السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي // الفايدي
جميل ما ذكرته في مقدمة الموضوع حيال تلك المرأة
والأجمل شعورك النبيل تجاهها في هذا الوقت على وجه التحديد
والحقيقة أنك تطرقت إلى موضوع في غاية الأهمية
فالطلاق أصبح من مظاهر هذا العصر المليء بالمتناقضات
نعم ماذكرته صحيح فسبل الراحة المادية متاحة الآن أكثر من السابق
ولكن الخلل يكمن في الإنسان نفسه ( ذكر وأنثى )
قديماً كان الرضا بالواقع شعار ومحاولة التكيف معه وتحسينه هدف وبين هذا وذاك
تمر الحياة بما فيها دون إن يحدث ما يعكر صفوها أو يقطع وتيرتها ، ناهيك عن القدرة
الخارقة لكل من الرجل والمرأة على حد سوا في تحمل المسؤولية .
أما في عصرنا هذا ورغم كل ماذكرت من مسببات الاستقرار ورفاهية العيش إلا
أن ذلك جعل الناس تعيش نوع من اللهاث بحثاً عن واقع أجمل مما يعيشون فيه
فالكل يحاول أن يتجاوز واقعه دون تدقيق في مدى قدرته على تجاوز ذلك الواقع
وعندما يكتشف فجأة أنه غير قادر على ذلك يصب جام غضبه على نفسه وعلى من حوله
يتنصل من مسؤولياته يبحث عن أسرع الحلول وأيسرها كما يبحث عن الوجبات السريعة
والمسكنات التي دائماً ما تعطي حلول وقتيه لها انعكاساتها الخطيرة مع مرور الوقت .
صدقني ..
لو أن الجميع نظر الى الطلاق على أنه مشكله لما حدث بهذه الصورة المخيفة ولكن للأسف أن الكثير من الناس ينظر الى الطلاق على أنه حل للخلاص من واقع حقيقي لايتفق مع الواقع الوهمي الذي رسمه في مخيلته في مرحلة ما من حياته .
ولو أننا عندما نقدم على أي أمر قارنا بين إيجابياته وسلبياته لتجاوزنا الكثير من الأمور التي غالباً مانتسرع في التعاطي معها لنكتشف في النهاية أننا لسنا على حق .
أعلم أنه ماسبق قد يكون فيه شئ من المثالية ولكنني هنا أتحدث عن السواد الأعظم من حالات الطلاق والتي ليس لها أسباب منطقية أو دوافع مقنعة بقدر ما هي فقط هروب من الواقع وتنصل من المسؤولية ( ولهاث خلف السعادة الوهمية ) .
معذرة على الاطالة وشكراً لك أخي الفاضل
واتمنى أن يأخذ الموضوع حقه من النقاش
فهو في غاية الأهمية
المفضلات