نسئل الله ان يستر على بناتنا وبنات المسلمين
ابو مناحي
قلم مبدع دائماً
نحن بنتظار الحلقه الثانيه
هذه القصة
من وحي الواقع .... قصه حدثت واعرف أبطالها وأحدهم راوها لي بالتفصيل والآن اسوقها لكم بصوره أدبيه وعلى شكل قصه قصيره
**************************************** ***
**************************************** ***
(::::{1}:::: )البقيه في الحلقه الثانيه
.ـ.الصدمة.ـ.
كنا صديقين حميمين منذ الصغر .. أحببته حتى الغاية ..
وهو كذلك .. كان هو يكبرني بعام واحد ..
ورغم ذلك فكان ظلي وكنت ظله ..
كنا نذهب لمدرسة قريتنا الصغيرة سوياً ..
أوقاتنا مفترقين لا تكاد تذكر .. كنا دائماً معاً ..
حتى لربما بات عندنا في المنزل أو بت عندهم ..
كان للطبيعة الاجتماعية في القرية .. أثر في تعمق علاقتنا ..
لدرجة يندر أو يستحيل أن يوجد في بعض المدن ..
كانت كل القرية تعرفنا ، وتعرف أننا أخلاء ..
وعائلاتنا بطبيعة الحال .. كذلك ..
ويشاركنا حياتنا .. صديق ثالث .. اسمه مسعد.
وكان منا قريب جداً .. حاله معي يقترب من حال سالم ..
وكنا ثلاثتنا .. وإن كنا قد مررنا بما يعتري الشاب من طيش الشباب ..
إلا أننا الحمد لله على حظ من الدين والأخلاق .. بعد دخولنا إلى الثانوية ..
بشهادة أهل القرية كلهم .. ولنا تقدير بينهم واحترام ..
مرت أيامنا .. تتضوع بعطر السعادة ..
لم يشبها أي كدر دائم ..
مرت لحظات ، وأياماً ، وشهوراً ، وسنين ..
وهانحن على مشارف نهاية الثانوية ..
أحلامنا بدى توقدها .. تحث نحو المستقبل ..
وتخرجنا من الثانوية ..
كانت قريتنا صغيرة ..
أقصى ما فيها الثانوية ..
وما سواها فعلى المريد أن يتجرع مرارات الغربة ..
لإكمال دراسة .. أو حتى تحصيل وظيفة ..
ولذلك كان الافتراق !!
سالم : في إحدى الجامعات ..
وأناو مسعد كل منا في وظيفة أخرى ..
وكل منا الثلاثة في مدينة غير مدينة صاحبه ...
بعد ثلاث سنوات ..
ذلك اليوم لا ينسى .. ذكراه ستبقى منحوتة على جدران الماضي الخالدة ..
كنت في إجازة من عملي .. واقتنصت الفرصة لأزور أهلي في قريتنا ..
اليوم الثلاثاء .. والساعة تشير إلى التاسعة مساءاً ..
رن جرس الهاتف ..
رفعت السماعة .. أجبت .. لم يرد أحد وقطع الخط ..
تكررت الحال ثلاث مرات بنفس الكيفية تقريباً ..
كنت وحيداً في الغرفة .. ولم لدي ما يجعلني أستكشف كنه هذا الاتصال ..
فجاريته في كل اتصال بهدوء وثقة ..
في المرة الرابعة .. تحدث المتصل ..
كانت فتاة ..
بدأت تتكلم وكأنها تحاول استنقاذ ألفاظها من وسط حشرجات بكائها :
أنا أخت مسعد .. أنا مريم ..
وسكتت تستجمع قواها على الكلام ..
بعد أن طغى طوفان البكاء ..
استويت جالساً .. وأنا مصعوق ..
لم أستطع انتظارها حتى تعود بالكلام ..
بدأت أسئلتي كسيل عارم :
مسعد.. ماذا حصل لمسعد ؟؟
هل أبوك بخير ؟؟ أمك ؟؟
أين مسعد ؟
استحثثت كلامها وأعصابي تفقد توازنها ..
قالت بعد لَيٍّ ..
الجميع بخير إلا (( أنا )) ..
اعترتني تنهدة عميقة ..
ثم ما لبثت وأن راجعتني دوامة التفكير من جديد ..
فكأنها أخرجتني من يم ورمتني إلى الآخر ..
وفكري ما بين أمواج هذا وذاك مضطرب لا يهدأ ..
كانت مكالمتها بطريقة .. تئد كل محاولة للتفكير للاستنتاج ..
بدايتها بكاء .. وكلامها متقطع ..
وجوابها الأخير .. عودة من جديد إلى الاستفهام الكبير الذي يقف الفكر عنده ..
خيراً إن شاء الله .. ما بالكِ ؟ قولي .. قولي ...
قلت لها ..
وعاودها البكاء بنوبته التي تزيد أمواج اضطراب تفكيري ..
تحاملت على نفسي وأنا أنتظر الجواب ..
ولكني قررت أن أكون أكثر اتزانا مهما كان ..
قالت : سالم !!
قلت : وما به سالم ؟؟!!
قالت وهي تحاول الصمود أمام اجتياح إعصار البكاء الجائح :
(( لقد سرق شرفي واغتال عفتي .. وغدر بي وبأهلي وأخي .. ))
أما الآن فقد أنهكني إرهاق الفكر .. واستسلم لأمواج طمته .. وأغرقته ..
