمه أن يحصي الفوائد الآنية
على الأقللذلك يكذب، رغم أنه يعرف أن الصدق صفة طيبة
لكنه يرى أن الكذب يحقق فوائد آنية أسرع مما قد يحققه الصدق، هذا في رأي بعض الناس


وعليه فأنت أو غيرك تبحثون عن فوائد الجاذبية،ولا تفكرون في الجاذبية في حد ذاتها
أي ليست الجاذبية هي المقصد وإنما فوائدها،ولهذا يتخبط 90% من الباحثين عن الجاذبية
ولا يحصلون عليها في النهاية، لأن الجاذبية لا تعطي فوائدآ صرفة،ولا تقدم ثمارآ بلا جذور متنية
إن كنت تبحثين عن الجاذبية حبآ في الصفةلا في فوائدها فقد تحققين النجاح




لهذا يقال بأن الجاذبية فطرية تنبع من الذات لا يمكن اكتسابها:

لأن الانسان الذي تقوم شخصيته أساسآ على مقومات الجاذبية
فعل ذلك بالفطرة أو عبر حسن التربية، أو مقومات البيئة،أو طبيعته النفسية والفكرية
وهكذا نمت جاذبتيه في بيئة صالحة وخصبة


على سبيل المثال:
تنمو الفتاة على الصدق، وفي أجواء عائلية
يسودها الطيبة وحسن الخلق،
فتجد الجاذبية عوامل جيدة للنمو، فتنمو،
فتصبح الفتاة جذابة، فتجني فوائد تلك الجاذبية


أو أن تعيش الفتاة في أجواء عائلية سيئة، لكنها تكتشف حب الله
وتنصرف إلى طاعته، وتؤثر حسن الخلق فتتوقد جاذبيتها وتسطع


في المقابل، ثمة من لا يفضلون التمتع بحسن الخُلُق،ويجدون أن تلك الصفات خاصة بالبسطاء
عديموا الحيلة، ويفتخر البعض بأنه ماكر، داهية،
ثم يقول لا بأس إن تعلمت بعض ما يكسبني الجاذبية أيضآ لأجتذب بها الناس، فيرتدي الملابس
الأنيقة،ويحضر المحافل، ويتقن التصرف،لكنه في النهاية لا يكتسب سوى صفة ( العصرية)
فيُقَال: إنه رجل عصري، إنه رجل مهذب ...!!!!



الجاذبية أمر أعمق من ذلك

إنه شعور عالي الهيبة، والوقار، ينبع من شخصية عميقة الإحساس،قوية النظرة
بعيدة الفكر، حميمة القلب






ماهي عوامل تقوية الجاذبية الشخصية؟!




(1)
حب الله




عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل،
إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل،فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه،
فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض ))
متفق عليه



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



وقال ابن القيم :
إذا أحب الله عبداً اصطنعه لنفسه ، واجتباه لمحبته ،واستخلصه لعبادته ، فشغل همه به ،
ولسانه بذكره ، وجوارحه بخدمته .


إنها المحبة الإلهية، ونور الله في خلقه،
فحينما تحيي ذكر الله في صدرك تتمتعين بنوره
ومحبته بإذن الله



فكيف تكتسب محبة الله يا ترى؟ وهل من داعم أكبر من حب الله؟
إن حب الله هو الحب الحقيقي




إن كنت راغبة في اختصار المسافات الطويلة نحو صقل الجاذبية
فابحثي عن العوامل التي تكسبك حب الله وافعليها، بفؤاد حي واخلاص صادق
حب الله، أهم من حب كل البشرية





(2)
حب الرسول
عليه الصلاة والسلام


قال تعالى:
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
[آل عمران:31]

وقال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
[المائدة:54]





(3)
حب الخير للمسلمين


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب،وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي
مما افترضت عليه،وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته،كنت سمعه الذي
يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته،
ولئن استعاذني، لأعيذنه ))
رواه البخاري





الجاذبية، كالمغناطيس، وهذا أحد مفرداتها، حيث يسميها البعض الشخصية المغناطيسية
ومن المعروف أن الأرض هي أكبر قوة مغناطيسية نتعرض لها يوميآ
لكنها رغم ذلك تنجذب للشمس فتبقى في محورهالأن الشمس في كتلتها أكبر
والكتلة تعادل الطاقة
فكل كتلة هي في الأصل طاقة!!!



