بسم الله الرحمن الرحيم
( أعيدوا للوطن هيبته )
يعيش المجتمع السعودي اليوم اختباراً حقيقياً في تقدير مصلحته الوطنية والمجتمعية لوجود ملايين من العمالة السائبة غير النظامية أو من أتوا عن طريق مواطن فاقد الإحساس الوطني أسرف في جلب هذه العمالة لغرض التكسب من ورآها ولايعبوا ماتخلفه هذه العمالة من تخريب وجرائم وابتزاز في حق هذا الوطن والمواطن على السواء فعندما صدرت التوجيهات الكريمة الصائبة إلى وزارة العمل ووزارة الداخلية في تتبع هذه العمالة الغير نظامية والتي أربكت الوطن وزاحمة المواطن على قوته بالقبض عليها وسرعة ترحيلها إلى بلدانها ثم تبع ذلك قرار خادم الحرمين الشريفين في اعطاء هذه العمالة ومستقدميها ومشغليها أو المتسترين عليها فترة ثلاثة أشهر مهلة لتسوية أوضاعها فخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله, عندما صدرت توجيهاته بذلك وهو الحريص على مصلحة وطنه ومواطنيه ماهى إلا لفتة ابوية كريمة حضارية فتوجيه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله هو يصب في مصلحة الإقتصاد الوطني وهو في مصلحة العمالة الوافدة حيث أنه سيؤدي إلى حفظ حقوقهم وهو بالوقت نفسه يثمن جهود كل عامل وافد إلى هذه البلاد المباركة ساهم في مسيرة التنمية ولكنه يؤكد حفظه الله, إن ذلك يجب ان يتم وفق إحترام الأنظمة المرعية في البلاد إن أزمة العمالة السائبة وتراكم أعداد العمالة النظامية وتأثيرها المجتمعي, يتطلب طرح سؤال عن الأسباب التى تجعلنا مجتمعاً بدون هيئة وطنية للتنمية المجتمعية والثقافية مهمتها حماية المجتمع وترسيخ قيمة المواطنة وتوجيه مساره التوعوي بما يخدم هذا الوطن ومكتسباته وأجياله القادمة إن خسارة الوطن لحوالى مئة وثلاثين مليار ريال خلال عام واحد بسبب تحويلات تلك العمالة لهو مؤشر يقول إن أقتصادنا لايستثمر في أرضنا والسبب في ذلك وبدون حرج قلة الوعي المجتمعي وضعف أنظمة العمالة جعلها غير صارمة ومعرضة للكسر والتهاون إن جدية المواطن في هذه القضية يجب أن تساوى جدية الجهات التنفيذية وفي ذات الوقت يجب أن يكون هناك فرصة للقيام بالعمل الأساسي وهو تصحيح اوضاع العاملين والتخلص من المخالفين كما ان إشراك المجتمع وتوعيته اجتماعياً حول دوره المحتمل سيشكل منعطفاً مهماً في التخفيف في التعنت في إدراك أهداف الحملات الوطنية الخاصة بتصحيح أوضاع العمالة في المجتمع ثم لماذا نحن دائماً نركز اللوم على الجهات الرسمية وننسى دورنا نححن المواطنين فتكاثر أغلب هذه العمالة السائبة يتحمله المواطن نفسه فهو من أستقدمها بأسمى مؤسسات وهمية يريد التكسب من وراء هذه العمالة ولو على حساب الوطن وأمن المواطن فالدولة تأخذ ظاهر المواطن أما الباطن فلا يعلم فيه إلا الله ولكن بالتأكيد إن أغلب المواطنين لو طلب منه اليمين المغلظة بأنه في حاجة إلى هذه العمالة لأداها , فنحن كمجتمع ومع كل أسف يعتمد كثيراً على غيرة في تنفيذ الكثير من الخدمات , وقد استقرت هذه القيم السلبية في المجتمع إلى حد كبير ولعلنا ندرك إن غياب المعرفة بالمجتمع هي السبب الرئيس حول مواجهة المجتمع نفسه والمسئولين بتصرفات غريبة وغير مفهومة وخاصة في القضايا والقرارات التى تعتبر مسؤولية وطنية تمس المواطن نفسه وهذا يقودنا إلى تسأول جزئي حول معرفة المجتمع من قبل السلطة التنفيذية . فلماذا ينفعل المجتمع اليوم ضد القرارات التى ترتبط بقضية العمالة وسؤال أخر يقول لماذا لايدرك المجتمع الخطورة السكانية والسياسية والأقتصادية التى من الممكن إن يتركها تراكم هذه الأعداد من العمالة سواء السائبة أو حتى النظامية نحن نعلم ومع كل أسف شديد أن أغلب هذه العمالة تعمل على شكل وكيل للمواطن في كل أعماله تقريباً وتحولت مهنة المواطن من العمل والإنتاج إلى مهنة ( الجباية ) وهذا ماساهمت به الانظمة والقوانين الخاصة بالإستقدام وهنا السبب الأول في وجود رافضين للقرار الحكومي, وهناك هيئات من المعارضين ترى القضية من منظور ديني عاطفى مع إغفال كبير لفكرة الضرر الأجتماعي والوطني هذه الفئات تنسى أن مصالح الوطن أكبر من كل شئ أما الضعف الأخر في القضية ولابد من الاعتراف به , وهو ان الأنظمة البيروقراطية في بعض الأجهزة لم تكن تسير بنفس السرعة التى تسير بها عجلة التنمية فلم تتطور أنظمة الأستقدام وكان هذا أولى الهفوات حيث ولد نظام العمالة ضعيف جداً ومرتبك وغير منظم وغائب عن التطوير لفترات زمنية طويلة ومانحن فيه اليوم من امر العمالة هو جناية أنظمة العمالة في المجتمع, إن المتأمل في أحوالنا اليوم يرى مانحن فيه من تنافس عظيم فلا أحد منى يقنع بما اعطاه الله إلا قليلاً منا حتى أصبحنا كالذي يشرب ولايرتوى أبداً وأصبحت قلوبنا مقفلة وعقولنا مغطاة فأجسادنا في المساجد بين يدي الله ولكن أين قلوبنا وعقولنا إنها تطلب المزيد من الدنيا وتنظر إلى مافي أيدي الناس إنها عدم القناعة التى تجعل التاجر يغش في تجارته وتجعل الموظف يتسخط من مرتبه أو أن يتبرم العامل من مهنته أو إن يحسد الأخ أخاه في مهنته أو في حالة . إن عدم القناعة هو الذي أوجد عندنا ( مافيا ) من الفاسدين المتغلغين في بعض الأجهزة الحكومية فمن الذي ساعد على أنتشاره إنه المواطن نفسه فمثلاً الفساد الإداري والفساد المالي والفساد الخلقي والفساد العقائدي , فللمواطن مساهمات فيه مما جعله ينتشر فمثلاً قصة أحمد شاهين الذي كان يبيع شهادات الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس والدبلومات في القصيم, فالمواطن هو الذي ساعد على انتشار بضاعته الخبيثة والشاهين الأخر الذي مسك في جيزان وغيره وغيره فلا يوجد جهاز في الدولة إلا ونشم رائحة الفساد فيه وما اظهرته لنا السيول أخيراً في جده وفي تبوك وفي بعض المناطق حتى أصبحت أغلب البنية التحتية في أغلب المناطق قد طالها الفساد ثم الفساد الإداري هو الذي جعل بعض أنظمتنا هشة وسهل أختراقها فكثير من التعليمات والاوامر العمالية عندما يحدث الشئ الجديد فيها يعلمون فيها العمالة قبل المواطن نفسه إذاً من الذي سربها للعمالة أنه المواطن نفسه وإذا نظرنا إلى إنحرافات بعض الشباب نجد إن الأباء قد ساعدوا على ذلك فأباً يعيب ثلثي يومه مابين عمله وخصوصياته ويغيب ثلثي ليله مابين إستراحاته ونومه قد أحدث فجوة وشرخاً في الأسرة فالأسرة تحتاج إن يكون فيها متواجداً فوجود الأم وحدها في البيت لايكفى ثم إن إتساع الفجوة بين الأسر وتفكك بعض الروابط نحن من أوجده وخاصة عند الرجال بحيث يذهب الرجل إلى عمله باكراً وعندما يعود إلى بيته سرعان مايذهب إلى استراحتة إذا أين الوقت الذي يجعله يفكر في والديه أو في أخوته أو في أسرته أو في أقاربه أو في جيرانه ويستر الله إن لايكون هناك أستراحات في الأفق للنساء فالأب يخرج من الباب الامامي والام تخرج من الباب الخلفي فيكونون الأطفال مثل الطيور المهاجرة ثم ماهي رابطة الوالدين مع الأبناء ماذا نسميها نقول ( حسن جوار ) فبلدنا مستهدف وأمننا مستهدف وشبابنا مستهدف ونسانا مستهدفا بالتنصل من القيم الشرعية وإن لاتعطى مجال لأصحاب الهوى إن المتتبع لقضايا الشباب, يعلم علم اليقين إنه مع ظلمة القلب وغياب الرقيب ووجود جلساء السوء وإنشغال الأب قد أوجد أرضية للفاسدين ليزرعوا في قلوبهم بؤرة الفساد الخلقي والعقوق والسلوك المشين حتى أصبحوا أغلب الشباب إلا مارحم الله تائهين في هذه الحياة مابين مذهب تكفيري وتفجيري أو عاقاً للوطن والوالدين أو محتسي المخدرات او مهرباً لها , وغياب والده قد ساعده على هذا المسلك المشين نسأل الله العفو والسلامة
عبد الهادي الطويلعي
16رمضان 1434هـ
المفضلات