أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعني أيام العشر ، قالوا يارسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء )) ..
ومارواه ابن حبان عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة ، فقال رجل : يارسول الله ، هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هو أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله )) ..
وقال سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن كعب قال : اختار الله الزمان وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم ، و أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة ، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول [ لطائف المعارف 531 ] ، وقال أنس : كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم و يوم عرفة عشرة آلاف ، قال يعني في الفضل ..
وهذه العشر من نعم الله على عباده (( فلما كان الله سبحانه وتعالى وضع في نفوس المؤمنين الشوق إلى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام ، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين و القاعدين ، فمن عجز عن الحج في عام ، قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج )) [ الرياض النضرة 312 ] ..
ومن فضائل عشر ذي الحجة :
أن الله أقسم بها جملة في قوله : { والفجر وليال عشر } ، وجمهور المفسرين على أن المراد عشر ذي الحجة .
أنهامن جملة الأربعين التي واعدها الله لموسى عليه السلام { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة } .
أنه خاتمة أشهر الحج : شوال وذي القعدة وعشر ذي الحجة ، قال الله { الحج أشهر معلومات }..
أنها من الأيام المعلومات التي شرع الله ذكره فيها ، قال تعالى { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام } ..
أنّ فيها يومي عرفة والنحر وهما من أعظم أيام الإسلام ، وفي الحديث (( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم النفر )) [ أحمد و أبو داود ] ..
أنّ أعمال أركان الإسلام الخمسة لا تجتمع إلا فيها . قال ابن حجرٍ : " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره " .
ومن أنواع العبادات التي يحسن الإكثار منها في هذه الأيام :
ذكر الله عزوجل : في الحديث عند الإمام أحمد : (( مامن أيام أعظم عند الله و لا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير و التحميد )) وكان أبو هريرة و ابن عمر يأتيان السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس معهما ، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك ..
قيام الليل : وهو داخل في مطلق العبادة المشروعة في هذا الزمن المبارك ، وكان سعيد بن جبير إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه ..
الأضحية : وهي ما يذبح في أيام النحر تقرباً إلى الله عز وجل وسميت بذلك لأنها تذبح ضحى بعد صلاة العيد ، وهي سنة مشروعة في كل ملة قال الله تعالى : { ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } وهي سنة مؤكدة ويكره للقادر أن يدعها لأن الله قرنها بالصلاة في قوله : { فصل لربك وانحر } وذبحها أفضل من التصدق بثمنها ، وقد ضحى صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين أحدهما عن أهل بيته والآخر عمن لم يضح من أمته . وللإنسان أن يضحي عمن شاء من الأحياء والأموات
__________________
يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة***فلقد علمت بان عفوك اعظم
ان كان لا يرجوك الا محسن***فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
ادعوك ربي كما امرت تضرعا***فاذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي اليك وسيلة الا الدعا *** وجميل عفوك ثم اني مسلم
دعواتكم اخوكم /ابومنصور
المفضلات