بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام علي سيدنا محمد امام المسلمين اما بعد
الداء الدوي والمسلك الغوي وهو الاصابه بالعين وان المسلم مأموربالحذر من العين والتوقي
من ضررها لانــه مأموربصلاح نفسه وسلامه اعضائه منهي كذالك عن الوقوع بالمهالك والردي والتعرض للعين من جملتها0
ولكن التوقي والحذر انما يكونان فيما اباحته الشريعه من غير اشتمال علي ضرر واما تعليق الحروز والدروع لاسيما علي الصبيان خاصه فلا اصل له بل هو بدعه وظلاله وقد يفضي الي الشرك الاكبر والكفر الاعظم ومن تعلق شي وكل اليه0
والعين التي تتقي هي عين الجن والانس علي السواء اما التوقي من عائن الانس فهو مما ذاع واشتهر ولا يجهله اغلب الناس
بيد ان للجن نظرات مسمومه محمومه لاسيما في اوقات الخلوات واماكن الغفلات وقد تورد المهالك بقدر الله تعالي
ففي صحيح البخاري من حديث ام سلمه رضي الله عنها ان النبي صلي الله عليه وسلم راي في بيتها جاريه بوجهها سفعه( وهو سواد بالوجه)فقال صلي الله عليه وسلم استرقوا لها فان بها النظره ( والنظره عين من نظر الجن )
قال الخطابي رحمه الله عيون الجن انفذ من الاسنه
وقال ابن القيم رحمه الله العين عينان عين انسيه وعين جنيه
وقال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في قوله سبحانه ومن شر حاسدا اذا حسد قال يعم الحاسد من الجن والانس فان الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين علي ما اتأهم الله من فضله0
واعلم ان الهلع الشديد المتئصل في نفوس بعض ضعاف الايمان من بالغ الخوف و الحذر من الاصابه بالعين وحصول الضرر لهو من دلائل ضعف التؤكل علي الله سبحانه وقله الاعتماد عليه ظاهرا وباطنا والا فقدر الله نافذ وسنته ماضيه ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب
ويجب علي الانسان ان يأخذ بالاسباب وان يرجو ماعند الله ويخشي عذابه وقد كان هدي نبينا صلي الله عليه وسلم في هذا الباب فقد كان امام المتؤكلين الحنفاء وقد كان يعوذ الحسن والحسين ويقول صلي الله عليه وسلم اعذيكما بكلمات الله التامه من كل شيطان وهامه ومن كل عين لامه وييقول هكذا كان كان ابراهيم يعوذ اسحاق واسماعيل رواه البخاري
والتوكل علي الله سبحانه راس الوقايه من العين وضررها ياتي بعد ذالك التعوذ بالله من شر الحاسد وكيده كما كان من هديه صلي الله عليه وسلم
ثم ان المتعين علي كل مسلم راي نعمه او سمع بها ان يدعو بالبركه والخير دفعا لوساوس الشر ونوازعه ونزغات الشياطين ( ولولا اذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لا قوه الا بالله )
وعن عامر ابن ربيعه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا راي احدكم من نفسه وماله واعجبه مايعجبه فل يدعو بالبركه
ومن سبل الوقايه والحمايه ستر مايخشي عليه من الاصابه بالعين وكثير من الناس علي نقيذ مقصود من التباهي والتفاخر بل والتشبع بما لم يعطو بل وربما سعي الفقير او مقاربه حال الي مضاهات الاغنياء بالملبس والمئكل والمركب فمتدد ت بعد ذالك اليه ابصار العائنين وكانت محل لها
فذا ما وقعت العين واستحكمت فيه فخير ماتدفع به الرقيه الشرعيه كما كان هديه صلي الله عليه وسلم وذلك بشروطها المعتبره بان تكون بكلام الله تعالي او باسمائه وصفاته وان تكون بالسان العربي والاعتقاد الجازم بانها لا تؤثر بذاتها بل التأثير من الله تعالي 0
وليس كل مدعي للرقيه يكون راقيا شرعيا حتي يعرض عمله علي هدي النبي وسنته صلي الله عليه وسلم
ومن احسن مايكون امر العائن بالاغتسال اذا عرف ودليل الاغتسال ثابت من هدي النبي صلي الله عليه وسلم
فعن امامه ابن سهل ابن حنيف قال اغتسل ابي سهل ابن حنيف فنزع جبه كانت عليه وعامر ابن ربيعه ينظر اليه وكان سهل شديد البياض حسن الجلد فقال عامر مارئيتك اليوم جلد مخبئه( وهي الفتاه في خدرها كنايه عن شده بياضه ) فوعك سهل مكانه واشددت وعكته فاخبر الرسول صلي الله عليه وسلم فقيل له مايرفع راسه فقال صلي الله عليه وسلم هل تتهمون له احدا قالو عامر ابن ربيعه فدعاه رسول الله صلي الله عليه وسلم فتغيض عليه فقال علاما يقتل احدكم اخاه الا بركت اغتسل له فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه واطراف رجليه وداخل ازاره بقدح ثم صب عليه من ورائه فبراء سهل من ساعته 0 اخرجه مالك واحمد والنسائي
نسأل الله تعالي ان يطهر قلوبنا من الحسد والسنتنا من الكذب واعييننا من الخيانه وان يغفر لنا والوالدينا ولجميع المسلمين الااحياء منهم والميتين
تقبلو تحياتي
المفضلات