قالت كلمتها الأخيرة .. حتى قطعها البكاء والانتحاب بسطوته ..
وتلاشت الأحرف خلفه .. وانتهت مقاومتها الصمودة ..
فأغلقت السماعة !!
تركتني .. مهولاً .. حائراً ..
لم أميز ما دار بذهني عندها ..
هناك تفاقمت التناقضات .. حتى عجز التفكير عن الإدراك ..
سالم .. التقي النقي .. العفيف .. الطاهر .. ؟!؟!؟
وهو مع ذلك أيضاً ... صديق مسعد العزيز .. بل خليله وصفيه .. ؟!؟!؟
"" كذب ""
هكذا قلت لنفسي ..
ما قلتها إلا وشريط بكاء الفتاة يزلزل كياني بحشرجاته ..
ولكنني أيقنت أنه هروب عن التصديق
أو على الأقل عن الإدراك للحقيقة المغيبة ..
صراع .. في عقلي يكاد يمزقه ..!!
قطعه رنين الهاتف ..
كنت أعرف أنها هي ..
تركته يرن وأنا أحاول لملمت كياني المشتت ..
لم أخرج بشيء .. لم يكن ذلك في حدود طاقتي ..
قررت أن أكون هادئاً .. أيضاً ..
لأستقصي كافة الحقائق ..
اللهم أعن أعن ..
قلتها ورفعت السماعة ..
بادرتها : هذه المرة وقلت : أنتِ تكذبين ..
وأنا سأخبر مسعد بكذبتكِ هذه ..
كان رداً قاسياً جداً ..
جعلها تغرق من جديد في عبراتها ..
حتى قالت :لا تفعل أرجوك سيقتله مسعد لو علم ..
هنا .. أحسست بنبرة صدقها ..
كان هذا الذي سيحدث على - الأقل - لو أخبرت ثامر ..
قطع تفكيري .. قولها :
أحمد .. أرجوك ساعدني ...
عندها عرفت أنني فعلاً أقف أمام غريق ..
لا يجد له مغيثاً سواي .. بعد الله ..
هزت كلمتها كل حس في دواخلي ..
عندها بدأ توازني يعود ..
فناديتها باسمها .. وقلت :
مريم .. اهدئي وأخبريني بالقصة كاملة ..
وسيعينك الله ..
قالت : وقد هدأ نشيجها ..
سأخبرك بكل شيء ..
ولكن بالهاتف لا أستطيع ..
غداً في نفس هذا الوقت ..
تعال إلى بيتنا ..
وسأترك لك رسالة .. فوق باب سور المنزل ..
سأشرح لك فيها كل القصة بتفاصيلها ..
ولكن أعطني وعداً .. بأن تستر علي وتحل مشكلتي ..
قلت : أما الستر فهو وعد مني .. أقسم عليه ..
أما الحل فهذا ما أعدك في السعي فيه وإلى الله مرد الأمر ..
قالت : كتب الله أجرك وفرج كربك ..
على موعدنا غداً ..
وأغلقت الهاتف ..
وتركتني تنهش بي هواجسي وأفكاري الحائرة ..
.
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله مناحي منقرة البلوي ; 09-18-2007 الساعة 07:48 PM
بين الزمان وبين هقواتنا صك= إن مال فينا ما تميل الهقاوي
يعني كذا واللا كذا ما بنا شك = دايم على قد ألامل والحراوي
نسئل الله ان يستر على بناتنا وبنات المسلمين
ابو مناحي
قلم مبدع دائماً
نحن بنتظار الحلقه الثانيه
وما من كــاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه ..!! فلا تكتب بكفك غير شىء … يسرك يوم القيامه ان تراه ..!! ربـآه فل يرضى آلنـآس عني آو يسخطوآ لم آعـد آسعى لغير رضـآك
الكاتب و الشاعر القدير // عبدالله مناحي منقرة ..
حيّاكم الله و عــــــــــــوداً حميداً لمنتداكم ..
و ســــــــأعود للقراءة و الإبحار أكثر في هذه الرائعة ..
و كل عام و أنتم بخير .
إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00سَأَكْسُرُه00( العَاصِفْة )
إيغال في السرد المتوشح بالألم
وقصة تصيب الإنسان من خلال مكنونها بصدمة نفسية
أوصلت الدناءة والخسة لهذا الحد ببني البشر
أبو علي
إطلالة كالسيل العظيم بعد إنقطاع المطر لمدة طويلة
التعديل الأخير تم بواسطة يونس عبدالله البلوي ; 09-23-2007 الساعة 01:43 AM
عبدالله منقرهـ ..
مازلت هُـنا مستمتعاً بجمال حرفك ..
بأنتظار البقيـة
أطيب المُــنــى،،
سلمان العرادي
على الرغم من ما تحمله هذه القصه
من ألم وطعن للصداقه وقسوة في التفاصيل
الا أن سلاسة السرد
وتناسق حرفه
يجعلني لهذا الطرح متابعه
بارك الله فيك أخي الكريم
وتابع...
~كل نعمة دون الجنة فانية, وكل بلاء دون النار عافية~
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات