أيّها النجم رويدك لا تحترق

بسم الله الرحمن الرحيم


يمتلك كل إنسان طاقة إبداعية في داخله وهبها الله له ،


وقد يستطيع المرء اكتشافها و يحسن التعامل معها ، و قد يتأخر


في ذلك أو يجد من يكتشفه و يوجهه التوجيه السليم ( أو العكس )


لهذه الموهبة و كيفية الاستفادة منها .


و قد لا يكتشفها البتة أو يتأخر اكتشافها ، و المواهب و الإبداعات متعددة


إما كتابةً أو شعراً أو نثراً أو تصميماً أو تصويراً فوتوغرافياً أو خطابةً أو مواهباً فنية


و لا مجال لحصرها الآن .


ثم بعد ذلك يأتي الدور الأهم في تسويق و عرض هذه الموهبة للناس


و كسب الجمهور الذي يتذوقها أو يستفيد منها ، و سبل الاستفادة من هذه المواهب متعددة


و مادامت مشروعة فلا غضاضة في ذلك .


و قد يغفل الكثير من مالكي هذه المواهب بعد بروزها في كيفية المحافظة عليها و كيفية المحافظة


على ما اكتسبوه من جمهور أحبهم و عشق موهبتهم ، فكم رأينا و سمعنا عن شخص بزغ نجمه و لكنه


سرعان ما أفل و ذلك بسبب عدم التعامل الجيد و الحسن مع جمهوره .


و لو أردنا أن نتحدث بلغة الأعمال فإن الموهبة هي عبارة عن سلعة(على سبيل التشبيه )


و الجمهور أو المتلقي هو عبارة عن زبون يجب المحافظة عليه و كسب رضاه و تحقيق رغباته


و الإ فإننا سنخسره حتماً .


و لنضرب مثالاً على ذلك لنأخذ موهبة الكتابة ، فهناك كتاباً بلغاء يملكون من القدرة على الكتابة


و رسم الحروف بحيث يصنع مقالاً ذا بياناً ساحراً ، أخاذاً ، يسلب الألباب و يبهر القارئ .


ثم بعد ذلك يظهر قدرة الكاتب على التميز و المحافظة عليه ، فقد يرى الكاتب خللاً اجتماعيا يريد علاجه


فإذا أندفع الكاتب في المهاجمة المباشرة للأشخاص أو السخرية أو النظر من برج عاجي للمتلقي ،


فإنه مهما بلغ من البلاغة و حسن الصياغة فإنه يعجز عن امتلاك المفتاح السحري


الذي يقتحم من خلاله القلوب و يكسب أصحابها و هنا يتضح لنا سبب حب الناس لكاتب دون الآخر ،


و نعرف جلياً سر السقوط السريع لنجوم بدأت تتوهج ثم ما لبثت أن احترقت سريعاً .


و هذا ينسحب على كل ما من شأنه كسب الناس و التأثير فيهم فالبدء دائماً يكون باللين و الرفق و الحكمة


حتى نضمن القدرة على التأثير و خاصة في مجالات الخير كالدعوة و غيرها .


قال تعالى : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))