الدالّ على الشر كفاعله !
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





كنت أتسلى بتصفح تغريدات تويتر بينما أنتظر صديقا في أحد مقاهي الرياض عندما قرأت تغريدة حملت صفة الخبر العاجل عن حريق شب الآن في مبنى حكومي، بالمصادفة كان المبنى المعني في التغريدة العاجلة يقع في الجهة المقابلة من الشارع فرفعت رأسي أبحت عن الحريق ولهيبه أو أدخنته فلم أجد غير السلام يحيط بالمبنى من كل جانب !
أما الحريق الوحيد الذي اندلع فلم يكن غير حريق تلك التغريدة الإشاعة التي تطير مثيلاتها بسرعة طيران «العج» وتنتشر كالنار في الهشيم كما تنتشر غيرها من تغريدات الإشاعات والمعلومات الطيارة التي لا تثبت فيها ولا تدقيق !
الأمر المحير ليس في هواية البعض تأليف الإشاعات وفبركة الأخبار فهذا شيء قديم قدم الإنسان، لكن المحير هو إسهام المتلقي في الترويج لها بدلا من أن يكون أوعى في الحد من انتشارها ووأد أضرارها بالمجتمع، فالشائعة تموت في مكانها لولا أنها تجد من يبث فيها روح الحياة بتناقلها حتى تصبح ككرة الثلج المتدحرجة التي لا يمكن إيقافها !.
وإذا كان البعض يفعل ذلك عن جهل أو حسن نية، فإن الأدهى أن يساهم البعض الآخر في الترويج للإشاعات والأخبار الكاذبة والخطابات المزيفة والمقالات المفبركة وهو يعرف تماما أنها زائفة وغير صحيحة وتسبب ضررا يزعزع استقرار المجتمع، ويكون بذلك جزءا من حلقة الكذب والتدليس مهما كانت مبرراته أو دوافعه لأن الدال على الشر كفاعله !.