كانوا قديمآ يقولون، بأن حجم جسد الإنسان يكسبه هيبة،
لكن هذا كان قديمآ، في عصر الهمجية، كينما كان حجم الجثة يسهم في الدفاع عن النفس
إذ لا وجود للقانون


أما في عصرنا هذا، حيث تسود الأنظمة والقوانين،فالهيبة ماعادت تعتمد على حجم الإنسان
بل على ثقله لكن ليس بالمعنى الحرفي لكلمة ثقل....!!!



أي أن زيادة كتلتك ( وزنك ) لا يضمن لك الجاذبية،إنما زيادة ثقلك هو الذي يفعل ذلك
ونقصد بالثقل، ثقل شخصيتك، فقط،وليس الوزن اطلاقآ....!!!



كلما تمتعت شخصيتك بالثقل كلما ازدادت جاذبيتك
فالشخصية الخاوية خفيفة،والخفيفة فارغة،والفارغة لا طاقة لديها لإجتذاب أي شيء



إن الشخص الذي يتمتع بالجاذبية يستطيع التأثير على الأخرين حتى لو لم يروه
إنهم يتأثرون به يعجبون بشخصيته فقط لأنهم سمعوا عنه، أو قرأوا عنه أو له
الشخص الذي يمتلك الكاريزما العالية هو شخص يترك أثره في كل مكان،أثرآ منيرآ مفرحآ
يجعل لك من حوله يشعرببهاء ذلك الإنسان وهيبة وطغيان هالته على كل شيء من حوله



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




والكريزما الفعالة
هي التي تنبع من الداخل وتوجه لخدمة البشرية ككريزما سيد الخلق، النبي الأمي، محمد عليه الصلاة والسلام
الذي أحببناه وما بعد رأيناه، إننا حينما نسمع عنه نزداد حبه له وتتعلق افئدتنا به
تلك جاذبية نبعت من قلبه الصادق الأمين،
وقد اختاره الله فأهله لتلك المهمة، إذ فطره على أخلاق تجتذب القلوب


وكذلك كانت الجاذبية في الكثير من صحبه رضي الله عنهم منهم :
( عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وأبي بكر الصديق، وغيرهم الكثير......)
والذين امتازوا بالشخصيات المؤثرة قبل اسلامهم، ثم سطعت وتوهجت واشتهرت بعد الإسلام


فقد تميز عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،
بشخصية تحب الحق، قبل اسلامه وبعده، وتلك ميزة كافية لتغذي جاذبيته وتجعلها تتوهج



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




وحينما تتأملين كل الأشخاص الذي اجتذبوا العالم،تجدين أنهم مختلفون في شخصياتهم وطباعهم،لكنهم
اتفقوا في شيء واحد وهو حسن الخلق
وحسن الخلق الصحيح ينشأ وينبع من نقاء وطهارة القلب، فإن كان القلب طاهرآ، والعقل واعيآ وحازمآ في الحق
ظهرت على الإنسان أضواء نيرة، تجتذب العالم
إن القلب هو أساس السلامة في البدن والروح،فإن أحسست الرفق والحق في صدرك فأنتِ قريبة من الجاذبية




بعض النساء، يثرن الإنتباه، بروعة الطلة، وبهاء المنظر، وجميل الحضور،
وبعضهن الآخر، لا يملك المرء أمامهن ألا أن يحبس أنفاسه إعجابآ،مع أنهن قد لا يكن متبرجات،
ولسن جميلات كفاية،لكن ثمة جاذبية مذهلة، تنبع منهن


لهذا تصرخ بعض النساء قائلات:
(( كيف يتزوج تلك القبيحة، إني أجمل منها بمراحل، إنها لا تساوي شيء، لا أعرف ماذا أعجبه فيها))
مقاييس الجمال، شيء، ومقاييس الجاذبية شيء آخر
يمكننا أن نحكم على أي شيء بالجمال من عدمه، عبر بعض التقييمات السهلة، ويبقى الجمال أمرآ نسبي




لكن الجاذبية
الجاذبية شيء لا يمكن تجاهله، أو الإختلاف في تقييمه،فالجميع دونما استثناء يجتمعون على جماله





دمتم بخير







نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي