نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي






أصبح في مجتمعنا السعودي الإسلامي المحافظ اليوم


دعاة الإنفتاح والحرية بحججهم المزعومة بتطوير الفرد خاصة والمجتمع عامة


مبدين رغبتهم في دخول الحضارة العالمية من اوسع ابوبها


ويزعمون ان كل مايطالبون به من اجل ان تنال دولتنا السبق في التطور والعلم


وفي التقدم التقني والمهني في جميع المجالات من إقتصاد وعلوم وثقافة وغيرها


وبرغم مايواجهونه من معارضة تارة من قبل أهل العلم الشرعي

وتارة من الدولة


ما زالوا يصرون في بحثهم عن أي وسيلة ليتم


إيصال أصواتهم للعالم اجمع


إن هذه الفئة المتعلمة والمحسوبة على مجتمعنا بانها صفوة الثقافة والتطور

والطبقة العليا في المجتمع من ناحية العلم


ألا يعلم هؤلاء

بانهم قد اخطأوا بإختيار الأشياء التي يطالبون بها ليصلوا الى هدفهم المزعوم

من الرقي والحضارة

وتحاملوا أيضآ بالطرق التي سلكوها لتحقيق هذ الهدف

هم يرون بان تعاليم الدين الإسلامي اليوم وحفاظه على حقوق الجميع في المجتمع

هو المانع الرئيسي لمثل هذا الهدف

إنهم يؤمنون بان الدول المتقدمة بقوتها الإقتصادية والعلمية والعسكرية

وفي كافة المجالات الأخرى والتي تجعلها من الدول العظمى في هذا العالم

بسبب الديمقراطية في الحريات المهنية والشخصية وبفضل الخصخصة

والإباحية الإقتصادية والدستورية

يرون ان جميع هذه الأمور تجعل المجتمع في دوامة من العمل لاتتوقف

فتكون الأخطاء هي سبب النجاح به

بأخذ العبرة والبحث عن الأفضل والأنسب

كم هم في غفلة هؤلاء

يبحثون عن مجتمع قوي بثقافته وإقتصاده وبصناعته وإبتكاراته وبحوثه

قوي من الظاهر ضعيف هش من الداخل

مجتمع يعاني من إرتفاع معدل البطالة والجريمة بجميع انواعها

ومن الإنهيار الأسري

مجتمع يعاني من انتشار الرذيلة والخطيئة والأمراض الفتاكة

ومن انتشار اطفال الزنا في دور الرعاية وفي الشوارع وعلى الأرصفة

هذا المجتمع يعاني أيضآ من طبقة كادحة سحقتها الطبقة العليا

الغنية من الشركات والبنوك العملاقة

مجتمع وصل به الأمر الى ان تعيش وتقتات دول عظمى

على مصالح دول ضعيفة فتبقى الأولى دائمآ في الطليعة في القوة والإقتصاد

والأخيرة متخلفة مابين الفقر المدقع والأمراض


لماذا يحلم هؤلاء


بهذا الإنهيار والسقوط الآممي الذي وصل وتعدى

مرحلة الخروج عن الفطرة وطبيعتها

والتعالي الى درجة إنتهى بهم الأمر الى قانون قاسي جدآ هو قانون الغاب

جميع المجتمعات الديمقراطية والرأسمالية والشيوعية والإشتراكية وغيرها

تبحث عن الحلول لكل شيء كبير لكي يبقي كبيرآ كما هو

ولو كان ذلك على حساب سحق كل شيء صغير سرعان ما يفنى لكي يأتي غيره

وتدور عجلة الحياة على بقاياه


لانريد حضارتهم ولا ثقافتهم


بل نريد التمسك بديننا قبل كل شيء وبتعاليمه فهو قوتنا في البداية والنهاية

نريد حضارة إسلامية كما كان من قبل نسعى للعلم وللتطور

ونحن كما كنا نتمسك بما أئتمننا عليه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم واوصانا به
فنحن ورثته لهذه الرسالة


هل من المعقول الا تكون هناك حضارة مع الدين

ام انه لايكون هناك دين بلاحضارة


لقد عاشت البشرية ألآف السنين وكانت هناك الكثير من الحضارات

ولاكنها سرعان ما تهاوت وانهارت اما بعقوبة من الله عز وجل

او لكونها بنيت على نفس القاعدة الفاشلة (القوي يقتات على الضعيف)

علمآ ان هناك حضارة واحدة فقط هي التي بقيت الى يومنا هذا

وهي التي بدأت مع بداية فجرالدين الإسلامي

فكان لها الفضل بعد الله في كل ما وصلت إليه البشرية اليوم

اعلم بأن البعض سيقول وأين هي تلك الحضارة التي تزعمها

فأقول له إن صاحب الشئ الثمين إذا كان ضعيفآ فسيسرق منه لامحاله

وهذا ما حصل لنا نحن المسلمون ضعفنا ببعدنا عن ديننا وتشتتنا

وسرقت منا حضارتنا ومعتقداتنا بل تعدى الامر الى اموالنا وبلادنا أيضآ


ورسالتي لكل من يريد التقدم والرقي


يجب علينا ان نقوي انفسنا بقوة ديننا وبالعودة الى الله تعالى عودآ جميلآ

فمتى ما قوي ايمان الفرد المسلم قوي المجتمع ككل وقوة الدولة وقوة البلاد

فحينئذ ينهض المجتمع ويقف وقفة سليمة فيكون التطور والرقي والتقدم

لمجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضآ بالتواد والتراحم

هناك فقط ستكون الحضارة التي يورث الله اهلها الأرض كما وعد سبحانه



بقلمي